كشفت مصادر بحزب «الحركة الوطنية»، الذي أسسه الفريق أحمد شفيق، رئيس وزراء مصر الأسبق، عن أنه قرر اعتزال العمل السياسي بشكل نهائي، والابتعاد عن المشهد السياسي برمته. وأضافت المصادر –التي فضلت عدم نشر اسمها-، ل«المصريون»، أن «الفريق شفيق فضل خلال المرحلة الحالية، التفرغ تمامًا لرعاية شؤون أسرته»، موضحة أن «القرار نابع من إرادة «شفيق» ذاته وليس نتيجة ممارسات أو ضغوط مُورست عليه من أي جهة». المصادر أشارت إلى أنه «منذ أن فوض المرشح الرئاسي الأسبق، مهام رئاسة الحزب إلى نائبه اللواء رؤوف السيد، كان متوقعًا أن يتخذ مثل هذه القرار ويعتزل السياسة». يأتي ذلك بعد أيام، من تردد أنباء حول أن زعيم الحزب، يُحضر للعودة للحياة السياسية من جديد، عبر بوابة الانتخابات التي ستجري أكتوبر المقبل، لاختيار رئيس الحزب. غير أن «الحركة الوطنية»، أصدر بيانًا، قال فيه إن ما تم تداوله عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي من أنباء عودة الفريق شفيق إلى الحياة السياسية مجددًا، لا أساس له من الصحة جملة وتفصيلًا، مشيرًا إلى أنها مجرد شائعات، تستهدف إثارة الجدل لاقتراب موعد انعقاد المؤتمر العام للحزب. وأصدر «شفيق»، بيانًا، نفى فيه وجود أي نية لديه للعودة إلى الحياة السياسية، مؤكدًا أن السبب وراء تلك الأنباء هو اقتراب موعد انعقاد المؤتمر العام لحزب «الحركة الوطنية المصرية» في أكتوبر المقبل. اللواء رؤوف السيد، القائم بأعمال رئيس حزب «الحركة الوطنية»، قال إن البيان المنسوب للفريق شفيق، لا يعلم عن شيء، ولا يستطيع تكذيبه كما لا يستطيع إثباته، منوهًا بأن الحزب أصدر منذ أيام بيانًا، أوضح فيه أن الفريق لا يزاول حاليًا أي عملًا سياسيًا. وفي تصريح إلى «المصريون»، أوضح السيد، أن «الفريق شفيق لم يخبرنا بأي شيء جديد حول المسألة، ولا يوجد أي تواصل منذ أن فوضه بإدارة شون الحزب، مؤكدًا أنه له مطلق الحرية فيما يختار، كما أنه من حقه إقرار أي أمر يراه مناسبًا». فيما، قال خالد العوامي، المتحدث الرسمي باسم الحزب، إن الحزب ليس لديه أية معلومات بشأن من نسب ل«شفيق» مؤخرًا، مشيرًا إلى أن الحزب أوضح بشكل تفصيلي، أن ما أُثير مؤخرًا حول أنه يجهز للعودة للحياة السياسية شائعات، لا أساس له من الصحة. وأضاف، أن «الفريق هو من يملك وحده تأكيد ما نسب إليه أو نفيه»، منوهًا بأن الحزب لا يملك حاليًا أن يتحدث باسم «شفيق»، حول أمور تخصه هو وحده. وقال ، الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، إن «عودة «شفيق» للحياة السياسية أو اعتزاله لها، لن يضيف جديدًا، ولن يغير في الأوضاع الحالية شيئًا، ومن ثم يجب الاهتمام بأمور وقضايا أكثر أهمية للوطن والمواطنين». واعتبر دراج، «أن مثل هذه الأخبار الهدف منها إلهاء المواطنين، وصرفهم عن الأوضاع الحالية»، مشيرًا إلى أن ما فعله شفيق وقت الانتخابات «حرقه»، وبالتالي هناك شخصيات كثيرة أولى بالاهتمام منه. وفي يناير الماضي، فوض «شفيق»، «السيد»، للقيام بمهام واختصاصات رئيس الحزب، على أن يكون ممثلًا للحزب أمام كل المؤسسات والجهات المعنية بالدولة. وحينها أكد «شفيق»، في قراره الذي نشرته صفحة الحركة الوطنية الرسمية على «فيسبوك»، أن: «القرار جاء بعد الاطلاع على قانون الأحزاب السياسية رقم 40 لسنة 1977، وتعديلاته وبعد الاطلاع على النظام الأساسي واللائحة التنظيمية للحزب وعلى ما نصت علية المادة 9 من اللائحة الداخلية للحزب والمعتمدة من لجنة شؤون الأحزاب والتي تنص على أنه: لرئيس الحزب أن يختار نائبًا له أو أكثر ويحدد اختصاصاتهم». وكان شفيق قد أعلن في أواخر نوفمبر الماضي، نيته الترشح للانتخابات الرئاسية السابقة، قبل أن يعلن تراجعه عن قراره بعد عودته لمصر، بسبب ما وصفه بعدم درايته بحجم الانجازات المحققة على أرض الواقع. وحزب «الحركة الوطنية»، هو حزب سياسي مصري، أعلن عن تأسيسه الفريق أحمد شفيق، ووافقت لجنة شئون الأحزاب علي تأسيسه في 6 يناير 2013. وشفيق تولى حقيبة الطيران في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، ثم أصبح رئيسًا للوزراء عقب ثورة 25 يناير، ثم أعلن استقالته لاحتجاج الثوار عليه، ليعلن بعدها الترشح للانتخابات الرئاسية 2012، ليدخل جولة الإعادة مع مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، ويفوز الثاني، ليرحل من بعدها «شفيق» إلى الإمارات بعد رفعه قضية بتزوير الانتخابات الرئاسية لصالح «مرسي».