«الأوقاف»: نعاقب من يغيب عن المسجد بالخصم والفصل فترة طويلة أحد الخطباء: الموضوع ليس ظاهرة لكنى فعلته فى السابق.. وتم وقفى عن العمل «الإفتاء»: يخطب أحد المصلين بأدنى الكلام وستحسب خطبة بدأت ظاهرة غريبة وجديدة داخل أروقة المساجد أثناء صلاة الجمعة، إذ يتغيب الخطيب عن الصلاة، مما يجعل الأمر في غاية الصعوبة؛ نظرًا لعدم معرفة المصلين بطريقة الخطبة أو إلقائها، وهو ما حدث داخل إحدى القرى بمحافظة المنوفية، وأيضًا في أماكن أخرى، وهو ما ردت عليه "الأوقاف" بتحويل هؤلاء إلى التحقيق، ولكن نجد أن من يدفع الثمن هو المصلي، وهو ما يجعل "الأوقاف" تتخذ أقصى درجات الجزاء له. مسجد «الشيخ خليل» البداية كانت بمسجد قرية "الشيخ خليل"، التابع لمدينة شبين الكومبالمنوفية، والذي يغيب عنه خطيب المسجد منذ فترة طويلة، والذي يتقاضى راتبًا من وزارة الأوقاف، وظل المسجد خاليًا دون خطيب؛ فقام أحد المصلين بإمامة الصلاة، عوضًا عن الإمام الذي غاب. مسجد «الحاج مهدى» على جانب آخر، أدى تغيب خطيب عن مسجد "الحاج مهدي" بقرية ميت سويد بمحافظة الدقهلية منذ ثلاثة أسابيع، إلى أزمة داخل المسجد مع مرور الوقت، خاصة أن المصلين رفضوا صعود المنبر حتى لا يتعرض أحدهم للمساءلة القانونية. في الوقت الذي اشتكى فيه الأهالي، غياب الإمام دائمًا عن المسجد، ومفتشو الأوقاف لا يقومون بدورهم. وقال مسئول بإدارة الأوقاف، في تصريحات حول الواقعة، "إنه حدث خطأ غير مقصود من الخطيب، بسبب أنه بدَّل المسجد مع زميل له، إلا أن زميله لم يتمكن من الوصول إلى المسجد، وتوجه إلى مسجد آخر، وهو "المسجد الكبير" بالقرية، ولم يدرك الخطأ إلا بعد أن وجد إمام المسجد يصعد المنبر؛ فعلم أنه وقع في خطأ، ولم يتمكن من مغادرة المسجد لبدء الخطبة". وأضاف أن عقوبة التخلف عن الخطبة بدون عذر هي خصم 3 آلاف جنيه منه؛ لعدم بدل صعود المنبر عن 3 أشهر، والإحالة للتحقيق. وفي نفس السياق، تواصلت "المصريون" مع وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية، الشيخ طه زيادة، والذي قال في تصريحاته: "إن الوقائع التي حدثت في أحد المساجد بالمحافظة تم التعامل معها بحزم، وبدون تراخٍ؛ نظرًا لحساسية الموضوع، والذي يهم قطاعًا كبيرًا من المسلمين". وتابع: "أن الشيخ الغائب الذي تغيَّب منذ فترة عن إحدى صلوات الجمعة، قد تم التحقيق معه وإبلاغه بالعقوبات التي وقعت عليه من جزاءات، وتم حرمانه من الصعود للمنبر لمدة طويلة قد تتجاوز أربعة أشهر، إضافةً إلى نقله من هذا المسجد، وإذا قرر هذا ثانية فلن يعتلي المنبر مرة أخرى". وبسؤال "المصريون" عن سبب عدم مجيئه، قال "لا نسأله عن السبب لأن الواقعة قد تمت، ولكن على سبيل الشفافية نسأله، ويجيب علينا بظروف خارجة عن الإرادة". وفي نفس السياق، علَّق الشيخ محمد الشريف، أحد مشايخ مسجد الأزهر الشريف، قائلًا "بعض المساجد يوجد بها ما يسعها من أئمة كثيرين، خاصة المساجد الكبرى كالأزهر والحسين والسيدة زينب وغيرها من المساجد الكبرى التي لها باع طويل في كيفية الإدارة". وواصل حديثه ل"المصريون"، "سأعطي لك مثالًا على ذلك، كنت أمام أحد المساجد الصغيرة بأحد الأحياء، وتغيبت عن خطبة الجمعة يومًا، فتم منعي من الصعود على المنبر مرة أخرى؛ إلا بعد عشر خطب متتالية، وتم خصم شهرين من راتبي الوظيفي حتى علمت مدى أهمية العمل". وتابع: "عملت في مساجد كثيرة ولابد أن أشير إلى أن هذا الموضوع ليس ظاهرة، فهو طارئ ولا يحدث كثيرًا، ولكن لابد من العقاب العسير في تلك الأمور؛ حتى لا تنتشر بين الأئمة، ويتساهلوا في هذا الموضوع". واختتم حديثه بقوله: "على المشايخ أن تحترم شعائر صلاة الجمعة، وأن تعرف أن الوضع لا يحتمل ذلك، خاصة أننا نمر بظروف صعبة في تلك الأوقات، التي تمر بها البلاد، خاصة أنه من الممكن أن يصعد إلى المنبر شخص غير مؤهل في غياب الخطيب". وعن رأي الدين في ما يلزم أن يفعله المصلون إذا غاب الخطيب عن المسجد يوم الجمعة، أجاب الشيخ أحمد عبد العليم، وهو أحد القيادات بدار الإفتاء المصرية، "إذا غاب الشيخ أو الخطيب عن يوم الجمعة، فعلى الحضور من المصلين أن يقدموا أحدهم للصعود إلى المنبر ليخطب في المصلين". وعن قول البعض، إنه من الممكن أن تصلى الجمعة ظهرًا 4 ركعات وإلغاؤها بسبب غياب الخطيب، قال: "ليس صحيحًا أن يتركوا الخطبة ويصلوا الظهر أربع ركعات، فالخطبة تصح بأقل الكلام، خاصة أنها ذكر الله عز وجل، فإذا صعد شخص، وذكر فقط الله وسبح بحمد الله تعالى؛ فهذا أفضل من الظهر". وتابع: "فإذا صعد أحدهم إلى المنبر وتحدث عن أي شيء بسيط يخص الإسلام وفوائده على الإنسان، ثم صلى على الرسول فقد أقام الجمعة، فستحسب عند الله خطبة كاملة، وله الجزاء عليها مضاعفًا".