فى محاولة منهم لتحسين أوضاع عمال النظافة، وتخفيف الأعباء الملقاة على عاتقهم، طالب برلمانيون، برفع رواتبهم إلى 3 آلاف جنيه، لا سيما أن الأموال التى يتقاضونها حاليًا لا تمكنهم من الإيفاء بالالتزامات الأساسية، وليس هذا فحسب، بل تضطر بعضهم إلى التسول أثناء ممارسة مهامهم. فى البداية، طالبت الدكتورة سحر عتمان، عضو مجلس النواب، برفع رواتب عمال النظافة لتصل إلى 3000 جنيه شهريًا، وتثبيتهم تمهيدًا لانضمامهم إلى موازنة الدولة، معتبرة أن ذلك يعتبر أقل دعم حكومى وشعبى يمكن تقديمه لهم، تقديرًا لوظيفتهم السامية التى يقومون بها. وقالت إن ملف عمال النظافة فى مصر أحد أهم الملفات التى لم يقترب منها أحد، ولم يشعر أى من المسئولين المعنيين بأوجاعهم، حيث يعيشون أوضاعًا صعبة متعلقة بالعمل والجهد، علاوة على نظرة المجتمع السيئة إليهم. وأضافت «عتمان»، فى بيان لها، أن كل دول العالم تعتبر مهنة عمال النظافة مهنة مقدسة إلى حد تجريم مناداة صاحبها ب«جامع القمامة» مثل اليابان، إذ يسمى هذا العامل بها «مهندس بيئة». وتابعت: «أما فى مصر الوضع مختلف جذريًا على المستوى الرسمى والشعبي، فلا اهتمام حكومى ولا تقدير شعبي، إذ هم أقل الفئات دخلًا رغم أنه فى كثير من دول العالم يأتى راتب عامل النظافة فى مرتبة متقدمة مقارنة بالعديد من الوظائف، ما دفع البعض منهم فى مصر إلى التسول فى ظل تلك الرواتب الضعيفة وساعات العمل المتزايدة». وأكدت عضو مجلس النواب، أن عمال النظافة فى مصر يتقاضون رواتب لا تتجاوز ال600 جنيه شهريًا، وذلك فى ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة الراهنة، وجميعهم معينون على أبواب غير ثابتة فى مجالس المدن والمدارس وبعض القطاعات الحكومية. أما، الدكتورة ماجدة نصر، عضو مجلس النواب، أبدت إعجابها بمطلب على رفع رواتب عمال النظافة؛ نظرا لأن الأجور الحالية التى يتقاضونها لن تساعدهم على الإيفاء بالتزامات الحياة اليومية. وأضافت «نصر»، خلال حديثه ل«المصريون»، أن الأجور الضعيفة تجبر البعض من هؤلاء على التسول أثناء قيامهم بجمع القمامة، ما يشير بشكل أو بآخر إلى أن المرتبات الحالية بحاجة إلى إعادة نظر. عضو مجلس النواب، أشارت إلى ضرورة تدريب جامعى القمامة على أداء مهامهم باحترافية عالية، حيث إن الوضع الحالى لن يساعد على حل أزمة القمامة، التى تعد إحدى المشكلات المعقدة، التى لا تقدر الدولة على حلها، رغم ما تنفقه من أموال على جمع القمامة من الشوارع. ولفتت إلى أن المنظومة بأكملها تحتاج إلى إعادة نظر، فمن غير الجائز رفع الرواتب واستمرار الوضع على ما هو عليه، متابعة «رغم أن جامعى القمامة يقوموا بدورهم على أكمل وجه إلا أن تلال الزبالة منتشرة فى كافة الميادين والأنحاء». وبرأى «نصر»، فإنه من الضرورى أيضًا تغليظ العقوبات على ملقى القمامة بالشوارع دون وضعها فى الأماكن المخصصة، كذلك لابد من حملات توعية للمواطنين لرفع وعيهم بخطورة القمامة، فضلًا عن البحث عن أفضل وأمثل وسيلة للقضاء على هذه المشكلة. فيما، أكد جمال عقبي، عضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، أن الزيادات تطبق على مراحل بما يتوافق مع الموازنة العامة للدولة، والميزانية المخصصة للرواتب والأجور، مشيرًا إلى وجود موظفين فى الدولة منذ 30 عامًا ولم يتخط راتبهم 3 آلاف جنيه. ونوه، إلى ضرورة تقنين نظام الرواتب والأجور بما يتوافق مع الظروف الاقتصادية، حيث إن العاملين فى الدولة ما بين الصناديق الخاصة مؤقتين أو مثبتين. من جانبه، أعرب شحاتة المقدس، نقيب الزبالين، عن تأييده لرفع أجور العاملين فى النظافة، مشيرًا إلى أنه حال المقارنة بين رواتب عمال النظافة، والعمال فى الدولة، سيتضح أنهم مظلومين. وأشار«المقدس»، فى حديث له، إلى أن عمال النظافة يمثلون الطبقة الكادحة فى مصر، لا سيما أنهم يعملون فى ظل ظروف صعبة، كما أنهم يتعاملون مع مواد خطرة قد تنقل لهم أمراض خطيرة، لافتًا إلى أن هيئة النظافة سبق وأن طرحت توريد عمال نظافة بمرتب يصل ل2400 ولكنهم لم يتخطوا ال3 آلاف جنيه، والذى قد يوفر لهم حياة مناسبة فى ظل الظروف الاقتصادية التى تمر بها الدولة.