منذ سنوات تفجرت قضية مادة الأخلاق التي سيتم تدريسها بمدارس التربية التعليم.. ومازال الجدل حولها مستمرا حيث يري البعض أهميتها إلي جانب منهج التربية الدينية في حين يخشي آخرون أن تكون بديلا للتربية الدينية وما بين نفي مسئولي وزارة التربية والتعليم مرة وتصريحات بعض المسئولين فيها أنه سيتم تدريسها بمفردها أو مع التربية الدينية مازال الجدل حولها مستمرا. تفجرت قضية منهج مادة الأخلاق منذ أيام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك في فترة تولي الدكتور حسين كامل بهاء الدين مسئولية وزارة التربية والتعليم ثم دخل الأزهر علي الخط مؤكدا أنه أحق بتطويرها فمثلا في شهر مايو 2010. فجر الاجتماع الذي عقده وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد زكي بدر مع الدكتور علي جمعة . مفتي مصر السابق. حول تطوير التربية الدينية كثيرا من القضايا واللجوء إلي مشروع تطوير التربية الدينية الذي تفكر الوزارة في إلغائها والاكتفاء بمادة التربية الأخلاقية والتي أنكرها المسئولون بالوزارة إذ يري الخبراء ورجال من الأزهر أن عملية تطوير التربية الدينية هي مسئولية الأزهر كمؤسسة ولهذا فإن ¢بدر¢ و¢جمعة¢ عقدا مؤتمرا صحفيا بديوان وزارة التعليم. وأكدا أن عملية التغيير أو التطوير في كتب الدين الإسلامي تستهدف تنقيتها من الأفكار التي يمكن فهمها علي محمل التحريض ضد الآخر والانعزال عن المجتمع ولهذا فإن التعديل سيخضع لمعايير تربوية مصرية وليست أجنبية . وفي نفس الوقت ستقر وزارة التعليم مادة جديدة علي طلاب المدارس اسمها مادة ¢التربية الأخلاقية¢ علي أن يتولي المفتي الدكتور علي جمعة مهمة وضع منهجها. ولم تحدد الوزارة متي ستطبق تلك المادة وتقرها علي الطلاب مع التأكيد علي أن المعايير التي يحددها الدكتور علي جمعة ستكون ملزمة للوزارة في عملية التطوير إلي جانب وثيقة معايير محتوي المناهج التي حددتها الهيئة العامة لضمان الجودة والاعتماد. لم يكتف الدكتور أحمد ذكي بدر وزير التعليم آنذاك بذلك وإنما كشف أنه أرسل كتب مادة التربية المسيحية إلي البابا شنودة تمهيدا لتعديلها لأن الخطة تقوم علي تعديل مواد الدين الإسلامي والمسيحي لتنقيتها من المفاهيم التي تحتمل التفسير الخاطئ وللتأكيد علي أنهما يحضان علي التسامح وتقبل الآخر. وأعلن الدكتور علي جمعة في نفس المؤتمر الصحفي كتب التربية الدينية الحالية أدت الغرض منها ونحتاج إلي كتب دين جديدة تتواصل مع التطور الزمني وتجعل الطلاب أكثر تعايشا مع المجتمع لكن هذا لا يعني فساد الكتب السابقة ولهذا فإن دار الإفتاء تملك خطة عشرية لتعديل المناهج الدينية خلال العقد القادم علي أن يُرَاعي تعديلها في المستقبل. وعن كتاب مادة ¢التربية الأخلاقية ¢ أكد الدكتور علي جمعة أنه سيتناول الأخلاق من منظور إسلامي ولكنه سيهتم في الوقت نفسه بالتركيز علي أفكار بناء الشخصية المصرية وقيادتها عملية التنمية مع التأكيد أن مادة ¢الأخلاق¢ لن تكون بديلاً عن كتب التربية الإسلامية لأن الأخيرة تحتوي علي شرح لأحكام دينية وأصول وتاريخ لا يصح الاستغناء عنه ولهذا فإن كتب التربية الإسلامية الجديدة ستحتوي علي طريقة في عرض الدروس تختلف عن الموجودة بالحالية ونحن نهدف من خلالها ألا يشعر الطالب بعدم وجود فجوة بين ما يدرسه والواقع وستراعي دار الإفتاء في مادة ¢الأخلاق¢ الجديدة إظهار القيم الأخلاقية في الدينين الإسلامي والمسيحي. الإضافة للمجموع علي