نقل 6 مذيعين دفعة واحدة إلى إذاعات أخرى.. الخلافات مع رئيس الشبكة على رأس الأسباب.. سليمان: القرار ليست له دوافع سياسية.. والعرابي: لجأنا إلى القضاء فجر قرار رئيس الإذاعة المصرية، نادية مبروك بنقل 6 من مذيعي شبكة القرآن الكريم وتوزيعهم على الإذاعات المختلفة، زلزالاً عنيفًا تجاوزت توابعه "ماسبيرو"، في ظل الاعتراضات الواسعة على القرار الذي يمثل سابقة، إذ لم يسبق نقل هذا العدد الكبير من المذيعين من الإذاعة من قبل. كانت لجنة مديري الإدارات بالإذاعة المصرية برئاسة نادية مبروك وعضوية جميع رؤساء الشبكات ونواب رئيس الإذاعة قررت نقل 6 مذيعين من شبكة القرآن الكريم وتوزيعهم على الإذاعات المختلفة داخل المبنى. وضمت قائمة المذيعين المنقولين، كلاً من شحاتة العرابي، وإبراهيم خلف، وعبدالخالق عبدالتواب، وحمزة المسير، وعلاء العرابي، ووسام بحيري، والذين تم توزيعهم على شبكات الثقافية والبرنامج العام والتعليمية والقاهرة الكبرى. وكشفت مصادر مطلعة ل "المصريون" عن جذور الأزمة، قائلة إن "المشكلة برمتها تتعلق بالخلافات الحادة بين المذيعين العاملين الشبكة ورئيسها حسن سليمان، بسبب استئثار الأخير بالبرامج والتترات لنفسه، وتهميشه لهم، حيث يقدم 6 برامج هي: "دقيقة فقهية"، "ومضة تفسيرية"، "لمحات إيمانية"، "يا سامع الدعاء"، "رقائق إيمانية"، و"سنن إلهية". وأوضحت أن "جذور الخلافات ترجع إلى كون مذيعي شبكة القرآن الكريم ينظرون إلى سليمان على أنه ليس أحد أبناء الشبكة، وأنه "قفز بالباراشوت" عليها، كونه قادمًا من شبكة البرنامج العام، التي عمل فيها لمدة 25 عامًا، قبل أن يقع الاختيار عليه في عام 2016 ليشغل منصب رئيس الشبكة خلفًا للإعلامي السيد صالح". وأشارت إلى أنهم "عندما لجأوا إلى نادية مبروك، رئيس الإذاعة، ظنًا منهم أنها تستمع إلى شكاواهم بسعة صدر، وتحقق في كلامهم بإنصاف وحيادية، لكنهم تفاجأوا برد فعلها المنحاز لرئيس الشبكة، وتأكيدها لهم أنه من حقه أن يفعل ما يشاء، وكيفا يشاء، دون أن يساءله أحد أو يحاسبه عما يفعل"، وفق المصادر ذاتها. وتابعت: "لكنهم عندما لم يجدوا طريقة لوقف احتكار سليمان للهواء، لجأوا إلى الكاتب الصحفي محمد الباز، والذي تحدث عبر إحدى حلقات برنامجه على قناة "المحور" في الشهر الماضي عما باتت تسمى إذاعة "الشخص الواحد"، أو "الإذاعة السليمانية" - قاصدًا حسن سليمان - فضلاً عن منحه دورًا في مسلسل "الليث بن سعد" الذي تنتجه الإذاعة، لفتاة تُدعى "سندس علي"، تبين أنها ابنة رئيس الإذاعة". كانت إذاعة القرآن الكريم انتهجت خلال السنوات الأخيرة، خطًا مغايرًا لخطابها الذي تميزت به على مدار عقود، بدا مثيرًا لغضب الكثيرين، بسبب التوظيف السياسي لها، واستغلال كونها أحد أهم المنصات الإعلامية في حشد الرأي العام، من خلال الخطاب التعبوي في برامجها وتتراتها، وحتى أثناء الإذاعات الخارجية، حيث بات يغلب عليها الطابع الدعائي، ما أضعف مصداقيتها التي أكسبتها على مدار سنوات طويلة، نتيجة