أزهرى: الانتحار ليس من الإسلام.. خبير الاجتماع: تدهور الأوضاع المعيشية السبب ما بين أسباب نفسية واقتصادية، انتشرت حالات الانتحار في مصر مؤخرًا، وكان لافتًا أن الفترة الأخيرة، شهدت طرقًا جديدة في الانتحار، لم تكن معروفة في السابق، وأكثرها انتشارًا الانتحار تحت عجلات المترو. وتكشف أحدث الإحصاءات المتاحة على الموقع الإلكترونى لمنظمة الصحة العالمية، وتعود إلى عام 2014، أن هناك 88 حالة انتحار من بين كل 100 ألف مصرى، علمًا بأن عدد سكان مصر يبلغ 100 مليون نسمة، ما يعني - وفقًا لتلك الأرقام – أن هناك قرابة 88 ألفًا ينتحرون كل عام. ومنذ عام 2015، تتجدد التساؤلات حول تزايد حالات الانتحار بين حين وآخر، وفي الوقت الذي لا توجد فيه إحصاءات رسمية عن الانتحار، كشفت دراسة لوزارة الصحة، عن أن 21.7% من طلبة الثانوية العامة يفكرون في الانتحار. وفى إطار ذلك ترصد "المصريون" أسباب انتشار الظاهرة وطرق حلها "الصحة"، أعدت دراسة على عينة من طلاب مرحلة الثانوية العامة قدرت ب 10638 طالبًا فى العام الماضي، أظهرت أن 21.7% منهم يفكرون فى الانتحار. وكان مركز السموم التابع لجامعة القاهرة، أصدر تقريرًا عام 2016 يفيد أن مصر تشهد نحو 2400 حالة انتحار باستخدام العقاقير السامة سنويًا. بينما كشف مركز "المصريين للدراسات الاقتصادية والاجتماعية"، أن مصر شهدت 4000 حالة انتحار بسبب الحالة الاقتصادية، فى الفترة من مارس 2016 إلى يونيو 2017. تتعدد أسباب الانتحار، ويأتى أهمها طبقًا لعلماء الاجتماع، انعدام الوازِع الديني، فعندما يفتقر الشخص إلى الإيمان بالله تعالى وبأنَّ هناك يوم حساب، وأنَّ أذيَة النفس محرّمة بكافة الأشكال والطرق مهما كانت صغيرة، فهذا يجعله يرى من إنهاء حياته انتهاءً لمشاكله وهمومه. من ضمن الأسباب أيضًا، المشاكِل النفسيّة مثل الاكتئاب أو العزلة والابتعاد عن الناس، وكثيراً ممن يقدمون على الانتحار يكون السبب عدم الشعور بالأهمية، وبعدم رغبة من يحيطون بهم بوجودهم، والتعرّض للضغوطات النفسيّة المختلفة. كما أن المشاكل الاجتماعية لها دور مهم فى عمليات الانتحار، مثل البطالة وعدم إيجاد فرص عمل، والفقر الذى يُخيّل لصاحبه أنّه بذلك يتخلّص من هم الفقر وخاصةً إذا كان يعيل عائلته، أو التفكك الأسرى وكثرة المشاكِل فى الأسرة، والفراغ الذى قد يقود صاحبه إلى الشّعور بعدم أهمية الحياة لعدم وجود أية أهدافٍ فيها تشجِّعه على العمل والانطلاق نحو الحياة. ومن ضمن أسباب الانتحار أيضًا تعاطى المخدِّرات، التى تهيئ للمدمن أموراً غير ما هو فى الواقِع، كما أنّ حاجة المدمن إلى المخدِّرات أحياناً وعدم توافرها يسبب له حالةً نفسيةً وجسديّةً سيئة مما يدفعه إلى الإقدام على الانتحار للتخلّص من هذه الآلام ويقول الدكتور محمود مزروعة، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، إن "الانتحار جريمة منكرة وكبيرة من الكبائر، وفاعله فاسق وآثم، ولكن ليس بكافر أو خارج عن الملة، وذلك بإجماع الأئمة الأربعة". وبرر ذلك بأن "المنتحر لم ينكر معلومًا من الدين بالضرورة ولكنه أقدم على قتل نفسه، وخالف فقط قول الله تعالى "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا"، مستشهًدا بما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن أناسًا انتحروا ورآهم صلى الله عليه وسلم، فى الجنة. وتابع: "القضية ترجع لكيفية الانتحار, إذ أن رجلًا كان يحارب مع رسول الله ثم أصيب ب20 طعنة ما بين طعنة سيف ورمح وحارب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصر المسلمون، ثم جلس على الأرض فوجد حجرًا مسنونًا، فأمسك به وجز به شريان يده ونزف حتى الموت, فرآه أحد الصحابة فى منامه على هيئته مغطيًا يده، فقال له: "ما صنع ربك بك" فقال غفر لى, فقال له مالى أراك مغطيًا يديك؟ قال: قيل لى لن نصلح منك ما أفسدت، فقصها الصحابى على رسول الله فقال الرسول الكريم "اللهم وليديه فاغفر". وأوضح مزروعة, أن "هناك من ينتحر لأنه لم يرضَ بقضاء الله عليه مثل الفقر وغيره, ففى مثل هذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم "مَنَ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا". وتابع: "المسلم إذا لقى الله تعالى بكل ذنب عدا الشرك الأكبر، فإن ذنوبه قابلة للعفو عنها، ومحو أثرها بفضل الله تعالى ورحمته، مهما بلغت هذه الذنوب كثرة وعظمة، وقد نصَّ الله تعالى على ذلك بقوله "إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء". من جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، "إن الأوضاع الاقتصادية لها تأثيرها على اتجاه بعض الأشخاص للانتحار، وقد تزايدت حالات الانتحار خلال السنوات القليلة الماضية، نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية". وأضاف فرويز ل"المصريون": "الراغب فى الانتحار، هو شخص مصاب باكتئاب شديد، وهناك إنسان تكون لديه أفكار انتحارية مسيطرة عليه، لهذا يلجأ إلى الانتحار، وبعض الأشخاص تكون لديهم حالات مرضية عضوية مزمنة، وحين لا يجدون تحسنًا، ويشعرون بعدم استجابتهم للعلاج، والأمور تتدهور، يبحث عن شخص يقتله". ويرى فرويز, أن "البعض يبحث عن الانتحار لمجرد الفراغ، كونه يجد نفسه بلا عمل، أو هدف، فيقرر التخلص من الحياة"، لافتًا الى أنه "فى الدول الاسكندينافية، تسجل أعلى نسب الانتحار فى العالم، ولكن فى الشرق الأوسط، ليست كل الحالات التى تذهب للمستشفيات تسجل، تجنبًا لمشاكل اجتماعية، وعدم إدخالهم فى مشاكل أسرية أو قانونية".