القلم كالجسد, يحتاج بعد الصوم إلى إعادة الشحن, ورمضان شهر التلقى, منذ أول ليلة شرفت بنزول القرآن الكريم, ومن تلك الليلة وحتى كل ليلة, لم يقم الكثيرون منا بمقتضى قوله تعالى"اقرأ" فقلت سأقرأ, واستفزنى الكلام والحديث حول مسلسل يجسد الفاروق رضى الله عنه, فعزمت على إعادة شحن بطاقة فطرة الطفولة, ونقاء الشباب الأولِ... كتب كثيرون منذ عصر التدوين عن عمر, لكن العقاد كان فريدا فى تناوله, كتب عن عبقرية عمر, حتى قلنا والله العقاد كان عبقريا, فأستأذن حضراتكم فى استدعاء أوراق فواحة بالطيب من كتاب"عبقرية عمر"، وهو كتاب من مؤلف عجيب عن شخصية عجيبة, وتمت كتابته فى أحوال عجيبة, بهذا يسحبك العقاد, دون أن تدرى لتدخل تحت سطوة أسلوبه, وتتقزم ملايين المرات أمام قامة عمر. "تم تأليف هذا الكتاب فى أحوال عجيبة, هى أحوال بأس وخطر, فلا غرابة بينها وبين موضوع الكتاب، الذى أدرته عليه, لأننا لا نتكلم عن عمر بن الخطاب, إلا وجدنا أننا على مقربة من اليأس ومن الخطر فى آن". يا نهارًا أبيض رائعًا اشتدت شمسه بشمس القراءة عن الفاروق, وصعب صيامه بالجرى وراء قلم العقاد, يا جماعة السطور القليلة السابقة, تتساقط من فتحات حروفها وضمّاتها, وكسراتها, وفوأصلها, نقاطُ خمرٍ مصفى غير حرام, يزيد الصائمين تعبا واشتياقا ومحبة....قل يا سيدنا: "فالناس قد تعودوا ممن يسمونهم الكتاب المنصفين, أن يحبذوا وينقدوا, وأن يقرنوا بين الثناء والملام, وأن يسترسلوا فى الحسنات بقدر, لينقلبوا من كل حسنة إلى عيب يكافئها, ويشفعوا كل فضيلة بنقيصة تعادلها".. يعنى حتى أيام العقاد, كان بعض الكتاب عائشين دور تنابلة التنوير والتثقيف والتهييس, كل واحد يريد أن يصبح بطلا, بمهاجمة الحق وأهله, والشهرة بابها معروف عنوانه, وعنوان بيتنا (زى زمان,, واللى انت نسيت العنوان) وبيتنا هو مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم.. وقل يا سيدى العقاد: "....(...لم أر عبقريا يفرى فَرِيّه..) كلمة قالها النبى صلى الله عليه وسلم, فى عمر رضى الله عنه, وهى كلمة لا يقولها إلا عظيمُ عظماء, خُلق لسياسة الأمم وقيادة الرجال.... وفيض الرى على يد عمر هو فيض العبقرية التى ينفسح لها الأجل, وتنفسح أمامها منادحُ العمل, ويُؤتى لها من السبق ما لا يُؤتى لغير العبقريين.." رضى الله عن عمر القائل: "إن الاقتصاد فى السُنّة, خيرٌ من الاجتهاد فى الضلالة, فافهموا ما توعظون به, فإن الحريب من حُرب فى دينه" يعنى المسلوب هو الذى يُسلب منه فى دينه. فاللهم لا تقبضنا إليك على غير دينك. كلمة اعتذار للدكتور خالد سعيد. فى مقال سابق انتقدتك نقدا شديدا، وأنا مقتنع بكل أفكارى التى قلتها, ولم أتنازل عنها, لكن بعض كلماتى كان بها إساءة لا أرضاها لك ولا أرضى أن تخرج من حبر قلمى, فأعتذر فسيرة عمر أرعبتني, كل عام أنت بخير. [email protected]