تواجه مصر في الوقت الحالي عددا من الكوارث الزراعية التي تكتفي سلطات الانقلاب بالتعامل معها من خلال التصريحات الصحفية، دون الاهتمام بتحذيرات الخبراء أو المنظمات الدولية المتخصصة. ومن بين هذه الكوارث ما حذرت منه منظمة “الفاو” من استقبال خطر كبير عن طريق أسراب الجراد التي تتجه لمصر في الوقت الحالي، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي لإصابة المحاصيل، فضلا عن انتشار مرض الحمى القلاعية الذي أصاب القطاع الحيواني، ويدمر الثروة الحيوانية، دون اكتراث سلطات الانقلاب التي تتفرغ حاليا لتمرير التعديلات الدستورية من أجل بقاء عبد الفتاح السيسي في الحكم مدى الحياة. وحذرت “الفاو” من تفشي خطر مدمر، وانتشاره على جانبي البحر الأحمر، متجها إلى المملكة العربية السعودية ومصر، مؤكدة خلال بيان لها أن الأمطار الغزيرة والأعاصير أدت إلى زيادة أعداد الجراد الصحراوي في الآونة الأخيرة، مسببة تفشياً في السودان وإريتريا، ينتشر بسرعة على امتداد جانبي البحر الأحمر، ليصل إلى المملكة العربية السعودية ومصر، كما دعت جميع البلدان المتضررة إلى “تعزيز إجراءات اليقظة والسيطرة لاحتواء التفشي المدمر وحماية المحاصيل من أخطر الآفات المهاجرة في العالم”. وأوضحت “الفاو” أن “سقوط الأمطار على امتداد السهول الساحلية للبحر الأحمر في إريتريا والسودان تسبب في تكاثر جيلين من الجراد منذ أكتوبر الماضي، مما أدى إلى حدوث زيادة كبيرة في أعداد الجراد وتشكيل أسراب سريعة الحركة، ستصل عبر البحر الأحمر إلى الساحل الشمالي للمملكة العربية السعودية في منتصف شهر يناير، تبعته هجرات إضافية بعد حوالي أسبوع، كما تحركت مجموعات من الجراد الناضج المجنح وبعض الأسراب الأخرى شمالاً على امتداد الساحل وصولاً إلى جنوب شرق مصر في نهاية الشهر. وأشارت الفاو إلى أنه تم تنفيذ عمليات رش جوية في السودان والسعودية مدعومة بتدابير سيطرة أرضية في كلا البلدين، وكذلك في إريتريا ومصر، حيث تم معالجة أكثر من80,000 هكتار منذ ديسمبر، في حين قال كيث كريسمان مسؤول تنبؤات الجراد الصحراوي في “الفاو” إن “الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة في السيطرة على حالة الجراد قبل بدء عملية التكاثر في الصيف”. وأضاف: “يعتمد اتساع الرقعة الحالية على عاملين رئيسيين وهما السيطرة الفعالة وتدابير المراقبة في مناطق تكاثر الجراد في السودان وإريتريا والسعودية والبلدان المجاورة، وكثافة سقوط الأمطار بين شهري مارس ومايو على امتداد جانبي البحر الأحمر وفي المناطق الداخلية من شبه الجزيرة العربية”. انتشار الحمى القلاعية على جانب آخر، حذر رائف تمراز وكيل لجنة الزراعة في برلمان العسكر، من انتشار الأمراض المعدية والوبائية التي تهدد الثروة الحيوانية، مطالبا بعمل قاعدة للبيانات عن الثروة الحيوانية تساعد فى تفعيل حملات التطعيم ضد مرض الحمى القلاعية، حيث يتم عمل شهادة ميلاد للحيوان يدون بها كل البيانات عنه، ويسجل فيها تاريخ ميلاده ونوعية ميلاده، هل هى نتاج تلقيح طبيعى أم