عقدت اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بتطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، والمكونة من كل من: الإماراتوالبحرين، والسعودية، ومصر، والأمين العام لجامعة الدول العربية، اجتماعها التاسع في مقر الأمانة العامة اليوم على هامش اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته العادية 150. وناقشت اللجنة الوزارية تطورات الأزمة مع إيران ومسار العلاقات العربية مع إيران وسبل التصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، واطلعت في هذا الشأن على التقرير الذي أعدته الأمانة العامة والرصد الذي قامت به حول أبرز التصريحات السلبية للمسؤولين الإيرانيين تجاه الدول العربية، وكذلك التقرير الذي أعدته دولة الإمارات حول أنشطة إيران وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، والإجراءات المتخذة من قبلها لمواجهة تلك التدخلات. أدانت اللجنة الوزارية الرباعية العربية استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، واستنكرت في ذات الوقت التصريحات الاستفزازية المستمرة من قبل المسؤولين الإيرانيين ضد الدول العربية، كما أعربت اللجنة عن قلقها البالغ إزاء ما تقوم به إيران من تأجيج مذهبي وطائفي في الدول العربية، بما في ذلك دعمها وتسليحها للميليشيات الإرهابية في بعض الدول العربية وما ينتج عن ذلك من فوضى وعدم استقرار في المنطقة تهدد الأمن القومي العربي، الأمر الذي يعيق الجهود الإقليمية والدولية لحل قضايا وأزمات المنطقة بالطرق السلمية وطالبتها بالكف عن ذلك. كما أدانت اللجنة مواصلة دعم إيران للأعمال الإرهابية والتخريبية في الدول العربية، بما في ذلك استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية من داخل الأراضي اليمنية على المملكة العربية السعودية، والذي يشكل خرقًا سافرًا لقرار مجلس الأمن رقم 2216 لعام 2015 الذي ينص على ضرورة الامتناع عن تسليح المليشيات، مؤكدة دعمها للإجراءات التي تتخذها المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين من أجل التصدي لهذه الأعمال العدوانية حماية لأمنها واستقرارها. واستنكرت اللجنة وأدانت التدخلات والأعمال الإيرانية التخريبية المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين ونوهت بجهود المملكة في مكافحة الإرهاب، كما رحبت بالتقرير المقدم من مملكة البحرين، حول تورط إيران في دعمها لما يسمى بسرايا الأشتر الإرهابية والتي تتخذ من إيران مقرًا لها والتي تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة، وذلك من خلال تزويدهم بالأسلحة والمتفجرات، وتمويلهم وتدريبهم في معسكرات برعاية من الحرس الثوري الإيراني وحزب االله الإرهابي . كما رحبت اللجنة بقرارات عدد من الدول بتصنيف ما يسمى ب"سرايا الأشتر الإرهابية" في مملكة البحرين وتتخذ من إيران مقرًا لها، كمنظمة إرهابية، وعدد من أعضائها على قائمة الإرهاب، ويعكس هذا الموقف إصرار دول العالم على التصدي للإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكل من يقوم بدعمه أو التحريض عليه والتعاطف معه، ويمثل دعماً لجهود مملكة البحرين والإجراءات التي تقوم بها في تعزيز الأمن والاستقرار والسلم فيها . ونوهت اللجنة بتمكن الأجهزة الأمنية في مملكة البحرين من إحباط عدد من الأعمال والمخططات الإرهابية، والقبض على 116 من العناصر الإرهابية التي تنتمي إلى تنظيم إرهابي، يتبع الحرس الثوري الإيراني وأذرعه الخارجية ومنها كتائب عصائب أهل الحق الإرهابية وحزب االله الإرهابي على تشكيله وتمويله وتدريب عناصره وتزويدهم بالأسلحة والعبوات الناسفة، للقيام بسلسلة من الأعمال الإرهابية الخطيرة والإخلال بالأمن والاستقرار وضرب الاقتصاد في مملكة البحرين . ونددت اللجنة ما أسمته باستمرار التدخل الإيراني والتركي في الأزمة السورية وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سورية وسيادتها وأمنها واست قرارها ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية وأن مثل هذا التدخل لا يخدم الجهود المبذولة من أجل تسوية الأزمة السورية بالطرق السلمية وفقا لمضامين جنيف. وأعربت اللجنة عن التضامن مع قرار المملكة المغربية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران نظرا لما تمارسه هذه الأخيرة وحليفها حزب االله الإرهابي من تدخلات خطيرة، ومرفوضة في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية عبر محاولة تسليح وتدريب عناصر تهدد امن واستقرار المغرب، والذي يأتي استمراراً لنهج إيران المزعزع للأمن والاستقرار الإقليمي . وأدانت التهديدات الإيرانية المباشرة للملاحة الدولية في الخليج العربي ومضيق هرمز، وكذلك تهديدها للملاحة الدولية في البحر الأحمر عبر وكلائها في المنطقة، بما في ذلك استهداف مليشيا الحوثي الإرهابية مؤخراً لناقلة نفط سعودية في مضيق باب المندب؛ والتي تشكل انتهاكاً لمبادئ القانون الدولي . وأعربت اللجنة عن قلقها من البرنامج النووي الإيراني بما في ذلك بشأن جدية التزام إيران بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA ،(وقدرة هذا الاتفاق على منع إيران من الحصول على السلاح النووي في المستقبل، خاصةً في ظل سياسات إيران العدائية في المنطقة. ما أكدت على ضرورة مراقبة تطورات هذا الملف . وشجبت اللجنة استمرار إيران في تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية وتزويد الحوثيين بها، وأدانت إطلاق الصواريخ إيرانية الصنع والتي استهدفت من خلالها ميليشيا الحوثي الإرهابية المملكة العربية السعودية، بما في ذلك إطلاق 190 صاروخاً باليستياً على عدد من المدن ا لسعودية بما فيها العاصمة الرياض ، والذي قوبل بإدانة عربية ودولية واسعة؛ وأكدت اللجنة أن ذلك يشكل تهديداً جدياً للأمن والاستقرار في المنطقة، وأكدت كذلك على ضرورة التزام إيران بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2231) 2015 (فيما يتعلق ببرنامجها الصاروخي، وعلى ضرورة تطبيق آلية فعالة للتحقق من تنفيذ الاتفاق والتفتيش والرقابة وإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال حال انتهاك إيران لالتزاماتها بموجب الاتفاق وعلى أهمية انضمام إيران إلى كافة مواثيق السلامة النووية ومراعاة المشاك ل البيئية للمنطقة .وما تضمنه ذات القرار من تأكيد على حظر إيران لإجراء التجارب الباليستية وتطويرها للصواريخ بعيدة المدى والصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية . ومن جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية، أن بلاده ستواصل جهودها لتحقيق الإصلاحات في منظومة العمل العربي المشترك بما يحقق طموحات الشعوب العربية. واتُهم إيران بدعم الاٍرهاب والميليشيات الإرهابية في المنطقة بما بتطلب العمل على مواجهة ذلك. وشدد على التزام السعودية بوحدة اليمن وسلامة أمنه ووحدة أراضيه وحرصها على الجهود الدولية المبذولة وفقا لمرجعيات الشرعية الدولية في هذا الشأن. واشار إلى ان ممارسات ميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران والتي ترفض الانصياع للشرعية المدنية وتستهدف المدنيين، مشيرا الى الدعم الإنساني والاقتصادي الذي تقدمه بلاده للشعب اليمني. وأشار إلى جهود بلاده لمعالجة الأزمة السورية والحفاظ على وحدة سوريا وشعبها وسلامة أراضيها.