- المجتمع المصرى بكل أطيافه العلمية مشارك رئيسى فى مبادرة "وطن نظيف".. وأزمة المخلفات الموجودة فى الشوارع تاريخية تحتاج إلى سنوات للقضاء عليها - مشاكل التلوث فى مصر لن نستطيع حلها إلا بربط جهاز شئون البيئة بالمراكز البحثية والجامعية - بدأنا بالعمل بالجنوب لأن الحكومة أدركت أخيرًا أن مدن الصعيد عانت سنوات طويلة من الإهمال والظلم أكد الدكتور مصطفى حسين كامل وزير الدولة لشئون البيئة أن فكرة الاستعانة بشركات النظافة الأجنبية تجربة أثبتت فشلها وكانت أحد أهم أسباب أزمة القمامة فى شوارع مصر، مشيرا إلى أن مصر تبحث فكره فسخ العقود معها أو تعديل الشروط. وقال وزير الدولة لشئون البيئة فى حوار خاص مع "المصريون" إن المجتمع المصرى بكل أطيافه العلمية مشارك رئيسى فى مبادرة "وطن نظيف"، موضحا أن أزمة المخلفات والقمامة الموجودة فى الشوارع تاريخية وحدثت بسبب الانفلات الأمنى وتحتاج إلى سنوات للقضاء عليها، مبينًا فى الوقت نفسه أن مشاكل التلوث فى مصر والقمامة تحديدًا لن نستطيع حلها إلا بربط جهاز شئون البيئة بالمراكز البحثية والجامعية فى كل المحافظات المصرية. ** فى البداية.. كيف شارك قطاع البيئة فى حملة وطن نظيف؟ قطاع البيئة قام بالمشاركة فى حملة وطن نظيف عن طريق رفع المخلفات الموجودة فى المحافظات، ففى كل محافظة قمنا بزيارتها قمنا برفع كفاءة المعدات الموجودة، ودعم مصانع تدوير القمامة المعطلة ماليا، وذلك فى إطار حملة المائة يوم، أو حتى فى إطار حملة وطن نظيف التى أطلقها الرئيس الدكتور محمد مرسى، وقد بدأنا بمحافظات الصعيد، وكان ذلك بداية من محافظة أسوان حتى وصلنا إلى محافظة المنيا. ** لماذا بدأت بزيارة محافظات الصعيد تحديدًا؟ لقد بدأت بمحافظات الصعيد تحديدًا لإحساسى بالظلم الذى تعرضت له محافظات الصعيد طوال السنوات الطويلة الماضية، فلم يُنظر إلى الصعيد على مدار فترات طويلة، وأنا أعتقد أننى قمت بحل مشكلة كبيرة جدا فى أسوان، منها قضايا خاصة بتلوث النيل، كما قمت بتسليم معدات، وكذلك فعلت فى الأقصر وإدفو ونجع حمادى وسوهاج وأسيوط والمنيا، وسنستكمل المسيرة إن شاء الله فى محافظة بنى سويف. ** ما أهم المشاكل البيئية التى سيهتم قطاع البيئة بحلها فى مدن صعيد مصر؟ يجب أن تعلمى أن أى مشاكل بيئية، وزارة البيئة تهتم بها، بمعنى أننا لن نتكلم فقط عن المخلفات، لكن هناك ملفات أخرى أكثر أهمية مثل ملف نهر النيل، محافظات الصعيد، ومشروعات تدوير المخلفات فى صعيد مصر، ولذلك يجب على الجميع أن يتعاون لدعم الاستثمار فى المحافظات، فنحن لن نتردد فى دعم هذا الاستثمار كخطة مستقبلية سواء عن طريق خطة قصيرة الأجل يشعر بها المواطن أو خطة طويلة الأجل تأخذ فترات طويلة. ** ما دور الجامعة فى حل هذه المشاكل البيئية؟ لابد أن يكون للجامعة دور فاعل، فأنا كأستاذ جامعى وكرجل علمى، أرى أن العلم يفيدنا فى أشياء كثيرة، لذلك لابد أن يكون هناك تواصل بين الجامعات والمعاهد العليا داخل المحافظة الواحدة، وقد زورنا جامعة المنيا وهى من الجامعات العريقة فى صعيد مصر، وقمنا بتوقيع بروتوكول أسوة بالجامعات الأخرى، فنحن نحاول ربط جهاز شئون البيئة بالبحث العلمى فى صورة الجامعات والمعاهد العليا ومراكز البحث العلمى للتصدى لكل المشاكل البيئية بشكل علمى، ويفضل أن يكون لدينا مكتب اتصال فى الجامعة ليكون نقطة اتصال لجهاز شئون البيئة مع المحافظة والجامعة، وبذلك نقوم بحل المشاكل البيئية والاستعانة بخبرات أعضاء هيئة التدريس فى كل المجالات، ونرفع وعى الطالب ليكون لديه وعى بيئى، وهذا الهدف كان من أهم أهداف زيارة الجامعات. ** هل سيتم تطبيق هذا البروتوكول فى كل الجامعات المصرية أم إنها ستكون مقصورة على محافظات الصعيد فقط؟ من قال هذا.. لقد قمنا بعمل هذا البروتوكول مع خمس جامعات، وجامعة المنيا هى الجامعة السادسة، وخلال المرحلة القادمة نتمنى أن يصل تعاوننا إلى كل الجامعات المصرية وفى 26 جامعة. ** هل سيقتصر التعاون مع الجامعات الحكومية فقط؟ على الإطلاق.. لم نضع أى شروط لتكون مقصورة على التعاون مع الجامعات الحكومية فقط، ولكننا سننطلق إلى الجامعات الخاصة أيضا بحيث يكون جهاز شئون البيئة موجود بكل الجامعات التى تتواجد على أرض مصر سواء كانت حكومية أو خاصة أو أجنبية أو حتى أهلية، فالمجتمع العلمى علية دور مهم للمشاركة فى مبادرة "وطن نظيف"، لذلك نحن نجتمع كلنا مع بعض ونرى ما يمكن تحقيقه، وأتمنى أن تكون ال100 يوم ليست نهاية المطاف، وإنما تكون الانطلاقة أو البداية لنواصل على نفس نهج ال100 يوم، وهذا ما نحتاج أن نتابعه لكى تتحقق خطة النهضة كما وعدنا جميعًا سيادة الرئيس. ** لكن مر أكثر من ستين يومًا على حملة وطن نظيف ومازالت مشكلة المخلفات موجودة.. فما هى أهم المعوقات الحقيقية التى تقف حجرًا عثرًا أمام تنفيذ المبادرة؟ أنا لا أستطيع أن أقول.. إننى سأقوم بحل المشكلات البيئية بعصا سحرية، فالمخلفات الموجودة فى الشوارع مخلفات تاريخية ليس لنا يد فيها، وإنما تراكمت بسبب الإنفلات الأمنى على مدار عامين، لذلك ستأخذ وقتًا حتى نستطيع أن نقوم بإزالتها، وأنا أقوم بزيارة محافظات الصعيد من أجل المساعدة فى حل مشكلة المخلفات سواء ماديا، أو بالمساعدة بإزالة 50 ألف متر مكعب من المخلفات فى محافظة المنيا، رغم أن المخلفات الموجودة بمحافظة المنيا تعتبر قلة قليلة جدًا إذا ما تم مقارنتها بمحافظات أخرى كالقاهرة والجيزة على سبيل المثال. ** لماذا لا يقوم قطاع البيئة بفتح ملف تدوير المخلفات بدلاً من محاولة التخلص منها؟ نحن بالفعل نقوم بتدوير القمامة. ** لكن هناك مشاكل فى مصانع تدوير القمامة؟ لذلك نحن نسعى إلى إصلاحها، ونساعد فى رفع كفاءة مصانع تدوير القمامة، أو مصانع الفرز، فهناك 6 مصانع قمنا برفع كفاءتها وسنكمل المسيرة إن شاء الله. ** ماذا عن المخلفات العضوية.. فذبح الخنازير أدى إلى تفاقم مشاكل القمامة، فهل ترى أن التوجه الإسلامى للدولة سيسمح بعودة مزارع الخنازير مره أخرى؟ مشاريع التدوير مختلفة، وتقدم لأكثر من مجال والحاجه التى تناسبنا وقتها سنختارها بما يتناسب مع دولتنا. ** رغم الاعتماد على الشركات الأجنبية إلا أن مشكله القمامة تفاقمت فى مصر...؟ مقاطعا.. فكرة الشركات الأجنبية فكرة خاطئة منذ البداية، لذلك لن نعيد فكرة الاستعانة بهم مرة أخرى، فنحن للأسف نعانى الكثير منها بسبب المشاكل الموجودة فى شروط التعاقد، لكننا الآن نهتم بحل المشاكل التى تواجهنا، ثم نتفرغ لقضية الشركات الأجنبية وسنبحث إذا كنا سنفسخ العقد، أو يقوموا بالعمل على حسابهم الخاص. **هل معنى ذلك إلغاء العقود؟ ليس معناه إلغاء العقود فليس هناك مانع للتعامل مع الشركات الأجنبية، ولكن يجب أن يكون شروط التعاقد سليمة، فلماذا أتعاقد مع شركة لمدة 15 عامًا. ** ماذا عن بدائل الشركات الأجنبية؟ الشركات الصغيرة يمكن أن تحل المشكلة، فيتم التقسيم إلى مربعات سكنية، بدلاً من أن تحصل الشركة على محافظة كاملة كالقاهرة أو الجيزة، فتقسيم المربعات السكنية سيساعدنا على عمل تعاقد سليم، وبالتالى نستطيع أن نتابع ونحاسب ونراقب عمل هذه الشركات. ** كيف ستواجهون المشاكل التى تركها النظام السابق؟ فى البداية يجب أن نقوم بحل ما هو موجود من خلال الإمكانيات المتاحة، حتى نستطيع أن نتحرك، ثم بعد ذلك ننظر إلى ملفات الفساد، لأننا إذا فتحنا ملفات الفساد فلن نتحرك ولن نعمل فنحن نريد (العجلة تمشى) ثم نفتح ملفات الفساد.