أزالت صحيفة "داس بيلد" الألمانية، الستار عن زيارة المستشار الألماني، هيلموت شميدت، لمصر، ولقائه بالرئيس الراحل، محمد أنور السادات، كاشفة عن الأحداث التي دارت خلف الكواليس، واصفة الحديث ب"التاريخي". وتحت عنوان "عندما يتحدث هيلموت شيمدت عن الإسلام"، ذكرت الصحيفة، في تقريرها، أن لأول مرة منذ أربعين عامًا نطلع على ما حدث خلال زيارة "شيمدت" لمصر، ولقائه التاريخي بالزعيم الراحل، محمد أنور السادات، موضحة أن الزعيمين تحدثا عن الله والإسلام أكثر من الحديث عن المسيحية واليهودية، وهو ما يطلعنا عن هوية هذه الزيارة. وأوضح التقرير، أن "شيمدت" الذي سيكمل عامه المائة في 23 سبتمبر القادم، والذي تُوفي قبل ثلاث سنوات في شهر نوفمبر، تحدث كثيرًا من خلال كتبه ومقالاته ومحاضراته عن رحلته لمصر، لاسيما لقاءه ب"السادات". ونوهت الصحيفة، بأن على قادة العالم العربي التعلم من هذا اللقاء اليوم، لأن إدراك أن الرغبة مفتوحة للتعلم يؤدي إلى تفهم الأديان الأخرى. ويعتبر "شميدت"، أحد السياسيين الذين أخذوا تأثير الأديان على محمل الجد، وكتب بعد اجتماعه مع السادات، أن "الرئيس المصري الراحل تحدث معه عن الوحي الذي كشف عنه النبى محمد، وعن الأديان السماوية الثلاثة، اليهودية والمسيحية والإسلام، وقد أعجبه بشكل خاص عرضه بأننا جميعًا أبناء إبراهيم". ونوه "شميدت" خلال كتبه، "بالنسبة للعالم الغربي، من المهم أن يفهم الإسلام، ويجب أن يتعلم إجراء محادثات مع المسلمين، وليس فقط إجراء اتفاقيات عن الأسلحة والنفط". وأشارت الصحيفة، إلى أن السادات تولى منصبه في عام 1970 في بداية عقد كان لابد أن يحدث فيه تغيرات جوهرية ليس فقط في الشرق الأوسط، حتى في عام 1973، كانت مصر ودول عربية أخرى في حالة حرب مع إسرائيل. وتابعت: ثم بدأت عملية سلام، اعترف خلالها السادات والمصريون لأول مرة بإسرائيل، والتي تعتبر أول دولة إسلامية تعترف بذلك، عندما التقى السادات وشميدت في مصر في مطلع عام 1977 /1978، كان كل منهما قد شهد سنة حافلة بالأحداث والجهد، فمع اختطاف طائرة Lufthansa "Landshut " في أكتوبر 1977، وصل الإرهاب ذورته في ألمانيا. لذا عندما تمكن فريق "GSG-9" من تحرير الرهائن ال90 في مقديشو بهجوم مفاجئ، أيقن "شميدت" أن الديمقراطية يمكن أن تقاوم الإرهاب. وسافر السادات البالغ إلى إسرائيل في نوفمبر من هذا العام، وسط رعب من المتطرفين لتقديم عرض سلام للدولة العبرية في خطاب تاريخي في الكنيست. ونوهت الصحيفة بأنه لا يزال أحد تصريحات "شميدت" قائمًا في ضوء الحروب والأزمات المستمرة في الشرق الأوسط: "إن الإرهابيين الإسلاميين لا يمثلون الإسلام الوسطى المعتدل، كما الحال مع إرهابي " RAF " فخ لا يمثلون 60 مليون ألماني". وتم اغتيال أنور السادات، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1978، بعد ما يقرب من أربع سنوات من المحادثة التي لا تنسى مع المستشار الألماني "شميدت"، على نهر النيل، وفسر أعداؤه "سياسته المحفوفة بالمخاطر المتمثلة في زيارته لإسرائيل" على أنها خيانة للقضية العربية. وصرح شميدت بعد اغتيال السادات، قائلًا: "لم أتحدث من قبل أو منذ ذلك الحين عن الدين مع رجل دولة أجنبي، أنا أحبه، إن ترفيهنا الليلي على النيل هو واحد من أسعد ذكريات حياتي السياسية".