حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو»، من تفشي الجراد الصحراوي، وانتشاره على جانبي البحر الأحمر، متجهًا إلى السعودية ومصر، واصفة إياه ب«الخطر المدمر». وأفاد بيان صادر عن «الفاو» بأن «الأمطار الغزيرة والأعاصير أدّت إلى زيادة أعداد الجراد الصحراوي في الآونة الأخيرة، مسببة تفشيًا في السودان وإريتريا، ينتشر بسرعة على امتداد جانبي البحر الأحمر، ليصل إلى السعودية ومصر». ودعت المنظمة جميع البلدان المتضررة إلى «تعزيز إجراءات اليقظة والسيطرة لاحتواء التفشي المدمر وحماية المحاصيل من أخطر الآفات المهاجرة في العالم». وأوضحت المنظمة، أن «سقوط الأمطار على امتداد السهول الساحلية للبحر الأحمر في إريتريا والسودان تسبب في تكاثر جيلين من الجراد منذ أكتوبر الماضي، ما أدى إلى حدوث زيادة كبيرة في أعداد الجراد وتشكيل أسراب سريعة الحركة». وللتعقيب على تحذيرات الفاو، ولمعرفة خطة الوزارة لمواجهة هذه الآفة، لا سيما بعد تحذيرات المنظمة، حاولت «المصريون»، التواصل هاتفيًا مع المتحدث الإعلامي باسم وزارة الزراعة، غير أنه لم يرد رغم تكرار المحاولة. من جهته، قال رائف تمراز، عضو لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي، إن حشرة الجراد خطيرة جدًا، فهي تستطيع تدمير مساحات واسعة من المناطق الزراعية حال الوصول إليها، كما أنها قادرة على إحداث خسائر بالغة للفلاحين. وخلال حديثه ل«المصريون»، أضاف «تمراز»، أن مجلس النواب واللجنة يتابعان مع وزارة الزراعة استعداداتها لمواجهة الجراد، مشيرًا إلى أن الوزارة تسعى إلى اللجوء للأساليب والطرق العالمية لمواجهة ذلك الخطر. عضو لجنة الزراعة، أكد أن الدولة قادرة على مواجهة هذا الخطر المرتقب، حيث تقوم الدولة حاليًا بالتعاون مع المنظمات العالمية والإقليمية لمواجهة الأضرار التي من الوارد أن تضر المناطق الزراعية. أما، عصام سعد، عضو لجنة الزراعة، قال إن الوزارة لديها محطات لرصد الحشرات والجراد وكذلك أي حشرة مهاجرة من الخارج، منوهًا بأن الوزارة على أتم الاستعداد لمقاومة ومواجهة الجراد التي قد يصل لمصر مهاجرًا من الخارج. وأوضح «سعد»، في حديثه ل«المصريون»، أنه إذا قامت تلك المحطات بدورها على أكمل وجه سيتم مقاومة ذلك الخطر بسهولة، وبالتالي لابد من تشديد الرقابة عليها، لا سيما أن الجراد يمكنه القضاء على مناطق زراعية واسعة في وقت قصير. فيما، قال الدكتور ممدوح السباعي، رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات، إن الإدارة تواجدت على الحدود في حلايب وشلاتين؛ لكي يتم مكافحة هذه الحشرات وصدها على الفور، متنبًأ بوصول أسراب من الجراد من الجهة الجنوبية ناحية السودان. وأكد «السباعي»، في تصريحات متلفزة، أن الإدارة وقواعد الجراد المنتشرة بالبحر الأحمر على أهبة الاستعداد للتعامل مع الجراد ومكافحته. وأشار إلى أن قواعد الجراد مثلها مثل القواعد العسكرية، تعمل ليلًا ونهارًا للمسح والاستكشاف، متابعًا أن «أضرار الجراد كثيرة، لأنه يأكل مقدار وزنه في اليوم، ويؤثر على المحاصيل الزراعية». وكشف رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات، عن سبب وجود الجراد على سواحل البحر الأحمر، مؤكدًا أن الأمطار الغزيرة التي تعرضت لها سواحل البحر الأحمر أنشأت غطاءً نباتيًا كثيفًا، كما أن هذا الغطاء هو السبب في نمو وتكاثر الجراد. وأوضح أن الإدارة الخاصة بمكافحة الجراد رصدت النمو والتكاثر في الآفات، مضيفًا أن أسراب الجراد الماضية كانت مرصودة بشكل جيد وتم التعامل معها ومكافحته سريعًا. إلى هذا، عقب الدكتور طارق محمود، أستاذ بمركز البحوث الزراعية، على وجود سرب من الجراد في منطقة حلايب، قائلًا: «الجراد يقضي على كل ما هو أخضر، ويعتبر مشكلة قومية، ومن المفترض مكافحته بشكل متكامل». وأضاف «محمود»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «حضرة المواطن»، أن وزارة الزراعة ستستطيع السيطرة على الموقف، مستكملًا: «الموضوع تحت السيطرة، ومش عايز حد يقلق». وتابع أستاذ مركز البحوث الزراعية «وجود الجراد في مصر عملية عارضة، نتيجة الأجواء التي تمر بمصر خلال الفترة الراهنة». و كانت أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب، تقدمت بطلب إحاطة موجه لرئيس مجلس الوزراء ووزير الزراعة، بشأن الإجراءات الاحترازية لوزارة الزراعة لمواجهة تفشي الجراد الصحراوي. وقالت النائبة، إن الجراد الصحراوي هو أكبر الآفات المهاجرة خطرًا في العالم ويستطيع الطيران لمسافة تصل إلى 150 كم في اليوم باتجاه الريح. ولفتت إلى أن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) قد حذرت من أن الأمطار الغزيرة والأعاصير أدت إلى زيادة أعداد الجراد الصحراوي في الآونة الأخيرة، مسببة تفشيًا في السودان وإريتريا ينتشر بسرعة على امتداد جانبي البحر الأحمر ليصل إلى المملكة العربية السعودية ومصر، كما دعت المنظمة جميع البلدان المتضررة إلى تعزيز إجراءات اليقظة والسيطرة لاحتواء التفشي المدمر وحماية المحاصيل من أخطر الآفات المهاجرة في العالم. وأشارت حسونة، إلى أن أعدادا من هذا الجراد قد عبرت البحر الأحمر لتصل إلى الساحل الشمالي للمملكة العربية السعودية، وتبعتها هجرات إضافية أخرى، كما تحركت مجموعات من الجراد الناضج المجنح وبعض الأسراب الأخرى شمالًا على امتداد الساحل وصولًا إلى جنوب شرق مصر في نهاية الشهر.