فى محاولة منها لإضفاء شرعية على ما تروجه حول مصر عبر شاشاتها، تسعى القنوات التابعة لجماعة «الإخوان المسلمين» أو المؤيدة لها، إلى استضافة شخصيات مصرية، لإبداء آرائها حول بعض القضايا والأزمات التى تُثار داخل المجتمع من وقت لآخر، لكنها فى إطار تحقيق ذلك تلجأ إلى استخدام أسماء قنوات أخرى؛ لكى يقبل الضيف بالظهور، ويقع فى الفخ المنصوب له. ظهور تلك الشخصيات، على شاشة تلك الفضائيات، تسبب فى موجة غضب وانتقادات لاذعة لهم، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى إيقاف بعضهم عن العمل، والمطالبة بمحاكمتهم، لكن سرعان ما اعتذر الكثير منهم، وأكد أنه تعرض لخدعه، ولم يكن يعلم أنها قناة تابعة ل«الإخوان». جورج إسحاق جورج إسحاق، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، كان آخر تلك الشخصيات، التى وقعت فى فخ قنوات الجماعة، حيث أجرت معه قناة «مكملين»، حوارًا هاتفيًا، تحدث خلاله عن إحدى حالات الاختفاء القسري، والذى اتضح فيما بعد أنه إرهابى وتمت تصفيته. ونتيجة لتلك المداخلة، تعرض «إسحاق»، لهجوم حاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه سرعان ما رد على الهجوم قائلًا: «لم أكن أعلم نهائيًا أن المداخلة على تلك القناة المعادية لمصر، هذه خدعة سخيفة من خدع الإخوان المسلمين». وفى تصريحات متلفزة له، أضاف عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، أن تصريحاته تم تحريفها، مشيرًا إلى أن «الحالة التى تحدث عنها فى القناة على أنها اختفاء قسرى تأكد فيما بعد أنه كان إرهابى قاتل وتمت تصفيته». وعلى الرغم من أن «إسحاق»، قدم اعتذارًا عما بدر منه بعد خداعه، إلا أن أحد المحامين، تقدم ببلاغًا يتهمه فيه بنشر أخبار كاذبة، والتحريض على مؤسسات الدولة المصرية وتهديده الأمن القومي، وكذلك التخابر مع منظمات أجنبية بغرض الإضرار بالمصالح العليا للبلاد. وطالب مقدم البلاغ، بإجراء تحقيقات فورية وعاجلة فى البلاغ لخطورته على الأمن القومي، وإصدار أمر بضبط وإحضار «إسحاق»، ووضع اسمه على قوائم الممنوعين من السفر لحين انتهاء التحقيقات معه وإحالته للمحاكمة الجنائية العاجلة، كما طالب أيضًا المجلس القومى لحقوق الإنسان، بعقد جلسة طارئة فورًا لاتخاذ قرار بفصله من عضوية المجلس. نجم الأهلى السابق أيضًا، تعرض وليد صلاح الدين، نجم الأهلى السابق، ومُقدم برنامج "ستاد الهدف" على إذاعة "الشباب والرياضة"، لنفس الموقف، بعد تعليقه فى مداخلة هاتفية مع قناة «مكملين»، على أداء المنتخب المصرى فى المباراة الودية التى أقيمت أمام نظيره الكولومبي، قبل مونديال روسيا 2018، وهو ما نتج عنه إيقافه عن العمل حينها، بقرار من نادية مبروك، رئيس قطاع الإذاعة المصرية. عضو مجلس النواب وفى موقف مشابه، قال طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية، إنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من أحد معدى قناة «الحرة» الفضائية؛ لإجراء مداخلة هاتفية حول إحدى زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسى الخارجية. وأضاف «الخولي»، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، أنه فوجئ أن اتصاله لم يكن مع قناة «الحرة»، وإنما مع كان مع قناة «الحوار» الإخوانية. أمين سر لجنة العلاقات الخارجية، أوضح أنه تقدم فى هذا الشأن ببيان عاجل وطلب إحاطة لرئيس الوزراء؛ لوضع آلية لهذا الأمر ومنع تكراره، لافتًا إلى أنه من غير الطبيعى أن يكتشف النائب أنه يتحدث لقناة إخوانية. العمدة هريدى ومن بين الأسماء التى تعرضت لموقف مماثل، العمدة هريدى، حيث تلقى اتصالًا هاتفيًا من أحد معدى قناة «مكملين»، على أنها «سكاى نيوز»، وذلك من أجل التعليق على إحدى القرارات الرسمية. وفى تصريحات متلفزة له، أضاف: «تطرق الحديث فى الاستديو حول بعض الاتهامات بشأن عدم مساندة الفلاح أو الوقوف بجانبه أو اعتقال من يزرع الأرز بالمخالفة للقانون، وهذا ما نفيته نهائيًا؛ لأن مجلس النواب يدعم الفلاح بكل قوة، ويدعم الزراعة المصرية بكل أنواعها». وتابع: «أنا رجل كبير ومش صغير فى السن وحسابى الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى يتابعه ما يقرب من 7 ملايين مواطن من القاهرة حتى أسوان، والله العظيم أنا ممكن أبيدهم من على وش الأرض، الغشاشين».