لا قطع الله للبدوي عادة أبدًا ولا أخّر له مفاجآته غير السعيدة، لن ينسى الصحفيون هذا الرجل الذي دائما ما يحل على أي مؤسسة صحفية إلا وأغدق المال على الفاشلين وأقال الناجحين..ففي أكتوبر 2010 أقال إبراهيم عيسى من جريدة الدستور بعد أن اشتراها، في توقيت مريب، بسبب إصراره على نشر مقالة ل د.محمد البرادعيعن حرب أكتوبر، وطبعا هذه المقالة كانت تتضمن كلامًا قد يزعج المخلوع ولأن ولاءه له فأقال الصحفي الوحيد الذي كان يشاكس النظام في هذا الوقت ورغم أن جريدة الدستور كانت أقوى جريدة معارضة في هذا التوقيت، وكانت تحقق أعلى المبيعات قام بتفكيكها وجعلها على حالها اليوم.. "فدائمًا للبدوي رأي آخر". ومن الغريب أن يتكرر المشهد ونفس السيناريو مع عادل صبري، رئيس تحرير بوابة الوفد، حيث أصدر قرارًا بإقالته، أيضًا رغم أنه حقق دون أي إمكانات مكانة كبيرة بين المواقع الإلكترونية ذات الإمكانيات المادية العملاقة، وسأحكي لكم موقفًا قد يفسّر بشكل أو آخر ما يحدث في الكواليس لتتكشفوا سبب الإقالة الغريبة..في خضم أحداث انتخابات الرئاسة، جاءتنا تعليمات من رئاسة الحزب، الذي كان يزاحم غيره أمام الكاميرات على الحديث عن الثورة وأنه أول من ساندها، بأن شفيق هو المرشح الخفي للحزب، وأن حملة المرشح الخاسر تشتكي من أن البوابة الإلكترونية للحزب تهاجمه بضراوة أي بالمعني الصريح "خفوا من على الراجل شوية"، فهاتفت رئيس التحرير وأخبرته بالموقف كليًا فقال لي بالحرف الواحد "انت مراعي ضميرك"، قلتله:أكيد .. فرد قائلاً: خلاص بتتصل بيا ليه، قلتله: وتعليمات الحزب، رد:ما فيش حاجة اسمها تعليمات.. راعوا ربنا". منذ أيام جاءت مذيعة أنيقة كل مهمتها تستضيف رئيس القناة دائما "وهو بالمناسبة أشهر من إسماعيل يس"، أكيد كلنا نعرفها جيدًا "فلول..فلول يعني".. المهم أتت لتعمل حوارًا مع زميل بالوفد الورقي، وفكرت أن تستضيف عادل صبري وأن تجري الحوار بالاستوديو الخاص بالبوابةوياليتها ما فعلت حيث قابها صبري برد عنيف قائلاً: "أنا لا أتمنى أن تلتقطني كاميرا قناتكم حتى ولو عابرا في الطريق لأنها عار على الإعلام ولا يشرفني أنا وفريقي أن نكون ضيوفا بقناتكم"، وكان قد سمح لرئيس القناة بكتابة مقال بالوفد الورقي جعل الجريدة تلقى استياءً من قِبل كثير من قرائها نظرا لتوجهات هذا الرجل التي تريد إجهاض الثورة ، فهل اشتكت المذيعة لرئيس الحزب وبصراحة لو اشتكتلي أنا هزعل أوي ولو أنا مكان رئيس الحزب همشيه "فرق سرعات يا جماعة". أظن أن أمثال "صبري" قليلون جدا في عالم الصحافة، الذي امتلأ ببائعي الضمير لمن يدفع أكثر، وظننت وغيري أن رئيس الحزب قد نسى الموقف، لكنه كعادته دائما يصدق في وعده "الباطل"، وقام بإقالته، فهل لأنه نزيه وحيادي تتم إقالته هل لأنه لم يرض أن يكتب أو ينشر ما يملى عليه يغضب عليه البدوي.. عيب كل العيب أن يبقى رئيس حزب كهذايتشدّق باسم الثورة أمام شاشات الفضائيات وفي الصحف رغم أنه ضدها، ويرحل رجل شريف..عملت في صحف مختلفة حكومية وحزبية ومستقلة وفي أقسام مختلفة فيها.. لم أقابل رئيس تحرير يعامل تلاميذه بمنطق الصداقةوالأخوة مثل هذا الرجل. في المرة السابقة، نجح البدوي لكن هذه المرة لا أظن أنه سيفلح؛ شاهدت أكثر من مائة صحفي هم صحفيو بوابة الوفد يلتفون حول "صبري" بشكل غير عادي، ومعظم صحفيي الجريدة الورقية ليس لمصالح شخصية بل لأنه وفدي من الأصول العريقة وليس ممن قفزوا على الوفد وشوهوه لدرجة جعلت الوفديين يخشون أن يظهروا هويتهم، أظن أن غير عادل صبري هو من يستحق الإقالة حتى يحفظ الوفديون ماء وجههم.