في سابقة لم تحدث منذ عدة أشهر، هبط سعر الدولار بشكل مفاجئ في تعاملات اليوم الأحد، بمعدل وصل إلى 20 قرشًا، ما أثار تساؤلات حول الأسباب التي أدت لذلك والآثار الناجمة عن هذا. وسجل البنك المركزي انخفاضًا بواقع 22 قرشًا ليصل إلى 17.63 قرش للشراء و17.76 قرشًا للبيع، بينما سجل انخفاضًا بواقع 14 قرشًا في بنكي الأهلي ومصر ليصبح 17.65قرش للشراء، و17.75 للبيع، وانخفض 14 قرشًا في بنك البركة ليصبح 17.75 قرش للشراء و17.85 قرش للدولار، وانخفض 13 قرش في بنك الإسكندرية ليصبح 17.76 للشراء، و17.86 قرش للبيع. وسجل الدولار أكبر انخفاض لدى البنوك الخاصة بواقع 20 قرشًا في بنكي العربي الأفريقي، وكريدي أجريكول، ليسجل 17.65 قرش للشراء، و17.75 قرش للبيع، بينما سجل انخفاض بمقدار قرش واحد وعشرون قرشًا في بنك أبو ظبي ليسجل 17.65 قرش للشراء، وبيع ب17.75 وهو أعلى سعر في الوقت الحالي. الدكتورة يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين الشمس، قالت إن هذا التراجع ربما يعود سببه إلى الأخبار التي انتشرت خلال الفترة السابقة عن انتعاش السياحة في مصر، كذلك من الممكن أن يكون نتيجة لأخبار ارتفاع دخل قناة السويس. وخلال حديثها ل«المصريون»، أضافت «الحماقي»، أن عودة الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة –الاستثمارات في البورصة-، تعتبر هي الأخرى سببًا في انخفاض أسعار الدولار، مضيفًة أنه تم ضخ نحو مليار في البورصة بعد أن كان هناك تراجع. وأشارت الخبيرة الاقتصادية، إلى ضرورة الاعتماد على الصادرات كما يجب رفع هذه الصادرات، متابعة: «الصادرات هي المصدر الأكثر أمانًا كما سيساعد على الاستدامة». من جانبه، قال ياسر عمر، وكيل لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، إن أسباب انخفاض الدولار أمام الجنيه المصرى، جاء نتيجة ضخ موارد مالية دولارية لمصر خلال الفترة الماضية، ووجود تدفقات مالية كبيرة، فضلًا عن قرب استلام مصر للدفعة الخامسة من قرض صندوق النقد الدولي البالغة 2 مليار دولار. وتابع، العرض والطلب هو المتحكم في انخفاض أو ارتفاع سعر الدولار، لافتًا، إلى أن وجود انخفاض كبير في الدولار جاء نتيجة سداد مصر للعديد من الأقساط في شهر يناير، والتي من بينها تسديد قسط نادي باريس البالغ 700 مليون دولار. وأوضح النائب في حديثه له، أن سعر الدولار ظل ثابتًا لمدة عامين، وبالتالي فإن هبوط سعر الدولار الأمريكية 22 قرشًا دفعة واحدة، جاء في حدود المعقول، ليكون الدولار مقابل الجنيه بسعر 17.63 جنيه للشراء و17.75جنيه للبيع في أغلب البنوك المصرية. من جانبها، قالت علياء ممدوح رئيس قطاع البحوث ببنك الاستثمار بلتون فاينانشيال، إن الجنيه المصري كان يتداول بأقل من قيمته خلال الفترة الماضية بنسبة 9%، ومع ظهور مؤشرات أكثر على تحسن الأوضاع الاقتصادية مع بدايات 2019، بدأ الدولار في العودة إلى مكانه الطبيعي مقابل الجنيه، مشيرة إلى أن الهبوط بنحو 20 قرشًا ليس كبيرًا لكن السوق كان قد تعود على استقرار الدولار في الشهور الطويلة الماضية ما جعل من هذا الهبوط أكثر لفتًا للانتباه. وأضافت أن أغلب التوقعات كانت تشير إلى مواصلة الأجانب خروجهم من أذون الخزانة المصرية مع دخول العام الجديد، لكن المفاجئة السارة جاءت بعكس هذا التوقع، حيث سجل الأجانب صافي دخول إيجابي خلال شهر يناير الجاري لأول مرة منذ شهور طويلة، وذلك بفضل قيام البنك المركزي بإلغاء آلية صندوق تحويلات الأجانب الذي كان يحد من حركة التدفقات النقدية في السابق. واعتبرت رئيس قطاع البحوث في بلتون فاينانشيال، أن أسعار العائد على أذون الخزانة التي تقدمها مصر جيدة جدًا مقارنة بأوضاع اقتصادنا الأقل مخاطرة مقارنة بما كان عليه قبل عام مضى أو مقارنة مع أسواق أخرى مجاورة أو ناشئة. وأشارت، إلى أن تذبذب حركة الدولار بنفس المعدلات في حدود تتراوح بين 20 و50 قرشًا هو أمر طبيعي في الأسواق، مشيرة إلى أنه مع زيادة عائدات السياحة بشكل ملحوظ خلال الفترة المقبلة مقارنة بما كانت عليه العام الماضي، وتراجع اعتماد مصر على استيراد الغاز الطبيعي مع زيادة إنتاجنا المحلي فإن ذلك سيدعم وضع الجنيه المصري. ويأتي هذا الانخفاض عقب أيام من تصريحات أدلى بها، المهندس طارق عامر، محافظ البنك المركزي، أشار فيها إلى أن الدولار سيشهد تحركات كبيرة أمام الجنيه المصري، خاصة بعد إنهاء العمل بآليات ضمان تحويل أموال الأجانب.