ذكرت وكالة "رويترز" الإخبارية، في نسختها الإنجليزية، أن السعودية عقدت عدة صفقات خلال الأيام القليلة الماضية، بقيمة 50 مليون دولار، رغم ما أثارته قضية مقتل الصحفي البارز، جمال خاشقجي، داخل القنصلية السعودية باسطنبول، من إضراب داخل المملكة، لاسيما بعد مزاعم بتورط "بن سلمان" وبعض المسئولين في قتله. وأشارت الوكالة، في تقريرها، إلى أن المملكة تعرضت لضغوط متزايدة خلال أزمة مقتل "خاشقجي"، التي أضعفت علاقاتها مع الحلفاء الغربيين الرئيسيين. وقال الرئيس دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، إن السلطات السعودية دبرت "أسوأ تستر على الإطلاق" في جريمة مقتل خاشقجي، فيما تعهدت الولاياتالمتحدة بإلغاء تأشيرات بعض المشتبه بهم من المسئولين السعوديين في عملية القتل. وقاطع العشرات من السياسيين الغربيين وكبار المصرفيين العالميين والمسئولين التنفيذيين مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، أو المعروف إعلاميًا باسم "دافوس الصحراء" هذا العام، الذي افتتح في الرياض يوم الثلاثاء، لكن أكبر مصدر للنفط في العالم أظهر أنه لا يزال بإمكانه القيام بأعمال تجارية من خلال توقيع صفقات بقيمة 50 مليار دولار في اليوم الأول للمؤتمر. وتسعى السلطات السعودية من خلال هذا الحدث إلى تقديم المملكة المحافظة على أنها وجهة تجارية واستثمارية مربحة، في إطار خطة تنويع الاقتصاد المرتهن تاريخيًا بالنفط، وتمهيد الطريق لمبادرات جديدة وعقود بمليارات الدولارات. لكن مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول يطغى على المؤتمر الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام اسم "دافوس الصحراء" تيمنًا بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. وقد ظهر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة ومهندس مسيرتها الإصلاحية، لفترة وجيزة في المؤتمر، واصفًا الحدث بأنه "عظيم"، ويهدف لجذب "المزيد من الناس والمزيد من المال"، لكنه لم يلق خطبة أو كلمة خلال المؤتمر. وبعد حضور المؤتمر الاقتصادي، التقي "بن سلمان" ووالده بعض الأعضاء من عائلة خاشقجي، بمن فيهم ابنه صلاح، ونشرت وكالة الأنباء الرسمية صورًا للاجتماع، من بينها إحدى الصور لولي العهد وهو يصافح صالح، الذي بدا مريضًا وغير مهندم كعادة أبناء الخليج في مقابلة المسئولين. ونوهت الوكالة بأن نجل الصحفي جمال خاشقجي، صلاح، والمقيم في السعودية، كان تحت حظر السفر منذ العام الماضي بسبب عمل والده ومواقفه السياسية، بحسب ما ذكرته وكالة أسوشيتد برس. وبدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إن الولاياتالمتحدة حددت بعض المسئولين الحكوميين والأمنيين السعوديين الذين تعتقد أنهم متورطون في مقتل خاشقجي وأنهم سيتخذون الإجراءات المناسبة بما في ذلك إلغاء تأشيرات الدخول للولايات المتحدة. على الرغم من مقاطعة كبار المستثمرين، بما في ذلك في وول ستريت، لمؤتمر الاستثمار بالرياض، حضر بعض كبار المصرفيين الدوليين، في إشارة إلى أن البنوك العالمية لن تستطع الابتعاد عن الصفقات السعودية المربحة. في المقابل، كتبت وزارة المالية في السعودية على "تويتر" إن وزير المالية السعودي محمد الجدعان التقى الرئيس التنفيذي لوحدة الخدمات المصرفية والأسواق العالمية في "اتش اس بي سي" ونائب رئيس أكبر بنك في اليابان "طوكيو- ميتسوبيشي يو.اف.جي" لمناقشة فرص الاستثمار. علاوة على ذلك، أرسلت روسيا وفدًا كبيرًا إلى قسم الصناعات السمكية بقيادة رئيس صندوق الاستثمار المباشر كيريل ديميترييف، حيث إنه "في حين يتعين التحقيق في مقتل خاشقجي ومعاقبة الجناة، لا يمكن تجاهل الدافع السعودي للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية". ويذكر أنه بعدما أكدت السلطات السعودية أن خاشقجي غادر القنصلية التي دخلها في الثاني من أكتوبر، عادت وقالت إنه قتل في داخلها، نافية أي دور لولي العهد في ذلك بعدما رجحت تقارير إعلامية احتمال تورطه.