انطلقت قافلة المساعدات الإغاثية والطبية، التي وجه الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بإرسالها بشكل عاجل إلى قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، متوجهة إلى الحدود المصرية الفلسطينية. وتضم القافلة، التي تم إعدادها بالتعاون بين بيت الزكاة والصدقات المصري وإدارة القوافل الطبية والإغاثية بالأزهر، نحو 50 طنًا من المساعدات الغذائية والإنسانية، وسيارتين محملتين بالمواد والمستلزمات الطبية، الخاصة بالطوارئ والعمليات الجراحية. كان الأزهر أدان، أمس الاثنين، بأقسى العبارات، الجرائم الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني، بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واستهدافها المتعمد للمتظاهرين العزل خلال مسيراتهم السلمية، في الذكرى السبعين لنكبة فلسطين وشعبها، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى. وأشاد الأزهر بما يقدمه الشعب الفلسطيني من نضال باسل وتضحيات عظيمة، في سبيل تحرير أرضه، وحماية مقدساته، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، مستنكرًا تقاعس المجتمع الدولي ومؤسساته عن القيام بواجباته، القانونية والأخلاقية، لوقف تلك الجرائم الوحشية. وأعرب الأزهر وشيخه الدكتور أحمد الطيب، عن استنكاره ورفضه الشديد لمضي الإدارة الأمريكية قدمًا في إجراءات نقل سفارتها إلى مدينة القدسالمحتلة، رغم ما لقيه هذا القرار الباطل من رفض دولي واسع، ليأتي الاحتفال بتدشين تلك السفارة المزعومة متزامنا مع الذكرى السبعين لنكبة فلسطين، في تأكيد جديد على أن البعض يفضل الانحياز لمنطق الغطرسة والقوة على حساب قيم العدالة والحق، ما يجعل عالمنا المعاصر أبعد ما يكون عن الاستقرار والسلام. وقال الأزهر إنه يأسف للتشتت العربي والإسلامي الذي شجع بعض الدول على الانسياق وراء القرار الأمريكي، والإعلان عن نقل سفاراتها إلى القدس، ما يمثل تحديًا لمشاعر مليار ونصف مليار مسلم عبر العالم، ممن يرون انتهاك مقدساتهم ومقدسات إخوتهم المسيحيين، والعبث بتاريخها وتهويد معالمها ومحاصرة أهلها، وسط عجز وتخاذل دولي غير مسبوق، والكيل بمكيالين في القرارات الدولية وقوانينها. ودعا الأزهر، كافة الحكومات والشعوب والمؤسسات العربية والإسلامية والعالمية التي تؤمن بقيم العدل والحرية إلى الاضطلاع بواجبها القومي والديني والأخلاقي، تجاه القدسوفلسطين، وتنفيذ ما سبق إصداره من قرارات تجاه الدول التي تقوم بنقل سفاراتها إلى القدسالمحتلة، كما يدعو الشعوب والمؤسسات الأهلية إلى اتخاذ جميع الآليات والأساليب؛ الحضارية والسلمية، للتعبير عن دعمهم لفلسطين وشعبها، وعن رفضهم لمواقف الدول التي انحازت للكيان الصهيوني على حساب الحق العربي الفلسطيني. وشدد الأزهر على تمسكه بعروبة القدس وهويتها الفلسطينية، وعلى مضيه قدمًا في التوعية بقضية القدس وتاريخها العربي التليد، ودعمه لنضال الشعب الفلسطيني الباسل ، من أجل التحرر واستعادة أرضه ومقدساته، مؤكدًا على أن عروبة القدس هي قضية العرب والمسلمين الأولى التي لن تموت أبدًا.