برزت المخاوف من انهيار سد النهضة الإثيوبي، عقب انهيار أحد سدود المياه في مدينة "ناكورو" بكينيا، وسط مخاوف من تكرار نفس المصير، لا سيما في حال امتلاء وعمل السد. ومنذ أيام، انهار سد "سولاي" القريب من مدينة "ناكورو" التي تقع على حوالي 160 كم شمال العاصمة "نيروبي"، في كينيا، حيث استيقظ مواطنو المدينة، على دوي انفجار شديد، تبين أنه ناتج عن انهيار "سد باتيل" الواقع في تلك المنطقة. وأسفر انهيار السد، عن سقوط 48 قتيلًا، كما أفاد تقدير للصليب الأحمر الكيني أن حوالي 500 عائلة قد تضررت من جراء الأمطار الغزيرة بعد جفاف استمر 3 فصول متتالية، كما أغرقت الفيضانات نحو 8500 هكتار من الأراضي الزراعية ونفق نحو 20 ألف رأس ماشية. الدكتور عباس شراقي، رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، قال إن "مخاطر سد النهضة أشد بكثير من المخاطر التي نتجت عن انهيار السد الكيني، ومن ثم لا يجب مقارنة ما حدث هناك بما قد يحدث حال انهيار السد الإثيوبي، مع التأكيد على أن المخاطر موجودة". وفي تصريح إلى "المصريون"، أضاف شراقي، أن "السيول والفيضانات التي وقعت هناك كانت تحمل معها كتل صخرية؛ ولأن تلك المناطق جبلية، مع سرعة المياه فمن الطبيعي عند اصطدامها بمشروع مائي أن ينهار، وهذا ما سيحدث في إثيوبيا، حال حدوث فيضانات، لكن الآثار المترتبة على ذلك خطيرة جدًا". وتابع: "سد كينيا من بناه صاحب إحدى المزارع وهو مبني على غير القواعد الهندسية وبدون قرار وموافقة من الوزارة المختصة، فهو عبارة عن سد أهلي، وليس سد بالمعنى الهندسي المعروف، وبالتالي مقارنته بسد النهضة مستبعد". وأشار إلى أن "إثيوبيا بها فوارق عديدة عن كينا، وهناك العديد من البراكين والصخور المتحللة"، لافتًا إلى أن "مخاطر النهضة كارثية للغاية وستؤدي إلى تشريد الكثيرين وفناء مدن". ورأى أن "مخاطر السد ستكون أقوى على السودان، وستؤدي إلى كوارث لن تتمكن الخرطوم، الخروج منها، لا سيما أن المسافة بينها وبين السد ليست ببعيدة، بينما حال حدوث الكارثة، فستحتاج المياه 7 أيام لتصل مصر، وخلال تلك الفترة يمكن لمصر أن تتخذ بعض الإجراءات التي تجنبها تلك المخاطر العنيفة". وشبه شراقي، الوضع حال انهيار سد النهضة ب "تسونامي اليابان"، وسيخلف نفس الآثار، قائلاً: "مصر تحذر كثيرًا من ذلك لكن دون استجابة". بينما كشف أحمد الشناوي، الخبير في تصميمات السدود، عن أنه من المتوقع انهيار سد النهضة بحلول عام 2022 بعد انتهاء ملئه، على غرار سد كينيا الذي انهار قبل 3 أيام. وأضاف الشناوي، أن "سد سولاي، انهار بسبب عاصفة مطرية، وهو مبني على نفس نوعية وطبقة الفالق الأرضي التي يتم بناء سد النهضة عليها، ما ينبئ بانهيار سد إثيوبيا بعد انتهاء ملئه". وأوضح أن "انهيار سد النهضة سيتسبب تسونامي بارتفاع أمواج يصل إلى 145 مترًا، ما يعني تدمير مصر والسودان، وإبادة أكثر من 80 مليون نسمة هم سكان محافظات نهر النيل". وقال نور أحمد نور، الخبير المائي، إن "كينيا ليست بها سدود كهرباء، ولا يوجد سدود ضخمة على النيل، وبالتالي لا علاقة بين ما حدث في كينيا بسد النهضة"، مشيرًا إلى أنه علاقة بين كينيا ودول حوض النيل. وأضاف ل "المصريون"، أن "سد كينيا صغير، تسببت المياه المحملة بالصخور في انهياره"، متابعًا: "لو أن هناك سيول قوية محملة بالصخور قادمة من ارتفاعات عالية، بالطبع سيؤدي هذا إلى انهيار السد، وهنا تكمن المخاطر، لا سيما إذا تم ملء الخزان ويعمل". الخبير المائي، لفت إلى أن "المخاطر الناجمة عن انهيار سد النهضة، لا تقل قسوة عما حدث جراء تسوماني اليابان، ومن ثم السد يمثل مخاطر جمة".