الرئيس الأمريكى: تحقيق المملكة قد يستغرق أقل من أسبوع.. وإحساسى وراء نظرية «القتلة المارقون» «عائلة خاشقجى» تنفى المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية.. والإمارات: حرصنا على السعودية من حرصنا على أنفسنا «مجموعة السبع» تعرب عن «قلق بالغ» حول مصير الصحفى.. و«لاجارد» تلغى جولة بالمنطقة تشمل حضور مؤتمر فى الرياض دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، إلى حسن الظن بالسعودية فى قضية اختفاء الصحفى السعودى جمال خاشقجى، منتقدًا التسرع في إدانة المملكة وتوجيه اتهامات بشأن الصحفى المختفى. وقال ترامب، فى مقابلة مع وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية: «مرة أخرى، أنت مذنب حتى تثبت براءتك. أنا لا أحب هذا»، داعيًا إلى عدم التسرع فى تحميل المسئولية للسلطات السعودية، مذكرًا بقضية القاضى بريت كافانو الذى رشحه لعضوية المحكمة العليا الأمريكية وكان متهمًا بارتكاب اعتداء جنسى. وأضاف ترامب: «لقد شهدنا ذلك مع القاضى كافانو، وفى نظرى هو كان بريئًا تمامًا»، مشددًا على «ضرورة معرفة ما حصل أولاً»، مشيرًا إلى أن التحقيق الذى بدأه السعوديون فى شأن خاشقجى قد يستغرق «أقل من أسبوع». وأوضح الرئيس الأمريكى، أن تفكيره فى نظرية قيام «مارقين» بقتل خاشقجى، نابع من «إحساس» تولد لديه بعد حديثه مع القيادة السعودية، مشيرًا إلى أن رحلة وزير الخزانة الأمريكى، ستيفين منوشين إلى السعودية لا تزال قائمة؛ إلا أنها «قد تلغى» بحسب النتائج التى تؤول إليها التحقيقات بشأن خاشقجى. ويعتزم «منوشين»، حضور مؤتمر اقتصادى كبير فى الرياض تحت عنوان «مبادرة مستقبل الاستثمار» لعام 2018 من 23 إلى 25 أكتوبر الحالى، والمعروف إعلاميًا ب«دافوس فى الصحراء» تيمنا بالمنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس. من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، الذى التقى بالعاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى عهده الأمير محمد بن سلمان ونظيره السعودى عادل الجبير، إن «تقييمه للاجتماعات هو أن هناك التزامًا جديًا بمعرفة كل الحقائق وضمان المحاسبة بما فى ذلك محاسبة قادة أو مسئولين سعوديين كبار»، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية. وأضاف: «نفت القيادة السعودية بشدة خلال تلك الاجتماعات أى معرفة لما حدث فى قنصليتها بإسطنبول، وتعهدت باستخلاص نتيجة بشفافية كاملة فيما يتعلق بالقضية». وأجرى، بومبيو، اليوم الأربعاء، محادثات فى مطار أنقرة مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ونظيره التركى مولود تشاوش أوغلو، حول القضية. وعقب المحادثات، أعرب تشاوش أوغلو عن أمل بلاده فى دخول مقر إقامة القنصل السعودى فى إسطنبول خلال ساعات، مشيرًا إلى أن تعذر تفتيش المقر أمس، كان بسبب وجود أسرة القنصل. وكان القنصل العام السعودى، محمد العتيبى، قد غادر تركيا، الثلاثاء، عائدا إلى الرياض، بحسب ما أعلن مصدر أمنى تركى، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أن السلطات التركية لم تطلب من العتيبى الرحيل. وفى واشنطن، توعد عضوان بارزان فى مجلس الشيوخ الأمريكى، السعودية بأن يتخذ الكونجرس إجراءات «شديدة القوة» بعد اختفاء خاشقجى. وشن السيناتور الجمهورى البارز، ليندسى جراهام، فى مقابلة مع برنامج «فوكس أند فراندز»، هجوما لاذعا على ولى العهد السعودى، ووصفه بأنه «مدمر»، وحمله مسئولية ما جرى بشأن خاشقجى، داعيًا إلى رحيله. وحول ما إذا كان على ترامب فرض عقوبات على المملكة، قال جراهام «الأمر يعود إلى الرئيس. أعرف ما سأقوم به شخصيا: سنفرض عقوبات الحد الأقصى على السعودية» داخل الكونجرس، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وأى مبادرة فى الكونجرس الأمريكى، لا يمكن أن تطرح قبل انتخابات التجديد النصفى فى 6 نوفمبر المقبل؛ إذ إن جلسات المجلسين معلقة إلى ما بعد الاقتراع. من جهته، رفض السيناتور الجمهورى، ماركو روبيو، أن يأخذ فى الاعتبار المخاوف من خسارة صفقات تسلح مع الرياض فى حال فرض عقوبات عليها. وقال «روبيو»، عبر شبكة «سى.إن.