تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن وجود حالة من القلق والإضطراب داخل الحكومة الإسرائيلية بسبب دخول دبابات مصرية إلى شبه جزيرة سيناء بدون تنسيق مسبق مع إسرائيل. وقالت الصحيفة إن هناك ضغوطًا أمريكية وإسرائيلية على مصر لسحب الدبابات المصرية من سيناء وذلك بسبب "إنزعاج" إسرائيل من دخول الدبابات بدون موافقتها. واعتبرت الصحيفة أن الخلاف حول نشر الدبابات المصرية فى سيناء يبدو وأنه جزء من عملية توازن حساسة من قبل الإدارة المصرية الجديدة التى تحاول اختبار حدود إسرائيل. مشيرة إلى أن إسرائيل تسعى لتشجيع الجهود المصرية لاستعادة الأمن فى سيناء التى تعانى من فوضى متزايدة، ولكن بدون أن تشكل تهديداً لأمنها. ولفتت إلى أن مصر طالما أعربت عن غضبها واستيائها من شروط معاهدة السلام التى تفرض قيودًا على التواجد الأمنى فى سيناء، معتبرة أن استعادة الأمن فى سيناء. والذى يصب فى صالح كل من مصر وإسرائيل يتطلب إدخال قوات إضافية وأسلحة أثقل إلى سيناء. ونقلت عن المحلل العسكرى بصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، أليكس فيشمان، قوله إنه "من الواضح للجميع أن المصريين –سواء نجحوا فى التعامل مع الإرهاب فى سيناء أم لا- سوف يطلبون فى مرحلة ما فتح الملحق العسكرى فى اتفاقية السلام"، مشيراً إلى أن ذلك سيعنى تآكل نزع السلاح فى سيناء والذى اعتبر أنها أحد أهم أعمدة اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل. وذكرت الصحيفة أن الأجواء بين مصر وإسرائيل أصبحت أكثر برودة بعد انتخاب الرئيس محمد مرسى والذى خلق حالة من عدم اليقين لدى الحكومة الإسرائيلية بعدما قام بإقالة قادة الحرس القديم فى المؤسسة العسكرية، بما فى ذلك الوجوه المألوفة لإسرائيل، فى خطوة تهدف لاستعادة السلطة السياسية التى استولى عليها الجيش فى أعقاب الثورة التى أطاحت بالرئيس مبارك. وأضافت بأن الهجوم الأخير على القوات المصرية فى سيناء أبرز التحدى الملح الذى تواجهه البلدان فى سيناء، وأضاف المزيد من التعقيد على العلاقات المشحونة بالفعل بين البلدين. ونقلت عن مسئول إسرائيلى القول بأن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل فى ورطة يحمل مبالغة كبيرة، وأن البلدين لديهما تاريخ من العمل على حل مشاكلهما سوياً. لكنه اعترف بأن الاتصالات بين البلدين لا تتدفق بسلاسة كما كانت من قبل، معتبراً أن السبب فى ذلك يرجع إلى تغيير القيادات القديمة التى اعتادت إسرائيل التعامل معها فى أعقاب حادث سيناء الأخير. وأضاف بأن الإدارة المصرية تعمل على "تشجيع" مصر وإسرائيل على العمل سوياً كما فى الماضى.