مخيم تل الزعتر هو مخيم لجوء فلسطينى، يقع شرقى بيروت، أنشئ عام 1949 بمساحة 56.65 دونم، وقد أُزيل عن الوجود خلال الحرب الأهلية اللبنانية، التى بدأت عام 1975، على يد قوات اليمين المسيحى والقوات السورية التى دفع بها حافظ الأسد إلى لبنان خلال تلك الحرب الأهلية لتزيد من نارها. كانت قوات الجيش السورى متحالفة مع اليمين المسيحى المتطرف بقيادة بيير الجميل (والد الرئيسان بشير وأمين) وميلشيات الكتائب تحاصر المدنيين والمسلحين القلائل المسلحين بأضعف الأسلحة لمدة 52 يومًا .. كان الحصار متميزاً، فبالإضافة للقصف العشوائى المدمر والحصار الذى تأسى فيه حافظ الأسد بالخليفة يزيد بن معاوية أثناء قتله آل البيت عن طريق التجويع للكل وأولهم الأطفال والتعطيش، كذلك وبالإضافة لتمسكه بمبادئه فى أن المخالف له فى الرأى لا يستحق الحياة، انتهجت قوات الأسد بامتياز أسلوب القتل العشوائى الذى لم يباريهم فيه إلا الصهاينة فى دير ياسين، حيث كانت آلة القتل فور اقتحام المخيم لا تكل والدماء تسيل، وحسب شهادات الناجين الذين أكلوا جثث الموتى لانعدام الطعام قام بواسل الجيش باغتصاب النساء وهتك الأعراض كعلامة على رجولة متميزة وتستحق الإشادة. فى أواخر يونيو عام 1976 بدأ حصار مخيم تل الزعتر الفلسطينى من الجيش السورى والقوات المارونية اللبنانية التى تتألف من: حزب الكتائب المارونى، وميليشيا النمور التابعة لحزب الوطنيين الأحرار بزعامة كميل شمعون، وميليشيا جيش تحرير زغرتا بزعامة طونى فرنجيه، وميليشيا حراس الأرز. دام حصار المخيم الذى يقطنه 20 ألف فلسطينى و15 ألف لبنانى مسلم 52 يوما، تم قطع المياه والكهرباء عن المخيم خلالها حتى مات بعضهم من العطش، وتعرض لقصف عنيف (55000 قذيفة)، ومنع الصليب الأحمر من دخوله، جاع أهل المخيم من النساء والأطفال حتى أكلوا القطط والكلاب، عصى بعض ضباط الجيش السورى الأوامر، وامتنعوا عن قصف المخيم وحصاره فكان جزاءهم الإعدام الميدانى، تماماً كما يحصل الآن فى الثورة السورية ضد ابن حافظ الأسد المدعو بشار. سقط مخيم تل الزعتر فى مثل هذا اليوم عام 1976، بعد أن كان قلعةً حصينة أنهكها الحصار، فدخلته الكتائب اللبنانية، تحت غطاء حليفها الجيش السورى، وارتكبت فيه أفظع الجرائم من هتكٍ للأعراض، وبقرٍ لبطون الحوامل، وذبحٍ للأطفال والنساء والشيوخ، وكذلك ارتكبوا المجازر والجرائم، من اغتصابٍ وهدم البيوت وإبادة الأطفال وسلب الأموال. مات 3000 فلسطينى وتشرد 17 ألف آخرين، اغتصبت نساء كثيرات، وأكل الناس جثث الموتى، لم يبق أحد لم يفقد عزيز، وبفضل ذكاء الزعيم المغوار البطل صاحب المجزرة حافظ الأسد استمرت الحرب الأهلية بلا توقف حتى صلح الطائف عام 1989.