سقطت العديد من الشخصيات في فخ الظهور على شاشة فضائيات تابعة لجماعة "الإخوان المسلمين" أو المؤيدة لها، عن طريق استخدام أسماء قنوات أخرى، ما تسبب في تعرضهم لموجة هجوم واسعة، بل وفي أحيان أخرى، نتج عنه إيقافهم عن العمل والتحقيق معهم. وليد صلاح الدين، مُقدم برنامج "ستاد الهدف" على إذاعة "الشباب والرياضة"، كان أخر هؤلاء الذين وقعوا في فخ تلك القنوات، والذي علق في مداخلة هاتفية مع قناة "مكملين"، على أداء المنتخب المصري في المباراة الودية أمام نظيره الكولومبي، في إطار الاستعدادات للمشاركة في مونديال روسيا. وعلى إثر المداخلة، اتخذت نادية مبروك، رئيس قطاع الإذاعة المصرية، قرارًا بإيقاف صلاح الدين، عن العمل، لحين دراسة الموقف الخاص به داخل "الهيئة الوطنية للإعلام". وفي موقف مشابه، قال طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية، إنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من أحد معدي قناة "الحرة" الفضائية؛ لإجراء مداخلة هاتفية حول إحدى زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسي الخارجية. وأضاف الخولي عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أنه فوجئ أن اتصاله لم يكن مع قناة "الحرة"، بل اكتشف أن اتصاله كان مع قناة "الحوار" الإخوانية. أمين سر لجنة العلاقات الخارجية، أوضح أنه تقدم في هذا الشأن ببيان عاجل وطلب إحاطة لرئيس الوزراء، لوضع آلية لهذا الأمر ومنع تكراره، لافتًا إلى أنه من غير الطبيعي أن يكتشف النائب أنه يتحدث لقناة إخوانية. ومن بين الأسماء التي تم تعرضت لمواقف مماثلة، النائبة سولاف درويش، عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، والتي طلبت منها قناة "الحوار"، التعليق على تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش»، عن وجود انتهاكات ضد حقوق الإنسان داخل مصر، غير أن النائبة انتبهت للموقف، وأبدت سخطها على التقرير، معتبرة إياه مشبوهًا وموجهًا. وفي السياق، تعرض العمدة هريدي، عضو مجلس النواب لموقف مشابه، إذ قال إنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من أحد معدي قناة "مكملين" الإخوانية، على أنها قناة "سكاى نيوز"؛ من أجل التعليق على أزمة الأرز. وفي تصريحات متلفزة له، أضاف: "تطرق الحديث في الاستديو حول بعض الاتهامات بشأن عدم مساندة الفلاح أو الوقوف بجانبه أو اعتقال من يزرع الأرز بالمخالفة للقانون، وهذا ما نفيته نهائيًا؛ لأن مجلس النواب يدعم الفلاح بكل قوة، ويدعم الزراعة المصرية بكل أنواعها". الدكتور حسن علي محمد أستاذ ورئيس قسم الإعلام بجامعة المنيا، قال إنه من الصعب خداع الشخص الذي يُجري مداخلة على الهواء مباشرة، لأن "هناك طرق عديدة يمكن أن يتأكد من خلالها الشخص من هوية القناة". وأضاف: "في هذه الحالات دائمًا ما يقوم المصدر بمتابعة القناة التي طلبت منه إجراء المداخلة، وفي كثير من الأحيان تجد المذيع يطلب منه تخفيض صوت التليفزيون، ومن ثم فإن كشف هوية القناة خلال المداخلة المباشرة سهلًا". وتابع: "المشكلة تكمن في المداخلات أو الحوارات المسجلة، إذ إنه من الممكن أن تضع القناة "لوجو"، قناة أخرى؛ من أجل خداع الضيف، ولكي يطمئن، وهناك شخصيات كثيرة لا تحقق من هوية القناة وشخصية المذيع قبل إجراء الحوار، ما ينتج عنه وقعوها في ذلك الفخ". وأشار إلى أن "تلك القنوات لا تستطيع إيهام المسؤولين الكبار، حيث إن لديهم مستشارين إعلاميين، الذين يقومون بالتحقق من هوية الوسيلة الإعلامية، ما يجبنه الوقوع في هذا الفخ".