"البلطجة، التسلط، الترهيب، الاستقواء".. أسماء مختلفة لظاهرة التنمر المدرسي الذي ظهر في الغرب وبدأ يغزو المدارس المصرية، بعدما شهدت خلال الفترة الأخيرة، ظهور العديد من حالات التنمر داخل المدارس سواء بسبب لون البشرة أو الغيرة, التي انتهت في بعض الأحيان بالانتحار. ويعد التنمر أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل آخر عن عمد وبطريقة متكررة، سواء وجهًا لوجه، أو عبر الإنترنت، بدءًا من الأذى الجسدي إلى الإساءة اللفظية والنفسية، والتي يمكن أن تؤدي إلى الإقصاء، والاكتئاب، وأحيانًا الانتحار. وأطلقت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف مصر"، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، والمجلس القومي للطفولة والأمومة، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، حملة لمحاربة ظاهرة التنمر بين الأطفال بالمدارس. وقالت النائبة الدكتورة ماجدة نصر, عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان, إن "التنمر أصبح مشكلة يعانيها المجتمع وخاصة بين طلبة المدارس، أو من خلال ممارسة المعلمين لها، وهذا يرجع لعدم الوعي والثقافة". وأضافت ل"المصريون"، أن "ممارسة التنمر له العديد من السلبيات والأضرار النفسية، وفي بعض الأحيان قد يؤدي إلى انتحار الطالب أو الشخص الذي يمارس ضده التنمر". وأشارت إلى أن "التنمر يأتي نتيجة الغيرة بين الأشخاص", مطالبة ب "تشديد الرقابة وعقوبة رادعة على المدرس الذي يمارس التنمر أكثر من العقوبة التي تقع على الطلاب, لأن المدرس من المفترض لديه وعي وثقافة أكثر من الطالب نفسه". واقترحت عضو لجنة التعليم والبحث العلمي، "دخول مادة للأخلاقيات في المناهج التعليمية"، موضحة أن "نظام التطوير الجديد سيرعى هذه المسألة وسينشئ جيلًا جديدًا يحافظ على الأخلاقيات". واستنكرن نصر، كل أشكال العنف والإساءة ضد الأطفال، مع انتشار ظاهرة التنمر في المدارس وانعدام التربية السليمة، مطالبة بتغليظ عقوبة التنمر على المدرسين الذين يمارسون العنف ضد الطلاب. ودعت إلى ضرورة فتح تحقيق في كل الوقائع التي شهدت ممارسة تنمر من قبل المعلمين ضد بعض الطلاب، خاصة أنها ما زالت حالات قليلة, ولكن لابد من مواجهتها بقوة حتى لا تنتشر بين المدارس. في السياق، قالت الدكتورة بثينة عبد الرءوف الخبيرة التربوية, إن "التنمر موجود في كل دول العالم وبين كل المستويات, وهو موجود داخل المجتمع المصري منذ فترة، سواء بين الطلاب، أو من جانب المدرسين تحت مسمى "التريقة على الشخص"، "أو إظهار عيوب الشخص أمام الآخرين"، وليس بمفهومه العلمي الحالي "التنمر", موضحة أن التنمر عبارة عن عنف أو اضطهاد". وأوضحت ل"المصريون"، أن "من العجيب أن تمارس وزارة التربية والتعليم نفسها التنمر على طلاب الصف الأول الثانوي، وذلك بتغيير الجدول ثلاث مرات, ما يترك آثارًا نفسية وسلبية على الطلاب دون مراعاة الوزارة لذلك". وتابعت: "التنمر عبارة عن معاملة سيئة أو نظرة الشخص لغيره بأنه أقل منه, أو اختلاف اللون والشكل والطبيعة الشخصية؛ مما قد يجبر الشخص على الانتحار لعدم تقبل الآخرين له". وأشارت إلى أن "المعلم من المفترض أن يكون لديه وعي وخبرة في التعامل مع الطلبة، وعدم ممارسة التنمر دون أن يقوم بتوبيخ الطالب أو أن يظهر عيوبه أمام الآخرين من الطلبة". وطالبت الخبيرة التربوية، بتوعية المعلم وعمل دورات تربوية مكثفة حتى يتمكن من التعامل مع الطلبة بشكل جيد وعلمي. والتنمر وفق منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونسيف"، هو أحد أشكال السلوك العدواني الذي يتسبب من خلاله شخص ما في إيذاء شخص آخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة. وقد يأخذ التنمر أشكالًا متعددة كنشر الشائعات، أو التهديد، أو مهاجمة الشّخص المُتنمَّر عليه جسديًا أو لفظيًا، أو عزل شخصٍ ما بقصد الإيذاء أو حركات وأفعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ.