أعرف إماما وخطيبا مفوها قضى خمس سنوات صيفا وشتاءا ربيعا وخريفا يُعدد الطوائف والفرق الضالة عبر التاريخ البعيد..بينما حيه الذي يقطن فيه طافح بالقمامة والأوساخ والفوضى ولم يكلف نفسه أن يُحدث الناس عن أخلاق الحياة وفنون التعاون و العيش بنظافة كما يعيش البشر ..انظر كيف يغرق البعض في التاريخ البعيد ولا يعيشون عصرهم وحاضرهم ويحسبون أنهم يحسنون صنعا. ___؛________ البيئة النظيفة تصنع التفكير النظيف والتصرف الراقي وكلما تحسنت بيئة الناس ومحيطهم وعلاقاتهم كان ذلك نافعا للدولة والمجتمع لأنّ الدولة تربح حين يكون التفاهل الاجتماعي إيجابي والوعي والضمير هو الشرطي الأول ..والمجتمعات التي استثمرت في الوعي الاجتماعي ربحت معركة كبيرة في التنمية والتحضر والرقي والازدهار ..فلا رقي وسمو وتنمية دون مجتمع واعي ومتفاعل وطوعي..يعتبر الشارع والمرفق العام والمشفى والعمارة والطريق ووسيلة النقل مُلكه هوَ قبل ان يكون مِلكية عامة للدولة. ___؛_________ أفرطت مدارسنا في التلقين والتحفيظ بلا نجاعة بعيدا عن الواقع فاخرجت جيلا مفصول عن حاضره ومستقبله..المدرسة في واد والمجتمع في واد آخر..لا يتعلم اولادنا كيف يُسقطون ما يتعلمون على أرض الواقع وفي دروب الحياة المختلفة ولا يعرفون كيف يستفيدون في حياتهم مما تعلموه من مبادئ وقيم وأخلاق وسلوك..لا بد من إعادة الوصل والربط بين المدرسة والواقع والمجتمع من جديد لإخراج أجيال واعدة ومتعلمة ومدركة لحاضرها تتطلع للمستقبل وفق ما تتطلبه اللحظة الراهنة من تحديات وصعوب شديدة التعقيد والتغيُر. **elyazid _guenifi * كاتب جزائري