قال الدكتور فاروق البارز، الخبير في علوم الفضاء، ومدير مركز الاستشعار عن بُعد بجامعة بوسطن، وعضو المجلس الاستشاري العلمي لرئيس الجمهورية، إن المياه الجوفية الموجودة في الصحراء الغربية تكفي مصر ل100 عام، حال استغلالها الاستغلال الأمثل واستخدامها بطريقة رشيدة، والاعتماد على التكنولوجيات الحديثة. وأشار الباز، خلال ندوة عقدها المركز المصري للدراسات الاقتصادية، إلى أنه بدأ دراساته على الصحراء الغربية من خلال التصوير الفضائي منذ عام 1973، حيث كان هناك اهتمام كبير للرئيس الراحل محمد أنور السادات بتعمير الصحراء. وأضاف: "أظهرت الدراسات أن دلتا النيل الحالية عمرها 1 – 6 ملايين عام فقط، حيث تحركت الدلتا مع تحرك قارة أفريقيا بالكامل وابتعادها عن خط الاستواء"، مشيرًا إلى أنه منذ حوالي 6 ملايين عامًا كانت منطقة الصحراء الغربية منطقة أمطار غزيرة. عضو المجلس الاستشاري العلمي لرئيس الجمهورية، قال إنه ظل 13 عامًا يحاول إقناع وزير الزراعة الأسبق يوسف والى بدراسة منطقة الصحراء الغربية، وإقامة زراعات على المياه الجوفية، ولكنه رفض تمامًا إنفاق أموال في «الأراضي الصفراء». الدكتور ضياء القوصي، خبير المياه الدولي، مستشار وزير الموارد المائية السابق، قال إن "هذه الكلام صحيح لكنه بحاجة لتفسير وتوضيح، لأنه لا يجوز القول بأن مصر تعوم على بحيرات من المياه الجوفية ومن ثم عدم إعطاء مزيد من التوضيح". وأضاف ل "المصريون"، أن "مخزون المياه في الصحراء الغربية كبير جدًا، ولكنه غير متجدد إضافة إلى أنه عميق والسحب منه سيزيد المياه غورًا"، موضحًا أنه "عند السحب من تلك المياه سيكون هناك حاجة للنزول إلى عمق أبعد؛ لكي يكون هناك قدرة على استخراج المياه". وأوضح أن "هذه العملية ليست سهله كما يعتقد البعض، حيث إنه كلما زاد السحب زاد الضخ ما يعني أنه سيكون هناك حاجة لمزيد من الوقود، وبالتالي ستزداد التكلفة". مستشار وزير الموارد المائية السابق، وجه حديثه ل "الباز"، قائلًا: "متر المياه سيتم استخراجه بكم؟ وكيف سيتم استخراجها؟، من المفترض أنه عند السحب ستحل المياه المالحة محل ما تم سحبه فكيف سيتم حل ذلك؟"، مستدركًا: "كل هذا تساؤلات لا بد من الإجابة عليها وتوضيحه". فيما قال الدكتور حسام رضا، خبير الموارد المائية، إن "ما ساقه الدكتور الباز صحيح"، غير أنه أشار إلى "ضرورة وجود شبكة ري على أعلى مستوى ومخطط واضح ومعد مسبقًا؛ حتى يمكن الاستفادة من تلك المياه". وأوضح ل "المصريون"، أنه "تم الاعتماد على المياه الجوفية في شرق العوينات، حيث قامت الدولة بزراعة ملايين من أشجار النخيل واستطاعت فيما بعد التصدير منه، ما يعني أنه هناك كميات هائلة من المياه". وذكر أن "هناك بعض المناطق في الوادي الجديد مشكلتها أن هناك كميات كبيرة من المياه وليس نقص في المياه، وعدم الاستفادة منها سينتج عنه "تمليح الأرض"، ما يعني فسادها وعدم صلاحها للزراعة، بينما إذا تم استخدامها بشكل جيد ستمكن الدولة من زراعة مساحات وساعة جدًا". خبير الموارد المائية، قال إن "هذه المعلومات ليست حديثة إذ اكتشفتها شركة إيطالية أثناء تنقيبها عن البترول في الصحراء الغربية عام 1978، كما أن هناك دراسة ألمانية تشير إلى أن هذه الكميات الكبيرة من المياه تأتي من أفريقيا الوسطى للوادي الجديد". وعن أسباب عدم استفادة الدولة من هذه الكميات الهائلة، أكد رضا أن "هناك مركز بحوث الصحراء في سيناء والوادي، من المفترض أن يقوم بهذا الدور، لكن هل يعاني من نقص إمكانيات مثلًا أو تخطيط، لا أعرف".