صناعي، والامراض التى أصيب بها عند ولادته وأنواع التطعيمات المقرر ان يتعاطاها ومواعيدها، مع ضرورة توعية الفلاح بكيفية العناية بصحة ونظافة الحيوان قبل وبعد التطعيم لزيادة فعاليته. وطالب تمراز بفرض رقابة صارمة على أسواق الماشية، وألا يسمح بدخول حيوان واحد إلا بعد التأكد من خلوه من الأمراض وحصوله على كل التطعيمات المقررة، لأن الأسواق العشوائية قد تكون منافذ لتسويق الحيوانات المريضة والمسروقة. كما طالب بتقنين استيراد الأمصال وضرورة توعية الفلاح بأساليب استخدامها وحفظها بطريقة سليمة، للحفاظ على المادة الفعالة، وأن يخصص سرنجة لكل حيوان عند حقنه بالتطعيم المقرر، حتى لا يساعد الاستخدام الشائع للحقن في نقل العدوى وتفشى المرض بين أعداد الماشية، التي تتراوح أعدادها بين 1،7 مليون ومليوني رأس ماشية من (الجاموس والبقر). ونقلت صحيفة “الأهرام” عن أحمد زيتون أستاذ الأمراض المعدية والوبائية للحيوان بطب بيطرى أسيوط، إن مرض الحمى القلاعية في الأصل يصيب الجاموس والبقر، لكن يتم تطعيم الماعز والخراف والحمير لاحتمال أن تكون حاملة للفيروس، الذى يعد أشد الفيروسات فتكا بالحيوان، موضحاً أن التخلص من المرض يكون بالتخلص من الحيوانات المصابة. ودعا للاهتمام بعمل جدول لتحصين هذه الحيوانات وفق خطة إستراتيجية على مستوى الدولة، فالمفترض أن يتم تحصين الماشية فى البداية مرتين، بينهما فترة نقاهة أسبوعين، ويستمر هذا الوضع لعدد 3 مرات سنوياً، لكن مطلوب توعية المربين بجدوى هذه اللقاحات، لأن منهم من يهرب من التحصين خشية أن تحدث حالات إجهاض للماشية التى يتم تحصينها، على أساس أن خبراء العلاج سبق أن أعلنوا أن العلاج ينجم عنه حالات إجهاض تصل إلى 1% . وأضاف أن الوجه البحري تكون نسبة الإصابة فيه أكثر من القبلي، بسبب كثافة الحيوانات، وتقل نسبة الإصابة في المحافظات التي يغلب عليها الطابع الزراعي الكثيف، وان الفيروسات المعدية أو الوبائية التي تصيب الحيوان تتواجد في أجسام الحيوانات المريضة، من خلال اللبن واللحوم المذبوحة، أو من خلال الحيوانات الحية المصابة ومخالطتها للحيوانات السليمة. واكتفت وزارة الزراعة على لسان محمد القرش، المتحدث باسمها، بالقول إن الوزارة تتعامل باهتمام بالغ وبشكل حذر مع ملف الجراد الذي يهدد الحدود الجنوبية المصرية، وفقًا لتقرير منظمة «الفاو»، الذي حذرت من تفشيه على جانبي البحر الأحمر. وأضاف في مداخلة هاتفية ببرنامج «الآن»، المذاع عبر فضائية «إكسترا نيوز»، اليوم الاثنين، أن الوزارة تطبق كافة الإجراءات الاحترازية منذ شهر أكتوبر الماضي، قبل صدور تقرير «الفاو» التحذيري، مشيرًا إلى متابعة الوزارة كافة التقارير الدورية والدولية الصادرة في ها الشأن، فضلًا عن وجود محطات رصد حدودية لرصد أية تحركات للجراد في الدول المحيطة، لأخذ الاحتياطات اللازمة. وأشار إلى ظهور سرب واحد من الجراد، بدأ دخول الحدود المصرية من الجنوب الغربي لكن تم التعامل معه وإبادته بالكامل، مضيفًا أنه تم رش نحو 12 ألف فدان، بالمبيدات اللازمة لمكافحة الجراد.