حياة الفنان الراحل جميل راتب مليئة بالمفاجآت الإنسانية والفنية، بالإضافة إلى الجوانب السياسية في حياة الفنان الراحل. كان الفنان الراحل جميل راتب قد تعرض لأزمات ومواقف صعبة بسبب نشاطه السياسي، حيث قرر الرئيس الراحل أنور السادات في منتصف السبعينيات إنشاء المنابر في مصر، وفي تلك الفترة كان الفنان جميل راتب مؤمنًا بالأفكار الاشتراكية، لذا قرر الانضمام لمنبر اليسار في مصر والمشاركة في تأسيس حزب التجمع اليساري التقدمي الوحدوي مع خالد محيي الدين عضو مجلس قيادة الثورة. وكان الحزب من أكبر المعارضين لسياسات الرئيس الراحل أنور السادات، وخاض معارك عنيفة معه، انتهت بقرار السادات حبس بعض قياداته وإغلاق صحيفته. انضم للحزب عدد من الفنانين رأوا في سياسات السادات ردة على سياسات ثورة يوليو، وسياسات جمال عبد الناصر، كما انضم له المؤمنون بالقومية العربية والاشتراكية وقتها. وتسبب انضمام الفنان الراحل للحزب خلال تلك الفترة، إلي أن المنتجين وصانعي السينما والمخرجين كانوا يرفضون منح أدوار وأعمال للفنان الراحل بسبب انضمامه للحزب، وخشية غضب الرئيس الراحل. شارك الفنان الراحل في فيلم "الصعود إلى الهاوية" عام 1978، وكان الدور الذي جسده وهو إدمون ضابط الموساد الإسرائيلي، الذي جند الفتاة المصرية هبة سليم وقامت بدورها الفنانة مديحة كامل للموساد نقطة تحول في حياة جميل راتب، فقد حظي الفيلم بنجاح كبير وقليل النظير، وحصل عن دوره في الفيلم على جائزة الدولة وتسلمها من الرئيس الراحل أنور السادات. بعد أن شاهد المنتجون والمخرجون صورة الرئيس الراحل وهو يصافح جميل راتب ويمنحه الجائزة، انهالت العروض عليه، عقب أن ظل لمدة عام ونصف بلا عمل. ولم يكن جميل راتب لم يكن هو الفنان الوحيد الذي شارك في تأسيس حزب التجمع، بل شارك معه أيضاً الفنانة الكبيرة سعاد حسني، والفنان عبد الرحمن أبو زهرة، والفنانة سهير المرشدي، والفنان كرم مطاوع، وغيرهم، بحسب العربية نت. يذكر أن الفنانة فاتن حمامة ظلت لآخر لحظة في حياتها لا تنسى الموقف النبيل لجميل راتب ، حيث كان سببا في الدفاع عنها ومنع محاولة تشويهها.