احتوت دراما رمضان هذا العام، على العديد من المشاهد الخارجة عن الذوق العام وغير المناسبة للمجتمع الشرقي، من قتل واغتصاب وإجرام وحض على الكراهية والأخذ بالثأر، فضلاً عن مشاهد أخرى تثير مشاعر الظلم والقهر والاعتداء على الحقوق الإنسانية، وهو ما ظهر في مسلسلات "طايع"، "ضد مجهول"، "كلبش2"، "رسايل"، "مليكة"، و"رحيم". المجلس الأعلى للإعلام، برئاسة الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، توجه بإنذار أخير إلى الشركة المنتجة وقناة "on e " التى تبث مسلسل "فوق السحاب"، بسبب مشاهد تعاطى المخدرات والتدخين، مهددًا بوقف بث المسلسل فى حال عدم الالتزام بحذف تلك المشاهد فى الحلقات المتبقية، فضلاً عن حذفها فى الحلقات السابقة حينما يعاد عرضها. وأضاف المجلس فى بيان له، أنه حريص على عدم الترويج للتدخين والمخدرات على الشاشات لما لهما من آثار مدمرة على الشباب، فضلاً عن كون القناة التى تعرض المسلسل قناة رائدة ويدرك مسئولوها أخطار بث هذه المشاهد. من جهتها، رصدت وزارة التضامن الاجتماعي، تجاوزات بدراما رمضان التي تحث على تناول المخدرات والسموم. وأضافت في بيان لها، أن تقرير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي أعلن قائمة سوداء للأعمال المتضمنة مشاهد ترويجية للتعاطي، حيث تصدّر مسلسل "فوق السحاب" القائمة. وتضمنت بعض الأعمال الدرامية الأخرى مشاهد للإعلان عن الترويج لأحد منتجات التبغ وذلك فى مسلسلات "عوالم خفية – وأبو عمر المصرى"، فى حين تضمن مسلسل "نسر الصعيد" إعلانًا مباشرًا للترويج لأحد منتجات التبغ. الدكتور حسن عماد مكاوي، الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون وعميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة السابق قال إن "الأعمال الدرامية في رمضان لا تحترم المواثيق الدولية وخاصة الأممالمتحدة، التي تحض على نشر السلم والتسامح ونبذ العنف والقتل والاعتداء على الآخرين، وكذلك المواثيق الحقوقية الصادرة من المنظمة الدولية التي تطالب باحترام حقوق الإنسان على كل المستويات". وأضاف ل "المصريون"، أنه "أصبح من المعتاد تقديم الإعمال التي تحتوى على مشاهد القتل والدماء والضرب والعنف في شهر رمضان، على عكس ما يجب أن يتم ترويجه من تعاليم دينية ومجتمعية ذات قيمة". وطالب مكاوي، المنتجين والمخرجين، بمنع عرض هذه المشاهد لأنها من الممكن أن تنتقل إلى واقع حقيقي، وهنا ممكن تؤثر سلبيًا على المشاهد. في السياق، طالب الدكتور علي عجوة، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقًا، من المشاهدين بمقاطعة دراما رمضان، "لما تحتويه على مفاهيم وعادات غير أخلاقية لا تناسب المجتمع المصري الشرقي وتبنيها لمشاهد العنف والإجرام". وأضاف: "إذا لم تستطع الجهات المعنية، وقف الأعمال الدرامية التي تتضمن مثل هذه المشاهد، فعلى المشاهد التوقف عن متابعتها، كي يتم الضغط على شركات الإنتاج والقنوات لعدم إنتاج مثل تلك الأعمال". وناشد عجوة في تصريح إلى "المصريون"، المواطنين بوضع عازل أو حاجب على شاشات التليفزيون، لإجراء مقاطعة كاملة لتلك الإعمال الدرامية غير الهادفة وللتعبير عن استيائهم. وتابع: "المنتجون والقائمين على تلك الأعمال يجيدون أسلوب التسول في شهر رمضان دون النظر إلى القيم الفنية". بدوره، قال الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، إن "المنظومة الدرامية في مصر بشكل عام وفي شهر رمضان بشكل خاص تحمل المعاني الكاملة للسوق التجاري غير الفني الذي يبحث عن الربح دون النظر إلى المادة المعروضة والمقدمة للمشاهد". وأضاف ل "المصريون": "دائمًا ما تحتوى دراما رمضان، على مشاهد غير أخلاقية لا تناسب المجتمع المصري"، مطالبًا المنتجين أن تكون الأعمال المقدمة على قدر كبير من الجمال في التصوير والإخراج والرقي في صياغة الحوار، مع ضرورة الالتزام بالمسئولية الاجتماعية والأخلاقية حتى لا يتم تشويه الدراما المصرية.