الجانب الآخر ينادي البعض بإضافة مادة التربية الدينية إلي المجموع الكلي حتي يكون هناك اهتمام بها بدلا من أن تظل مادة نجاح ورسوب رغم أنها لا تضاف إلي المجموع. من فترة لأخري يتم إطلاق بالونات اختبار لمعرفة رد فعل الرأي العام علي استبدال التربية الدينية بمادة الأخلاق فإذا ظهرت معارضة شديدة سارع مسئولو تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم للتصريح بأنه لا توجد أي نية نهائيا لإلغاء التربية الدينية وأن ما يثار مجرد اجتهادات من الناس دون سند علمي وانه سيتم إجراء مراجعة شاملة لكل كتب التربية الدينية في جميع الصفوف والمراحل التعليمية وأنها يجب أن تتضمن قيم المواطنة وحقوق الطفل. تطوير لا حذف يؤكد الشيخ محمود عاشور .وكيل الأزهر الأسبق. إلي ضرورة تطوير مناهج التربية الدينية وإضافتها للمجموع حتي يدارسها الطلاب بجد بدلا من حالها الان حيث أصبحت مهملة إهمالا تاما سواء كان منذ بداية وضعها في المقررات التعليمية وانتهاء بعدم اهتمام المدارس بها حيث لا يوجد مدرسون متخصصون لتدريسها وبالتالي يتم إسنادها لمدرسي مادة اللغة العربية وهنا تكون المشكلة أكبر عندما يقوم مدرس مادة اللغة العربية باستبدال مادة التربية الدينية بمادة اللغة العربية نظرا لأن منهج اللغة العربية كبير جدا ويفوق الفترات الزمنية المحددة له لذا يلجأ المدرسون إلي ذلك. واشار الشيخ عاشور . الي أن التعليم في مصر يقوم علي الحفظ والتلقين لتحصيل الدرجات فقط ولهذا فإن الطلاب لا يهتمون بمادة التربية الدينية لعدم إضافة درجاتها إلي المجموع لذلك يذاكر الطلاب المادة قبل الامتحان بساعات قليلة جدا من أجل الحصول علي درجات النجاح فقط وليس حبا في المادة التي لن تساعده علي التفوق والحصول علي درجات أعلي . ولهذا لابد من إعادة النظر في طرق وضعها وتدريس مادة التربية الدينية. وعن مادة الأخلاق أوضح الشيخ عاشور . أن التعليم الحقيقي للأخلاق يكون من الأسرة ومع هذا لا مانع من إدخالها إلي جانب مادة التربية الدينية وليس بديلا عنها ولهذا يجب أن نعلم أولادنا في المناهج الدراسية قيم وأخلاق الدين وارتباطه بحركة الحياة اليومية داخل المجتمع وأهمية التسامح والأخلاق الحميدة من أجل القضاء علي أسلوب العنف الذي يحدث حاليا بين طلاب المدارس في جميع الأعمار سواء كانت المرحلة الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية. الدين والأخلاق حث الدكتور سعيد أبو الفتوح . أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية حقوق عين شمس علي تطوير المناهج الدينية والإضافة إليها وليس الحذف منها أو تهميشها بعدم إضافتها للمجموع وأن يكون هدفنا أن نصل إلي منهج ذي قيمة جيدة تفيد كل الطلاب إلا وأن يشترك فيها مع وزارة التربية والتعليم والأزهر ودار الإفتاء المصرية وجامعة الأزهر والأوقاف بل والأقسام الشرعية في الجامعات المصرية للوصول إلي الأفضل في مناهج التربية الدينية. وأضاف الدكتور سعيد أبو الفتوح . انه لا مانع من وضع منهج آخر مع التربية الدينية وليس بديلا عنها في الأخلاق وذلك بهدف الوصول إلي فهم شامل للدين والشريعة مما يحقق أهدافا جيدة في عقول الطلاب ويتم التركيز علي قيم وأخلاق التسامح وقبول الآخر والمواطنة والحرية الإنسانية والصدق والتعاون والأخلاق لأن هذه الأشياء تساعد بقوة في تكوين شخصية الطالب لأنه لا يمكن فصل الأخلاق عن الدين لأنهما كالثمرة والشجرة لا يمكن الفصل بينهما.