أثار تصريح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف حول إلغاء مادة التربية الدينية العام التعليمي القادم واستبدالها بمادة الأخلاق و المبادئ, جدلاً واسعًا بين الخبراء التربويين. وفيما برر الوزير الخطوة بأنها طريقة لنبذ الإرهاب والحث علي المواطنة في مراحل التعليم الأساسي، قال خبراء إنه من الأحرى الإبقاء على تدريسها، إلى جانب مواد جديدة كمادة الأخلاق والمبادئ, فيما رأى آخرون أن إلغاءها لا يضر طالما تحقق مادة الأخلاق والمبادئ الغاية الأساسية وهي نشر القيم والحث على المواطنة. وأبدى الدكتور طارق نور الدين، معاون وزير التعليم الأسبق، تعجبه من الحديث عن إلغاء مادة التربية الدينية، قائلاً إن "وزارة التربية والتعليم بحاجة إلى نشر الوعي الديني في المواد المدرسية وتهيئة مناخ يساعد على التعاون بين الطلاب سواء مسلمين أو مسيحيين". وأضاف أنه يرجح إمكانية إضافة مادة المبادئ والأخلاق إلى جانب التربية الدينية ولن تكون بديلاً عنها, مشيرًا إلى أن الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم الأسبق سعى لإدخالها في المنهج الدراسي على غرار التجربة اليابانية، والتي تضع مادة الأخلاق والمبادئ كمادة أساسية في المقررات الدراسية. وانتقد نور الدين القرارات التي يتم إصدارها أو إلغاؤها نتيجة التأثر بالأحداث الإرهابية الراهنة, قائلاً: "للتعليم دور أساسي في نشر الإرهاب أو القضاء عليه، من خلال وضع مناهج تحث على المواطنة والمبادئ, وعدم التفرقة على أساس الجنس أو العرق أو الدين". وقال الدكتور عبد الحليم منصور، وكيل كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، إن "إلغاء مادة التربية الدينية واستبداله بمادة الأخلاق والمبادئ أمر لا يضر على الإطلاق؛ فالأهم هو تحقيق الغاية وهي نشر الأخلاق والحث على حفظ الدماء وغرس القيم والمبادئ, ومن ثم فإن مادة الأخلاق والمبادئ ليست منفصلة عن الدين وإنما تحقق مفاهيمه ومبادئه". مع ذلك، شدد منصور في تصريح إلى "المصريون" على أنه يرفض تحميل مادة التربية الدينية المسئولية عن المادة نشر الإرهاب بين الطلاب والدارسين، "وإنما فقط وضع الأمر في نصابه وهو زيادة الاختلاط بين الطلبة المصريين بشكل عام سواء أقباط أو مسلمين في مراحل التعليم الأساسية، وبالتالي الحث على المواطنة وحفظ سلامة الآخر، بدلاً من الفصل بينهم خلال مادة التربية الدينية".