لم يخف إسلاميون شماتتهم تجاه الناشط السياسي وائل عباس، بعد اعتقاله فجر الأربعاء، لكونه من الداعمين لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، والإطاحة بجماعة «الإخوان المسلمين»، من الحكم. وظهرت الشماتة بوضوح في التعليقات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي دفع الكاتب جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون» إلى القول عبر حسابه على موقع «تويتر»: «كثير من التعليقات المشينة والشامتة التي اطلعت عليها من محسوبين على التيار الإسلامي بعد اعتقال المدون وائل عباس، تجعلني أتصور أننا الآن لا نستحق أفضل مما نحن فيه الآن». وكتب سعيد عباسي، القيادي بجماعة «الإخوان»، كتب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قائلًا: «أنا ممكن أقول الحرية لعنان وأبو الفتوح، لكن واحد يتطاول علي أم شهيد وزوجة وأم معتقل جزمتها برقبتة يبقي عندي الكلب أنضف منه وارحمونا من مثالية مكذوبة وتمثيل قميء». في الوقت الذي أبدى فيه المغرد عبدالله الشريف، استياءه من الرافضين للشماتة في القبض على عباس، وقال عبر حسابه الشخصي على «فيس بوك»: «ما ينفعش تفرح في موت وكلاء النيابة اللي كانوا رايحين يجددوا حبس إخواتك ويرجعوا يناموا في حضن عيالهم عشان دول محترمين وكانوا بيأدوا عملهم وهما مرغمين». «الشريف» تابع: «وفي نفس الوقت لازم تكتب بوست تستنكر فيه اعتقال وائل عباس اللي بيسب فصيلك ودينك ودين اللي خلفوك كل يوم على صفحته، كدا تبقى وسطى ومعتدل وكيوت ونسقفلك كلنا». سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية، قال إنها «ليست المرة الأولى التي تُبدي فيها جماعة الإخوان وبعض المنتمين للتيار الإسلامي شماتتهم في المعارضين لهم، أو الذين أيدوا ثورة 30 يونيو». وأضاف ل«المصريون»: «الشماتة وصلت للموت والمرض أيضًا، ولم تقتصر عند القبض عليهم أو التنكيل بهم، وذلك يؤدي إلى زيادة الفجوة بينهم وبين القوى السياسية المختلفة، وكذلك بينهم وبين شباب الثورة». وتابع: «الإخوان» وغالبية المنتمين للتيار الإسلامي، ليس لديهم الجرأة للاعتراف بالأخطاء التي ارتكبوها وأوصلتهم لهذا الوضع. وعلق على الشماتة التي تظهر من وقت لآخر، قائلاً إنها «تؤكد أن كافة الدعوات التي تُطلقها هذه الجماعات من وقت لآخر، لإجراء مصالحة مع الشعب أو للتحالف مع القوى السياسية الأخرى، ما هي إلا «فنكوش»، ولا تتسم بالجدية». من جهته، قال الدكتور خالد الزعفراني، القيادي الإخوان السابق، والباحث في الحركات الإسلامية، إن «هذه الأفعال ليست من شيم الرجال، وذلك لن ينتج عنه إلا زيادة الكراهية لهم، وعدم القدرة على الاندماج داخل المجتمع». وأوضح «الزعفراني»، أن «الجماعة، إن لم تقم بالتصالح مع المجتمع وباقي التيارات السياسية الأخرى، وكذلك إن لم تكف عن مناصبة العداء لكل من أيد عزلها، فستظل على حالها، ولن تستطيع الاندماج داخل المجتمع». وأشار إلى أن «جماعة «الإخوان»، لديها إحساس دائمًا بالعلو والتميز، وذلك سيؤدي إلى فقدانها لقطاع كبير من المتعاطفين معهم، والذين ينظرون إليهم أيضًا نظرة دونية، باعتبارهم أفضل منهم في الدين والأخلاق». وفي عام 2004 أطلق «عباس»، مدونة تحمل اسم «الوعي المصري»، وحملت تدويناته انتقادات للحكومة، وفاز بجوائز عديدة منذ 2011 وعلى مدار السنوات الأخيرة من منظمات حقوقية ومؤسسات إعلامية دولية مثل CNN وهيئة الإذاعة البريطانية لكونه من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الشرق الأوسط.