كشفت مجموعة صور ومقاطع فيديو دخول أسراب من الجراد على طول جانبي البحر الأحمر إلى مصر ،وسط تحذيرات أطلقتها منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة “فاو”. وقالت إن “الأمطار على امتداد السهول الساحلية للبحر الأحمر في إريتريا والسودان سمحت بتكاثر جيلين من الجرادمنذ أكتوبر الماضى، ما أدى إلى زيادة كبيرة في أعدادها، وتشكيل أسراب سريعة التنقل”، وعبر سرب واحد على الأقل إلى الساحل الشمالي للسعودية منتصف يناير الماضى تبعته أسراب أخرى بعد أسبوع. وقبل نحو شهر، حذرت بوابة ” الحرية والعدالة” من هجوم كاسح لأسراب الجراد منبهةً إلى أن تقاعس مسئولى زراعة الانقلاب قد يفتك بمساحات شاسعة من الأفدنة الخضراء بمصر. وهاجمت أسراب الجراد مزارع وادي النقرة بأسوان بشكل كبير، اليوم الأحد، ما اضطر المزارعين للهروب، وترك زراعاتهم، بينما حاول البعض إشعال إطارات الكاوتش لإعاقة انتشار الجراد. وكشف أحد المزارعين بالوادي، إن “الجراد بدأ في الانتشار منذ يومين بغزارة”»، مهددًا آلاف الأفدنة ، واتهم قاعدة الجراد في أسوان بعدم الاستجابة، رغم استغاثات المزارعين بهم. وطالب ، وزارة الزراعة بحكومة الانقلاب بالتدخل السريع، محذرًا من أن هجمات الجراد ستدمر المحاصيل الزراعية. فى سياق متصل هاجمت أسراب هائلة من الجراد محافظات مصر الجنوبية خلال الأيام الماضية، دون استشعار أو متابعة من سلطة الانقلاب، خاصة "الزراعة"، الأمر الذي أثار مخاوف المزارعين من انتشار الجراد ثم انطلاقه نحو محافظات الوجه البحري .
شهور حاسمة من جانبه قال الخبير بمنظمة “الفاو” كيث كريسمان إن “الشهور الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة إلى أن يصبح الموقف تحت السيطرة قبل بدء التكاثر الصيفي”. وذكر أن “اتساع التفشي الحالي يعتمد على عاملين رئيسيين هما المكافحة الفعالة وإجراءات المراقبة في مناطق تكاثر الجراد بالسودان وإريتريا والسعودية والدول المجاورة، وكثافة سقوط الأمطار بين مارس ومايو على جانبي البحر الأحمر وداخل شبه الجزيرة العربية”. وفي تعليق ل”رويترز” كشف كريسمان إن آخر انتشار كبير للجراد الصحراوي وقع في الفترة بين عامي 2003 و2005 عندما واجه أكثر من 29 مليون فدان تهديدات في غرب وشمال غرب أفريقيا بتكلفة 750 مليون دولار شملت مساعدات غذائية موضحا انه منذ ذاك الوقت، وقعت حالات انتشار متعددة بامتداد السهول الساحلية على جانبي البحر الأحمر لكن معظمها قوبلت بإجراءات مكافحة. وأضاف بيان لمنظمة الفاو أن المنظمة ستعقد اجتماعا في الأردن الأسبوع المقبل لبحث تكثيف إجراءات المكافحة مع البلدان المتضررة.
محصول الشتاء وسبق أن تجاهلت صحف النظام التحذيرات من هجوم الجراد والتهديد بإتلاف محصول الشتاء بالقرب من الحدود مع السودان، وكتبت "العربي الجديد": ("الجراد" يهدد المحاصيل الزراعية في مصر)، حيث كشف مسئول في وزارة الزراعة بحكومة الانقلاب عن استنفار أجهزة الوزارة لمواجهة المخاطر المقبلة بسبب الجراد. وأكد أنِّ مَكمَن القلق هو عدم الاستعداد الجيد لمواجهة تلك الحشرات الضارة للمحاصيل، نتيجة عدم تواجد المبيدات اللازمة والسيارات المجهزة والفرق المتخصصة، وفرق العمل المدربة قبل أن تقوم أسرابه بالحركة والطيران. وهو ما يمثل خطرًا حقيقيًا على الإنتاج، خاصة في مناطق أبو سمبل وتوشكى ودندان والعلاقى وحول بحيرة ناصر ومناطق أبو رماد والشلاتين وبرانيس على سواحل البحر الأحمر. وأشار إلى أن الكميات الموجودة من المبيدات مع فرق المكافحة، لا يمكنها أن تغطي كل المساحة الجغرافية في جنوب مصر. ويتخوف المزارعون في تلك المناطق من ضياع محاصيلهم، في حين أنهم يقترضون مبالغ مالية طائلة من بنوك التنمية والائتمان الزراعية، من أجل زراعة الأرض وانتظار الحصاد وبيعها لسداد الديون. وطالب هؤلاء وزارة الزراعة بسرعة التحرك للقضاء على الجراد قبل تكاثره. وأكد نقيب الفلاحين حسين عبد الرحمن، خطورة الجراد الذي قد يقضي على الموسم الزراعي الشتوي بالكامل، مطالبا اللجنة القومية لمواجهة الكوارث- والمحدد لها ميزانية سنوية في وزارة مالية الانقلاب- بالتحرك قبل فوات الأوان. وقال نقيب الفلاحين، أن عدم مواجهة الجراد في بدايته سوف يؤدي إلى دمار المساحات الزراعية وخسائر جسيمة تقدر بالمليارات، وبالتالي قلة الإنتاج وارتفاع الأسعار، خاصة وأن الجراد الصحراوي يعد من أخطر أنواع الجراد. صح النوم من جهته، قال عضو بهيئة متابعة "الجراد" بوزارة الزراعة بحكومة الانقلاب، رفض ذكر اسمه، إن الوزارة لم تتحرك حتى الآن من مقاعدها، وإنّ الكارثة قادمة إنْ لم يتم اتخاذ التدابير. وأضاف، في تصريحات صحفية، أنه من المفترض تجهيز 13 قاعدة رئيسية لمكافحة الجراد في مناطق أسوان وقنا والوادي الجديد وشمال سيناء والطور ومرسى مطروح وبرج العرب والسويس والواحات البحرية، ولكن هذا لم يحدث. جدير بالذكر أن هجوم "الجراد" يتسبب في خسائر مادية فادحة في القطاع الزراعي، حيث يتسبب في القضاء على أكثر من 90% من المزروعات التي يمر بها، وتصل نسبة التدمير إلى القضاء على المزروعات بشكل كامل، وهذا يعني تدمير مصادر الغذاء للإنسان والحيوان.
خسائر بالملايين فى السنوات الماضية، تعرضت مصر لعدد من الهجمات من قبل أسراب الجراد، كان آخر الهجمات فى عام 2013، حيث شن الجراد الأحمر هجومًا قادمًا من الحدود الجنوبية للبلاد ووصل إلى عدد كبير من المحافظات مثل البحر الأحمر والغردقة وأم غارب وحلايب وشلاتين، وشرم الشيخ، وفى هذه المرة ترك وراءه خسائر تقدر بالملايين وأثَّر على السياحة آنذاك. وحسب الإحصائيات، فإن الحوريات من الجراد تتسبب فى خسائر تقدر ب 8%من إجمالى الخسائر، لأن منطقة التوالد عادة ما تقع خارج منطقة الإغارة، و69% نتيجة لأسراب الجراد الصغيرة والذي لم يبلغ بعد، بينما كانت ال23% الأخرى نتيجة الجراد مكتمل النمو.