أكد القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر حسين خلدون أن عبد العزيز بوتفليقة "أصبح تاريخا الآن". وأوضح حسين خلدون، في تصريح خلدون لقناة النهار التلفزيونية، أنّه يتعين على حزب جبهة التحرير الوطني أن ينظر إلى المستقبل وأن يتطلع إلى الأمام وأن يدعم أهداف المحتجين. وقالت شبكة "يورو نيوز"، إن تصريحات "خلدون"، التي جاء في وقت متأخر يوم الخميس، جاءت كضربة جديدة لبوتفليقة الذي كان يأمل في تهدئة الجزائريين بالتعهد باتخاذ خطوات لتغيير الساحة السياسية التي يهيمن عليها هو والمقربون منه منذ عقود. وتراجع الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة عن قراره في الترشح لعهدة رئاسة جديدة بعد احتجاجات شعبية ضده. وبدأ يفقد حلفاءه بوتيرة متسارعة في الأيام القليلة الماضية بعد عودته من زيارة لسويسرا للعلاج. وشارك عشرات الآلاف من الجزائريين في احتجاجات استمرت أسابيع للمطالبة بعهد جديد وقادة أصغر سنا يوفرون قدرا أكبر من الحريات الاجتماعية والرخاء. ونادرا ما يظهر بوتفليقة، الذي يبلغ من العمر 82 عاما علنا منذ إصابته بجلطة دماغية في العام 2013 ويقول المحتجون إنه لم يعد لائقا للحكم. وفي سياق متصل، قال وزير سابق على صلة بالمقربين من بوتفليقة لرويترز إن الرئيس قد لا يصمد نظرا لتزايد الضغوط عليه من كافة الطبقات الاجتماعية في الجزائر. وأكد الوزير الذي طلب عدم ذكر اسمه أن اللعبة انتهت وأن بوتفليقة لا يملك خيارا سوى التنحي الآن. وعلى الرغم من أن بوتفليقة أعلن أنه لن يترشح مجددا واختار رئيسا جديدا للوزراء فإنه لم يعلن تنحيه على الفور، إذ يعتزم البقاء في السلطة لحين انتهاء المؤتمر الوطني للانتقال السياسي وصياغة دستور جديد. غير أن موقفه أصبح أكثر ضعفا فيما يفقد حلفاءه الواحد تلو الآخر بما في ذلك كبار أعضاء حزب جبهة التحرير الوطني الذي يحكم البلاد منذ الاستقلال عن فرنسا في العام 1962. ودعا نشطاء جزائريون إلى تظاهرات جديدة، للجمعة الخامسة على التوالي، رفضا للقرارات التي أعلنها بوتفليقة، لتهدئة الأوضاع في البلاد.