تسعى العديد من الأحزاب السياسية خلال المرحلة الراهنة، إلى الاندماج مع في كيان واحد، استجابة للدعوة التي وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤخرًا للإعلام، بتبني حملة لدعوة الأحزاب للاندماج في 10 أحزاب، بدلاً من عددها الحالي الذي يتخطى المائة حزب. وأعلن مؤخرًا حزب "مستقبل وطن"، الاندماج مع حملة "كلنا معاك من أجل مصر"، في كيان واحد تحت اسم حزب "مستقبل وطن". ومن بين الأحزاب التي تسعى إلى الاندماج مع أحزاب أخرى، حزب "الوفد"، إذ كشف قيادات بالحزب عن أنه تجرى حاليًا مفاوضات موسعة مع عدد من الأحزاب، لإقناعها بالاندماج تحت رايته. محمد خليفة، نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب "الوفد"، قال إن "الحزب عقد خلال الأيام الماضية اجتماعين مع 21 حزبًا من أجل بحث مسألة الاندماج، وكذلك للاتفاق على وثيقة يمكن خلالها تنفيذ تلك الفكرة". وفي تصريح إلى "المصريون"، أضاف خليفة، أن "هناك تحركات واسعة يقوم بها "الوفد"، خلال الفترة الحالية من أجل الاندماج مع أحزاب أخرى"، مشيرًا إلى أنه "تم تشكيل لجنة لدراسة الفكرة، وللتوصل لأفكار تسهم في تحقيق فكرة الاندماج". ورفض نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب "الوفد"، الإفصاح عن أسماء الأحزاب التي يتواصل معه الحزب من أجل الاندماج، مبررًا ذلك بقوله: "لا نريد أن ينتشر الموضوع، خاصة أن هناك بعض الأحزاب تتضايق من ذلك، ونحن نريد في النهاية للفكرة أن تنجح من أجل مصلحة مصر". ولفت إلى أن الحزب سيعقد يوم الثلاثاء القادم اجتماعًا مع الأحزاب التي يتفاوض معها، من أجل التوصل لخطوة أو مرحلة جديدة في هذا الشأن، موضحًا أن حزب "الوفد"، لن يتغير بتغير سلطة أو حكومة، وسيظل أعرق وأقدم الأحزاب، التي كان لها دورها على مدار التاريخ. وشدد على أن "الحزب له مبادئه، ونوابه تحت القبة يتمتعون بالاستقرار، ويوم 11 يونيو الجاري سيحتفل الحزب بمرور مائة عام على تأسيسه". بدوره، قال فايز أبو خضرة، عضو مجلس النواب، إن الحزب سيعقد خلال الأسبوع الجاري اجتماعا لبحث مسألة الاندماج، وسيتم خلاله التطرق إلى نقاط كثيرة بخصوص الأمر. وأضاف ل "المصريون"، أنه لا توجد حتى الآن معلومات رسمية حول الأمر، لكن قريبًا سيتم الإعلان عن كافة التفاصيل الخاصة بتلك الفكرة. وقال الدكتور ياسر الهضيبي، المتحدث الرسمي باسم الحزب، إن "الوفد"، مستمر في مساعيه لتحقيق نتائج إيجابية على أرض الواقع تساهم في الارتقاء بالحياة الحزبية، ومساندة وتعزيز تحركات الرئيس السيسي، التي يخطوها لدعم المشهد السياسي، والعمل على إيجاد آليات قادرة على الارتقاء بعمل الأحزاب. وفي تصريحات له، أوضح الهضيبي، أن الاجتماعين السابقين أسفرا عن تقارب في الرؤى والأفكار بين المشاركين، الأمر الذي ساهم في الوصول لتشكيل اللجنة التنسيقية المكونة من 21 عضوًا، والتي من المقرر أن يتم الإعلان عن كامل تشكيلها خلال الاجتماع المقبل. وكان 60 حزبًا سياسيًا، قرروا خلال اجتماعها بحزب "الوفد"، الأسبوع الماضي، تشكيل لجنتين، الأولى "تنسيقية" بينها وبين الحكومة، مكونة من عضوية 11 حزبا ممثلًا تحت قبة البرلمان، و10 أخرى من خارجه، والثانية تضم 8 ممثلين للأحزاب، بالإضافة إلى 3 أساتذة قانون دستوري لإعداد وثيقة وطنية حزبية لتفعيل المادة الخامسة من الدستور. وتنص المادة الخامسة، على أن يقوم النظام السياسي على أساس التعددية السياسية والحزبية، والتداول السلمي للسلطة، والفصل بين السلطات والتوازن بينها، وتلازم المسؤولية مع السلطة، واحترام حقوق الإنسان وحرياته، على الوجه المبين في الدستور.