ليبرمان طالب باستبدال نظام حماس وبينت دعا لإغراق القطاع بالنيران إسرائيل رفضت خيار اقتحام بري لغزة بغالبية مكونة من 8 وزراء الامر جاء بتوصيات الجيش الإسرائيلي والشاباك ومجلس الامن القومي مزايا التهدئة المصرية هي الهدوء وتوفير المليارات وإصلاح أحوال الغزاوية وقف النار يقلل من عمليات خطف جنودنا وإصابتهم وتعزيز التعاون مع القاهرة تحت عنوان "قنبلة موقوتة في غزة ..هذه كانت بدائل تل أبيب" بدأ الخبير العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي مقالا له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، لافتا إلى أنه "هناك جدال حقيقي وشديد داخل صفوف الحكومة والجيش الإسرائيليين حول الخيارات الاستراتيجية لإنهاء معاناة المدنيين في قطاع غزة". وتابع"هناك 3 خيارات استراتيجية من أجل تحقيق تهدئة طويلة الأجل تستمر لسنوات في القطاع الغزاوي، كل واحد من هذه البدائل له مزايا وعيوب ولهذا فإنه من الصعب الاختيار بينهم كماأنها تثير خلافات؛ الأول يعتمد على عملية عسكرية كبرى لإضعاف حماس بواسطة الضربات الجوية وعمليات اغتيال لقيادات فلسطينية، ودخول بري بقوات ضخمة، وبأسلوب يقسم غزة إلى عدة مناطق ويقضى على القدرات العسكرية لكل من حماس والجهاد الإسلامي". وأضاف "بعد ذلك تأتي المرحلة الثانية من هذا الخيار الاستراتيجي الأول حيث تستمر هذه المرحلة عدة أسابيع يقوم خلالها كل من الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) بتمشيط الأراضي والقضاء على أي بنى تحتية أو وسائل تصنيع السلاح الخاصة بحماس والتنظيمات الفلسطينية الاخرى، كما تقوم قوات تل أبيب باعتقالات لنشطاء حماس البارزين والبحث عن الأسرى وجثث الجنود الإسرائيليين". وواصل "ما سيحدث بعد ذلك مثير للجدل؛ هناك من يقترح داخل الجيش الإسرائيلي الاكتفاء بتدمير كل القدرات العسكرية لحماس والجهاد بشكل منهجي وجذري ثم الخروج من القطاع إذا ما تم التوصل إلى اتفاق وقف النار بوساطة مصرية وأممية". وتساءل بن يشاي "فيما تختلف نتائج هذا الخيار عن العمليات السابقة في غزة؟"، مجيبا "سيتم إضعاف حماس وستتحقق تهدئة مستقرة لعدة سنوات، والتجربة علمتنا أن التهدئة بالجنوب تعزز من الاقتصاد في صحراء النقب وفي المقابل ستضطر حماس والجهاد الإسلامي إلى إصلاح ما تم تدميره، وإذا رأت تل أبيب أن الغزاوية يستجمعون قواهم فعليها أن تتعامل مجددا، بهذه الطريقة تتفرغ إسرائيل عسكريا وسياسيا للخطر الشمالي في سوريا". وذكر"هذا الخيار لا يرضى أفيجدور ليبرمان -وزير الدفاع الإسرائيلي- فهو يعتقد أن حسما عسكريا وإضعاف حماس والجهاد بشكل جذري وجوهري لن يمنح تل أبيب تهدئة إلا لفترة قصيرة جدا وبعد عامين أو عامين على أقصى تقدير سنجد أنفسنا في نفس الوضع الذي نعايشه الأن، ولهذا يطالب وزير الدفاع بإسقاط نظام حماس والسماح باستبداله بنظام حكم أخر مدني وعسكري، يستثمر كل موارده وقواه في تحسين الوضع الاقتصادي للمدنيين هناك". وأوضح الخبير العسكري" السؤال الآن من هي الجهة أو النظام الحاكم الذي سيحل محل حماس؟، مصر لا تريد ذلك ومحمود عباس -رئيس السلطة الفلسطينية - لا يرغب هو الاخر في حكم القطاع إذا لم تمنحه حماس السيطرة على كتائب القسم -الذراع العسكري للحركة- لهذا فإن هذا السؤال الذي طرحناه يبقى بلا إجابة تريح العقل، ولهذا أيضا لم ولا يضغط ليبرمان من أجل تحقيق هذا الخيار". وكشف "المجلس الأمني المصغر للحكومة الإسرائيلية رفض الخيار العسكري الذي يشمل اقتحاما بريا لغزة من قبل الجيش الإسرائيلي وأجمع بغالبية مكونة من 8 وزراء اختيار التهدئة المصرية وفضلوا إياها على القيام بعملية في القطاع، وهذا الأمر جاء بناء على توصيات الجيش الإسرائيلي والشاباك ومجلس الامن القومي وتأييد رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع ليبرمان". وأضاف "التهدئة المصرية لها العديد من المزايا أولها أنها تحقق الهدوء في الجنوب حتى ولو لفترة محدودة، لن تكون هناك إصابات بين قواتنا أو محاولات خطف لجنودنا والتي قد تنجح إحداها، بل وتوفر علينا تبديد مليارات الشيكلات، وثانيها هو أن التهدئة تسمح بإتمام إقامة العائق الإسرائيلي على حدود القطاعه والتركيز على الجبهة السورية، وثالثها أن قرار تل أبيب بخوض المسار التفاوضي الدبلوماسي يمنحها شرعية على الصعيد العالمي، شرعية للعمل بكل قوة إذا ما أخفقت التهدئة وكان هناك ضرورة لعمل عسكري كبير". الميزة الرابعة -وفقا لبن يشاي- هي إذا استمرت التهدئة المصرية وواصلت نجاحها الحالي فإنها ستؤدي إلى إصلاح كبير للأوضاع الاقتصادية والظروف المعيشية ل1.8 مليون غزاوي وبهذا يقل خطر تعرض القطاع لأزمة إنسانية حقيقية تتهم تل أبيب بالتسبب بها، أما الخامسة فهي أن التهدئة المصرية ستحافظ على حكم حماس، والسادسة هو أن هذه الهدنة تعزز من التعاون الاستراتيجي بين القاهرة وتل أبيب". وواصل "وزير التعليم نفتالي بينت اقترح مؤخرا خيارا استراتيجيا عسكريا من قبله للتعامل مع القطاع، حيث يطلق الجيش الإسرائيلي نيرانا كثيفة من الجو والبحر والبر ضد غزة لعدة أيام وذلك لتدمير منظومة السلاح ومقار الحكومة هناك، ما يدفع حماس إلى طلب وقف للنار والموافقة على هدنة تستمر لفترة طويلة". وختم مقاله "هناك اتفاق بين صفوف الحكومة الإسرائيلية على استعادة التفاهمات الخاصة بعملية الجرف الصامد والتهدئة المصرية التي أنهت هذه المعركة قبل 4 سنوات، أي موافقة تل أبيب على تسهيلات إنسانية واقتصادية معتدلة لسكان القطاع مقابل وقف للنار لزمن غير معروف، وعدم نزع السلاح في غزة ودون إعادة الأسرى والجثث الإسرائيليين من هناك".