أيام قليلة بقيت علي أداء أعضاء الكونجرس الجدد لليمين ، ومن بينهم المسلمتان " رشيدة طليب" و" إلهان عمر". ويؤدي الأعضاء الجدد اليمين الدستورية في مراسم يقسم خلالها هؤلاء على كتب بعضها ديني وعلى رأسها الإنجيل، لكن وجود مسلمين ضمن الفائزين بمقاعد مجلس النواب يعني كذلك أن بعضهم سيقسم على نسخة من المصحف. طليب وإلهان سوف تقسمان علي النسخة الخاصة بالرئيس "توماس جيفرسون" ثالث رئيس للولايات المتحدة، والتي ترجمها إلى الإنكليزية جورج سالي في عام 1734، والنسخة مؤلفة من مجلدين تحتفظ بهما مكتبة الكونغرس. وتقول طليب : "إن الأمر مهم بالنسبة لي لأن كثيرا من الأميركيين لديهم شعور بأن الإسلام بعيد بطريقة ما عن التاريخ الأميركي"، بحسب موقع "ديترويت فري برس". وأضافت أن المسلمين كانوا هناك في البداية وأن بعض الآباء المؤسسين كانوا على اطلاع على الإسلام أكثر من بعض أعضاء الكونغرس الآن. وقد سبق طليب النائب من ولاية مينيسوتا كيث إليسون والذي اختار النسخة ذاتها، لأجل أداء القسم. ويؤدي أعضاء الكونغرس القسم في مراسم جماعية عقب انتخاب رئيس لمجلس النواب يقرأ عليهم نص القسم الذي يسألون فيه عن التعهد بدعم والدفاع عن الدستور الأميركي أمام جميع الأعداء، الخارجيين والداخليين والولاء للولايات المتحدة، ويرفعون أيديهم اليمني ثم يردون بنعم على النص الذي يقرأه رئيس مجلس النواب. ويعقد النواب بعد المراسم، احتفالا خاصا بحضور أصدقاء وأقارب لهم في مكتب رئيس مجلس النواب ويمكن خلاله أن يقسموا على الكتاب الذي يختارونه لكنهم يكونون بالفعل أعضاء في الكونغرس قبل هذه المراسم. يذكر أن الرئيس توماس جيفرسون قبل 203 عام وافق على مشروع في الكونغرس لشراء المكتبة الخاصة بالرئيس توماس جيفرسون. وكانت تلك الخطوة تهدف إلى إعادة ملء مكتبة الكونغرس بالكتب بعد أن أحرقها البريطانيون خلال حرب الاستقلال. وقد تم نقل الكتب وعددها 6487 من منزل جيفرسون في مونتشيلو بولاية فرجينيا إلى العاصمة واشنطن، حيث كانت نسخة القرآن التي تعود إلى عام 1734، بين المجموعة الضخمة. وكان جيفرسون قد اشترى المصحف عندما كان شابا يدرس القانون وربما قرأه في إطار سعيه لفهم تأثير الإسلام على بعض الأنظمة القانونية في العالم . ووفق روايات بعض المؤرخين فإن امتلاك جيفرسون للمصحف يعود إلى فضوله حول وجهات النظر الدينية المختلفة.