إن» الأمريكية، إنه «لا يهمنى كم يمثل هذا الأمر من أموال. لا يوجد أى مبلغ فى العالم يمكن أن يشترى مصداقيتنا حول حقوق الإنسان وطريقة تعاطى الدول معنا». فى غضون ذلك، ذكرت شبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية، اليوم ، نقلاً عن 3 مصادر وصفتها ب«المطلعة» على قضية خاشقجى، القول إن «العقل المدبر الذى نظم وأشرف على العملية التى استهدفت خاشقجى هو ضابط رفيع المستوى فى جهاز «رئاسة المخابرات العامة السعودية». ونقلت الشبكة الأمريكية عن أحد المصادر قوله، إن «الضابط جمع وأرسل فريقه لاستجواب خاشقجى»، مضيفًا أنهم «كانوا يشكون فى وجود علاقات بين خاشقجى وقطر، ولكن لا يوجد دليل على وجود هذه العلاقات». وقال مصدر آخر، إن الضابط الذى نظم العملية «لم يكن صريحًا بشأن ما قاله للرياض، مما يوضح عدم امتلاك الحكومة (السعودية) لمعلومات واضحة عن العملية لعدة أيام». وكان الرئيس الأمريكى قد قال فى تغريدة على حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»، فى وقت سابق، إن ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان نفى علمه بما حدث فى القنصلية السعودية فى إسطنبول التى دخلها خاشقجى قبل أسبوعين للحصول على أوراق مطلوبة لزواجه. وأشار ترامب، إلى أن ولى العهد السعودى، أبلغه بأنه بدأ بالفعل تحقيقًا كاملًا فى هذا الأمر وسيوسع نطاقه سريعًا وأن الإجابات سترد قريبًا. من جانبها، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، نقلاً عن مسئولين أتراك لم تكشف هوياتهم، إن السلطات التركية تمكنت من تحديد هويات بعض المشتبهين بلعب دور فى اختفاء خاشقجى. وأوضحت الصحيفة، إن المشتبه الأول يدعى ماهر عبدالعزيز مترب، الذى رافق ولى العهد السعودى فى زياراته لإسبانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة بصفته «حارسًا»، والثانى يدعى عبدالعزيز الهوساوى، عضو في طاقم حماية ولى العهد. والثالث، بحسب الصحيفة، هو ذعار غالب الحربى، تم ترقيته إلى رتبة ملازم ل«شجاعته فى حماية القصر الملكى» فى جدة العام الماضى، أما المشتبه الرابع هو محمد سعد الزهرانى، وهو من الحرس الملكى، فيما ذكرت أن الخامس هو أخصائى التشريح الدكتور صلاح الطبيقى. وفى سياق متصل، أكد وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية، أنور قرقاش، أن «الحضور والدور السعودى يمثل أساسًا للاستقرار والتنمية فى محيط صعب ومضطرب». وأضاف قرقاش، فى تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»: «الأزمات العابرة لن تغير من هذه الحقيقة، السعودية محورية فى كل ما يهم المنطقة وحرصنا عليها هو حرصنا على أنفسنا». ويأتى تصريح قرقاش، فى إطار تضامن بلاده مع السعودية فى الحملة التى تتعرض لها من اتهامات بالتورط فى اختفاء، بل ومقتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى. فى غضون ذلك، قال وزراء خارجية دول مجموعة السبع إنهم «قلقون للغاية» بشأن اختفاء خاشقجى ويتطلعون إلى إجراء الرياض «تحقيقًا مستفيضًا وشفافًا وسريعًا ويحظى بالمصداقية كما أعلن». وتضم مجموعة السبع كلاً من (الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وكندا، وإيطاليا، واليابان). وفى الرياض، نفت عائلة الصحفى السعودى المختفى، بيانًا نسبته إليها شبكة «سى.إن.إن» الأمريكية زعمت فيه، بمطالبة العائلة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق، بشأن ما يتردد عن مقتل خاشقجى فى قنصلية المملكة بإسطنبول. وقال معتصم خاشقجى ابن عم جمال، والذى ترأس اجتماعًا للعائلة فى مدينة جدة لصحيفة «عكاظ» السعودية، إن البيان الذى نشرته (سى.إن.إن) لم يصدر عن العائلة»، مشددًا على التزام العائلة ببيانهم الوحيد الذى يؤكد ثقتهم بحكومة السعودية في الكشف عن ملابسات اختفائه. وتابع: «موقفنا كعائلة أن جمال مفقود»، مشيرًا إلى أنه هو فقط وصلاح نجل جمال، الشخصان المفوضان من العائلة بالتصريح وإصدار أي بيانات تتعلق بالمسألة. وفى مؤشر على القلق بشأن قضية خاشقجى، أعلن بيان صادر عن صندوق النقد الدولى تأجيل مديرة الصندوق كريستين لاجارد، جولة كانت تعتزم القيام بها فى الشرق الأوسط تشمل السعودية (لحضور مؤتمر «دافوس فى الصحراء»)، ولم يقدم البيان سببًا لتأجيل الجولة. وانسحبت شركات إعلامية دولية ومديرون تنفيذيون من المؤتمر، ومن أبرزهم، الرئيس التنفيذى لبورصة لندن ديفيد شويمر، والرؤساء التنفيذيون لبنوك (إتش.إس.بى.سى) وستاندرد تشارترد وكريدى سويس وبى.إن.بى باريبا، فضلاً عن الملياردير ديفيد بوندرمان رئيس شركة (تى.بى.جى) للاستثمار المباشر والمشارك فى تأسيسها.