قُوبلت الدعوة بحذف مادة التربية الدينية من مناهج التعليم، بالرفض المطلق من قبل عالم أزهري ونائبة برلمانية, وحذرا من أنه في حال حذفها؛ سوف تنهار الأخلاق، وينتشر الفساد داخل المجتمع. وقال المفكر والفيلسوف، مراد وهبة، إنه لا بديل عن حذف مادة التربية الدينية من مناهج التعليم إذا كنا جادين في العمل على تجديد الخطاب الديني، وتطوير التعليم. وادعى وهبة، أن "مادة التربية الدينية تشكل ملمحًا عنصريًا داخل المدرسة، وأنه لابد من استبعاد تدريس مادة التربية الدينية من المناهج". وبرر ذلك بأنه "في حصة تدريس مادة التربية الدينية، يدخل المدرس، ويغلق الباب خلفه، ويقوم بالتدريس للطلبة، سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين، وأنت لا تعرف على الإطلاق ماذا يقول للطلبة، ولكن بحكم الفصل المكاني يجد الطالب نفسه أمام الفصل الفكري، لأن الطالب المسلم يجد زميله المسيحي في فصل آخر، والعكس، وهنا فهو يتساءل لماذا يترك زميله في فصل آخر من أجل تدريس هذه المادة، ليدرك وقتها أن عقيدته الدينية تختلف عن عقيدة زميله، وبالتالي فهذه الحصة؛ تربى في الطالب دون أدنى إرادة منه شعورًا بالتمييز، والتعصب لعقيدته، والتفرقة بينه وبين زميله، ولهذا فلابد من إلغاء تدريس المادة الدينية في المدارس، وجعلها قاصرة على الأسرة". ورفضت النائبة الدكتورة ماجدة نصر, عضو لجنة التعليم بمجلس النواب, مطالبة وهبة بحذف مادة التربية الدينية من المناهج الدراسية وأضافت ل"المصريون"، أن "النظام التعليمي الجديد يهتم ببناء الإنسان المصري، ولابد أن يتعلم الطفل مبادئ دينه؛ للحفاظ على شخصية وهوية المجتمع، خاصة أن مبادئ الدين تهتم بتعليم الأخلاق والتسامح والرحمة مع الآخرين, وغيرها من السمات الحسنة". وأشارت إلى أن "تدريس مادة التربية الدينية لا يؤدى إلى فصل الارتباط الوجداني بين الطلاب المسلمين والمسيحيين، بل يؤدي إلى احترام متبادل بين الطرفين، وبالتالي فإن المطالبة بحذف التربية الدينية مطلب لا يمكن تنفيذه". وقال الدكتور عبد الحليم محمد منصور، عميد كلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف بالدقهلية, إن "الدعوات التي تنطلق من وقت لآخر بحذف مادة التربية الدينية؛ ربما يهدف أصحابها للشهرة, أو أن أصحابها لم يدرسوا الدين بشكل كافٍ لذلك تجدهم ضيقي الأفق، أو في إطار الحقد، ورفض انتشار المبادئ الحميدة التي يحملها الدين الإسلامي". وأضاف ل"المصريون"، أنه يرفض حذف مادة التربية الدينية من المناهج الدراسية, خاصة أنها تدرس للطالب في بداية المراحل التعليمية، من أجل أن توضح القيم والمبادئ الأخلاقية له. وأشار إلى أنه "من الممكن استحداث مادة موحدة تُسمى بمادة القيم أو الأخلاق، تكرس مبادئ مكارم الأخلاق, بدلًا من حذف مادة التربية الدينية؛ وذلك من أجل التعايش بين الطرفين". وحذر عميد كلية الشريعة بتفهنا الأشراف من أنه "في حال حذف مادة الدين من التعليم, سوف تنهار الأخلاق، ويكثر الفساد في المجتمع، وتنتشر الأشياء غير الأخلاقية داخل المجتمع, لذا يجب التصدي لتلك المطالبات غير المدروسة من أصحابها". فيما أكدت النائبة دينا عبد العزيز، أن "مادة التربية الدينية لا تتسبب في فصل الارتباط الوجداني، فالدين يعمق الارتباط الوجدانى، ويرتقى بالإنسانية، ولكن أسلوب وطريقة التدريس والشخص القائم بالتدريس هي المشكلة التي يجب حلها". وأضافت، أن "أحد أسباب التطرف هو الافتقار لتعلم المبادئ الدينية بشكل صحيح؛ نتيجة تردى العملية التعليمية، وهذا يجعل من السهل استقطاب الشباب من قبل أصحاب الأفكار المتطرفة بشعارات مضللة".