تبدأ اليوم محكمة جنايات القاهرة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار عاصم عبد الحميد نصر، محاكمة 293 متهمًا، من بينهم 24 حدثًا تحت السن القانونى ونشطاء سياسيون ومشاهير وباعة جائلون فى أحداث مجلس الوزراء التى راح ضحيتها 20 شخصًا ومئات المصابين، وأسفرت عن خسائر أثرية وعلمية فادحة تقدر بملايين الجنيهات نتيجة حريق المجمع العلمى ومبنى الهيئة العامة للطرق والكبارى وملحقاتها التابعة لوزارة النقل ومبنى مجلسى الشعب والشورى وكذلك حرق مبنى مركز المعلومات ومبنى الأمانة العامة لمجلس الوزراء. ويواجه المتهمون تهم التجمهر ومقاومة السلطات وتعطيل عمل المنشآت العامة ووسائل النقل وحركة المرور وتحريض ومساعدة آخرين فى تنفيذ تلك الجرائم، بعد أن أمدوهم بالأموال والأدوات التى استخدموها ووعدوهم بخلق فرص عمل وتم ضبط بعض المحرضين كما تم القبض على المتهمين وبحوزتهم أسلحة بيضاء ومواد سريعة الاشتعال ومواد مخدرة، بحسب الاتهامات التي وجهها مستشارو التحقيق المنتدبون من وزارة العدل للتحقيق فى الأحداث. وكشفت التحقيقات التى تجاوزت 8 آلاف ورقة تم خلالها سؤال أكثر من ألف شاهد عن قيام شخص بقتل شريكه بإطلاق النار عليه عقب قيامهما وآخرين بسرقة خزينة الهيئة العامة للطرق والكبارى لاختلافهما على تقسيم متحصلات السرقة. ومن بين المتهمين شخص يدعى بيبو" شوهد على شاشات التليفزيون وهو يرقص مبتهجًا عقب قيامه بإشعال النيران بمبنى المجمع العلمى. يذكر أن أحداث مجلس الوزراء اندلعت شرارتها فجر يوم الجمعة 16 ديسمبر 2011 عندما تم اختطاف أحد المعتصمين أمام مجلس الوزراء من قبل القوات العسكرية والاعتداء عليه بالضرب المبرح قبل إطلاق سراحه، مما أدى إلى تأجيج الغضب وبدء المناوشات والاشتباكات بين قوات الأمن والمعتصمين. وخلال تلك الأحداث تم إضرام النيران بمبنى المجمع العلمى ما أدى إلى تدميره وإتلاف محتوياته ومقتنياته التى تعد كنزًا أثريًا وتاريخيًا وعلميًا والذى كان يضم النسخة الأصلية لكتاب وصف مصر والتى أشرف على كتابته نابليون بونابرت وبعض الكتب التى يرجع تاريخ كتابتها إلى بداية القرن السادس عشر والتى كانت مرجعًا لعلماء الحملة الفرنسية بالإضافة إلى اللوحات الفنية التى رسمها فنانو الحملة الفرنسية والعديد من الكتب العلمية فى مختلف العلوم الإنسانية المتنوعة والمخطوطات والخرائط الجغرافية لإفريقيا ودول حوض النيل والتى توضح الرحلات والاكتشافات الخاصة بمنابع النيل والتى أعدتها أسرة محمد على باشا، وأيضًا الآلاف من المجلات والأبحاث العلمية التى يرجع تاريخها إلى القرنين الثامن والتاسع عشر وغيرها من المقتنيات التى لا حصر لها والتى لا يوجد لها مثيل فى العالم ولا تقدر بثمن.