ابتعادها عن التعاطي مع السياسة، ولما يمثله خطابها من وسطية واعتدال. غير أن حسن سليمان رئيس شبكة إذاعة القران الكريم ذلك، رفض ربط القرار بأية دوافع سياسية، أو خلافات مع المذيعين المنقولين، قائلاً إن القرار ليس له أي دوافع سياسية على الإطلاق. وأضاف ل "المصريون": "قرار نادية مبروك رئيس الإذاعة المصرية بنقل بعض مذيعي شبكة القران الكريم إلى إذاعات أخرى جاء بناء على طلب هذه الإذاعات، بالاستعانة بالكفاءات الإذاعية من شبكة القران الكريم، في تقديم وجبة دسمة من البرامج الدينية". وأوضح سليمان أن "قرار النقل يأتي في إطار تقوية البرامج داخل بعض المحطات الإذاعية وضخ دماء شبابية جديدة في هذه المحطات التي تحتاج إلى ثقل برامجها ببعض المذيعين الأكفاء في البرامج الدينية". وهو ما أكدته نادية مبروك، رئيس الإذاعة، قائلة إن "قرار النقل جاء لصالح العمل، خاصة في ظل ما تعاني منه الشبكات الأخرى من عجز ونقص بالبرامج الدينية، نتيجة وجود أعداد كثيرة بشبكة القرآن الكريم، فتمّت الاستعانة بمن لديهم الخبرة والكفاءة لدعم أماكن العجز". وطالبت، زيادة الفترات المخصصة لبث تلاوات القرآن على الشبكة، وعدم إنتاج أي برامج حوارية جديدة أو عمل فترات مفتوحة جديدة في الخريطة، بدلاً من البرامج التي تم إلغاءها بعد نقل 6 مذيعين من مقدميها إلى شبكات إذاعية أخرى، بحيث يتم استغلال هذه الأوقات في بث التلاوات القرآنية لكبار المشايخ. فيما قال الإعلامي شحاتة العرابي، إن "الخلاف في حقيقته حدث بسبب استغلال أحد الزملاء لسمعة والده ووظيفته مذيعًا بإذاعة القرآن الكريم وحين طالبته بحقي وحق زملائي رفض مدعيًا خسارة تجارته وتسبب بعناده في صدور هذا القرار المعيب ضد بعض العاملين بإذاعة القرآن الكريم". وكان العرابي، هو كبير المذيعين بمحطة القرآن الكريم قال في تصريحات سابقة، إنه حصل على حكم قضائي ضد الإذاعي حمزة المسير في أبريل الماضي، بناء على مذكرة النيابة الإدارية التي أدانته بقيامه بتوظيف أموال حصل عليها من العديد من المذيعين وحرر شيكات بها. الأمر الذي نفاه المسير، قائلاً إن الرجل المتهم بالنصب على زملائه، كان يستأجر وحدة سكنية بمنزله، وتعرف على زملائه عن طريقه، وقد توسط لحل الخلافات بينهم، وقد حرر شيكات على نفسه بصفته "ضامن". وأضاف العربي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "إذاعة القرآن الكريم هي بيتنا الوحيد الذي تعلمنا فيه سماحة الإسلام فأنا كما عاهدتموني صريحًا لا أنافق ولا أجامل، وأكن بالاحترام والتقدير إلى كل من يعمل بها ومن يستمع إليها، وأرفض الزج بها في أي قضايا سياسية". وشدد على أن "القرار ليس له أي خلفيات سياسية ولا شأن له بالدولة المصرية ورئيسها ولست مسئولاً عما يصدر في مواقع التواصل الاجتماعي أو القنوات الفضائية أو أي وسيلة إعلامية أخرى تريد أن تستغل (القرار) لأهداف سياسية، وقد لجأنا إلى القضاء سعيًا لإلغاء هذا القرار إن شاء الله تعالى وعودة الزملاء إلى عملهم والحصول على حقنا".