روى سامح رشدي - بائع بمكتبة قرب حادث محطة مصر - تفاصيل أكثر شيء بشع رآه بعد الحادث. وقف "سامح" بجوار المكتبة التي يعمل بها -منذ 10 أيام فقط- داخل محطة مصر؛ كانت الأمور عادية تمامًا صباح اليوم؛ لكن فجأة "حصل فرقعة جامدة ولقيت ناس ماشية مولعة"، سيطر الذعر على نفس "سامح"، هرب قفزاً على درجات سلم النفق المجاور "نسيت إنه مقفول أصلاً"، استدار مرة أخرى يتحسس جدران السلم، هرول بعدها إلى منتصف الرصيف "غصب عني جريت لما لقيت النار عشان أنجي نفسي، أي حد مكاني هيعمل كده" حسب "مصراوي". في باديء الأمر؛ اعتقد "سامح" أن الحادث نتيجة عملاً إرهابيًا "وفكرت إن فيه قنبلة تانية هتنفجر وهموت"، فرّ إلى منتصف الرصيف؛ أدرك حقيقة الحريق "القطر جاي سريع فدخل في المبنى اللي قدامه"، كان المشهد مفزعًا، النيران طالت أسقف المحطة العالية، ألسنة اللهب في كل مكان، التقط الشاب العشريني أنفاسه وبدأ في إغاثة المصابين، أحضر مع آخرين ملاءات من بعض الركاب المتواجدين وبدأوا يسترون أجساد المصابين "بقوا عريانيين خالص لأن هدومهم اتاكلت واتقطعت من النار"، كذلك وضعوا الجثث المتفحمة داخل الأكياس البلاستيكية السوداء وحملوها على سيارات الإسعاف. بينما كانت أكثر المشاهد المؤلمة بالنسبة ل"سامح" لتلك السيدة العشرينية التي أحرقت النيران جميع أجزاء جسدها "شعرها ورموشها وجلدها كله"؛ أخذت تبكي وتنظر لجسدها المشوه وهي تقول "موتوني مش عايزة أعيش"، مرت اللحظات العصيبة بثقل، استغاثت السيدة بالمتواجدين "عندي ولد وبنت أطفال دوروا عليهم"، طمأنها الجمعّ، قبل أن يحملها رجال الإسعاف لنقلها إلى المستشفى.