تجدد الجدل حول "الفستان الفاضح" الذي ارتدته الممثلة رانيا يوسف في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لكن هذه المرة بسبب إدراجه ضمن أسئلة امتحان بقسم الإعلام بجامعة سوهاج. وجاء في نص السؤال: "تمثل واقعة ارتداء الفنانة رانيا يوسف، الهوت شورت في ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حدثًا غريبًا أثار الرأي العام". ويظهر في ورقة الأسئلة التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، فقرة تتحدث عن الفستان الذي أثار الرأي العام، تضمنت عددًا من النقاط، من بينها أنسَب فنون الكتابة الصحفية لتغطية هذا الحدث، مع بيان السبب، وكتابة 5 أسئلة غير تقليدية يمكن أن توجه لرانيا يوسف حال إجراء حوار صحفي معها. وقال الدكتور صابر حارص، أستاذ الإعلام السياسي، ورئيس وحدة بحوث الرأي بجامعة سوهاج، إنه "مجرد سؤال تطبيقي في امتحان علمي، على الرغم من أن الغرض منه اتخاذ عينة من واقع المجتمع المصري لتقييم مهارات الطلاب في الجوانب المهنية والأخلاقية لخدمتهم". وأضاف ل"المصريون": "الموضوع لا يستحق كل هذه الإثارة من زاوية رانيا يوسف، والأفضل النظر إليه من الزاوية المهنية والصحفية، للاستفادة منه كونه قضية يمكن التحقيق فيها إعلاميًا في أكثر من زاوية تعود على القارئ بالجديد". وتابع: "نمط الأسئلة في الامتحانات يكشف عدم جدوى التعليم في مصر، لأن الأسئلة في العلوم الاجتماعية تدور حول "اشرح، وضح، تحدث عن"؛ وهذه النوعية لا تقيس إلا مهارة واحدة وهي مدى تذكر الطالب للمعلومات، بينما يوجد مهارات أخرى يجب أن يكتسبها الطالب، وهي مهارات الفهم والمقارنة والتفكير وتقديم المقترحات ومهارات التطبيق". وأكد أنه "من الطبيعي أن نختار الأحداث التي تسببت في بلبلة بالوسط الفني ويهتم بها الرأي العام، وفستان رانيا يوسف كانت واقعة غريبة بالنسبة للمجتمع؛ وبالتالي ثرية في التطبيق وتتيح لنا اختبار الطالب في جوانب كثيرة تجعله ينظر إلى أي قضية يتم الحديث عنها مستقبلاً بوجهات نظر مختلفة". واستكمل "حارص": "حاولت في السؤال اختبار ذكاء الطلاب في تنويع مصادرهم، باعتبار أن رانيا يوسف ليست المصدر الوحيد، لكن كان يفترض أن تتم تقارير حول شخصيتها وحياتها الاجتماعية والخاصة والفنية". وأشار إلى أن "هذه الجوانب لم تشغل الصحافة المصرية، وانشغلت فقط بالزي الذي ارتدته، لهذا أردت تدريب الطلاب على نماذج مشابهة، يبدع فيها الطالب في اللجوء إلى مصادر أخرى، وأيضًا إلى فنون كتابة أخرى عميقة تحول الجوانب السطحية والتافهة إلى جوانب عميقة". وأوضح أنه أراد أيضًا تقييم الطلاب في أشكال صحفية مناسبة وتدريبه على نقد الموقف من خلال كتاباته سواء نقد في عمود أو تنويع مصدر أو فكرة، فكل هذه الجوانب الخاصة بفنون الكتابة التي يلجأ لها الصحفي توجد في سؤال الامتحان الذي أثار هذه الضجة. الدكتور سيد الحسيني، المدرس المساعد بقسم الإعلام في كلية الآداب بسوهاج، أكد أن السؤال ليس به أي شيء خارج عن العمل الجامعي ليثير كل هذه البلبلة، قائلًا: "عادي جدًا ومتميز، لأن طبيعة المادة هي مادة عملية بالأساس والمادة اسمها الإعلام المتخصص الذي يشمل الإعلام الديني والفني والرياضي". وأضاف "الحسيني"، في تصريح ل"المصريون، الإعلام الفني يتعلق بالموضوعات الخاصة بالفن مثل النقد الفني للأعمال الفنية بمختلف أنواعها والتقارير الفنية للمهرجانات. وتابع: والسؤال لا علاقة له برانيا يوسف من قريب أو من بعيد إنما يقيس مدى فهم الطالب لكيفية تعامله مع الأحداث والموضوعات المختلفة المتعلقة بالإعلام الفنى، وهو سؤال جيد من أستاذ المادة يرقى إلى درجة الامتياز. واختتم قائلا: حاول الدكتور صابر القضاء على جمود الأسئلة المقالية وأراد قياس درجة فهم الطالب في تعامله مع موضوعات الإعلام الفني وهذا ليس جديدًا على قامة إعلامية مثله. وظهرت يوسف (44 عامًا) في نوفمبر الماضي خلال حضورها مهرجان القاهرة السينمائي بما يشبه لباس البحر، أسفل فستان أسود مكشوف الساقين والكتفين، ما أثار جدلاً واسعًا بهذه الإطلالة الشفافة في ختام مهرجان القاهرة الدولي السينمائي. وتم التحقيق معها أمام النيابة عقب بلاغات من مواطنين ضدها، وردت يوسف، آنذاك، في بيان بإرجاع ارتداء الفستان المثير للجدل إلى آراء متخصصي الموضة، مؤكدة "تمسكها بالقيم والأخلاق التي تربت عليها في المجتمع المصري".