جاء السائحون إلى بلادنا اعترافاً وتقديراً منهم بتاريخها الضارب في جذوره آلاف السنيين، جاءوا للاستمتاع بجوها وشمسها وآثارها الفريدة، جاءوا ضيوفا علي شعبها المضياف الكريم، لذلك وجب ان يتم استقبالهم بالترحاب ومعاملتهم بالحسنى، ويجب علينا كشعب ان نعلم انهم لم ياتوا الا حباً في بلادنا، فهل جزاء الذين يحبونا واتوا الينا زائرين الا الحب والامان على اموالهم وانفسهم حتى يعودوا الى أهلهم وذويهم أنه ليس من الدين وليس من الوطنية ان يهان أو يستباح الضيوف، وقد قال الله سبحانه وتعالى عن نفسه " فكان حقا على المضيف ان يُكرم ضيفه" فالله جعل هذا الإكرام حقاً عليه وهو الذي في غنى عن هذا الضيف وكان قد من عليه واعطاه قبل ذلك من النعم الكثير، اما نحن ففى حاجه لهؤلاء الضيوف ومنا من يترزق منهم، سمعة بلادنا علي الصعيد الدولي تهم كل الشعب فمن منا ليس له ابنا او ابنه في ضيافة دولة آخرى او يخطط هو او احد ابنائه ليحل ضيفا علي دولة اخري من اجل العمل او الدراسة. لاشك أن من يسئ معاملة الضيوف من السائحين هو شخص لم يسأل عقله إن كان له عقل ماذا لوتبدل الوضع أو الموقف فأصبح هو سائحاً أو ضيفاً في دولة ما، وهل فكر في حزن اهله وزوجته وأولاده وأصدقائه إذا لم يعد الى الوطن، فالحكمة تقضي بان نعامل الناس كما نحب ان يعاملونا وأن نشعربهم وبما يصيبهم، وعلينا قبل الإقدام على كل ما يمس السائحين إلى بلادنا في أموالهم وأرواحهم أن نفكر ان الله – قبل القانون الدولي - قد ضمن لهم الأمن والأمان وحسن المعاملة حتى يعودوا إلى بلادهم وأهليهم. وفي هذا الصدد أقترح أن يتم تخصيص يوماً في بلادنا يسمي "يوم السائح" تحتفل به الدولة وتقدم فيه المحاضرات والدروس عن السياحة وأهميتها لبلادنا وحق السائح علينا منذ طلب تأشيرة الدخول وفي الداخل وحتى يعود الي وطنه سالما لينقل لأهله وذويه وأصدقائه عن كرم الضيافة وحسن المعاملة والأمن والأمان، ويمكن أن يسوق هذا اليوم دولياً. Reda R. Gharieb, PhD . Professor of Biomedical and Bioelectronics Engineering Department of Electronics and Communication Engineering Faculty of Engineering, Assiut University