إن السعادة الحقيقية تأتى من الثقة بالله، وطالما أنك تكن الحب والسلام ونيتك حسنة تجاه الجميع فإنك ستقوم ببناء أسس سعادتك مدى الحياة .. بداخلنا كنوز لا نعرف مقدارها وكيف نتعامل معها .. ولابد أن نعرف اين مفاتيح الكنز ؟. والكذب الشىء الذى يمنع الإنسان من أن يكتشف ذاته، فقد قال الإمام الحسن العسكرى عليه السلام: "جعلت الخبائث كلها فى بيت وجعل مفتاحها الكذب" .فالكذب يفقد الإنسان رؤيته الحقيقية للعالم، ولنفسه، وهو عين الظلام، وهو يشبه إلى حدّ كبير حبس الإنسان نفسه فى زنزانة، وغلق الأبواب لأنه لا يرى الحقائق كما هى. فالإنسان فى البداية يكذب على الناس، ولكنّه كما يكذب عليهم فإنه يكذب قبل ذلك على نفسه، وفى داخله تتغيّر صفة أساسية هى الاستقامة. ولذلك كانت الكذبة الأولى صعبة على الإنسان، فى حين أن الثانية والثالثة تكون أسهل عليه حتى يتعوّد على الكذب تماماً ليسرق نجاح غيره. إن اكتشاف الذات هو الهدف، فلابد للإنسان أن يكتشف نفسه، ويغوص فى داخله، وألا يركّز نظره على ما حوله دائماً، بل عليه أن يرى ما فى داخل نفسه, فانظر أيّها الإنسان إلى نفسك، واكتشف خفاياها، ففيها كنوز عجيبة, ابحث عن الكنز بداخلك الذى حباك الله به، لكن البعض من الناس يعيشون - للأسف- فى سجون أنفسهم الضيّقة، رغم أنهم يعيشون فى هذا العالم الرحب، كنز الإنسان هو العقل البشرى المعجزة الذى يمتلكها كل إنسان يستطيع بها ان ينتج ويبتكر بل و يبدع، وكنز الإنسان هو الرضا والقناعة بما قسم الله له، بداخل كل إنسان مخزون من القوة لا حدود له, فضلاً عن قوة العقل والإبداع وهذا المخزون يستطيع ان يحقق السعادة. كما وهب الله البشر ملكات متباينة وذلك للتكامل والتكافل بينهم فقد ميز الله الإنسان بالعقل المفكر المبدع و أمرة بالعلم. قال تعالى: (اقرأ باسم ربك الأعلى) بالعلم ترتقى الأمم فى الأخلاق، والفكر، وتصل للحقائق التى تعبر بالإنسان إلى أعلى درجات الرقى .. علينا الآن أن نكتشف ما بداخلنا ما الذى نملكه من ملكات فطرية أو مكتسبة. ننبذ الغيرة والحقد ونسرد ما لدينا من أمكانيات ونحاول أن ننميها ونصقلها كى نتميز بها, يؤثر تقديرك لذاتك فى أسلوب حياتك، وطريقة تفكيرك، وفى عملك، وفى مشاعرك نحو الآخرين، وفى نجاحك وإنجاز أهدافك فى الحياة، فمع احترامك وتقديرك لذاتك تزداد الفاعلية والإنتاجية . ومن المهم أن نعرف أننا نستطيع أن نختار الطريق الذى نشعر معه بالثقة، ونستطيع من خلاله أن نعبر عن ذاتنا فعلينا بالصدق اولاً مع انفسنا لنحدد إمكانياتنا ونتأكد أن الله خلقنا درجات سواء فى الذكاء أو التفكير..الخ, فنحن لن نكون صور للآخرين. ابحث عن مواهبك وعززها، لا تقلد الآخرين بل أبرز شخصيتك، لا تسعى لإرضاء الآخرين على حساب ذاتك بل دعهم يقدرون ويحترمون إمكانياتك. الصوت المرتفع يجعلك قريبًا من الحيونات، صوتك المرتفع سيفقدك الكثير من جاذبيتك وجمال روحك .. علينا الآن نقف أمام مرآة ضمائرنا لنرى حقيقتنا لنعدل سلوكنا علينا أن نحول الآمال والطموحات إلى أهداف تصب للهدف الأسمى الذى خلقنا من أجله هو عبادة الله و نيل رضاه بدلا من عبادة المنصب أو الوظيفة فالإنسان يتميز بأخلاقه، حبه للناس، حبه للخير .. بعد بيان الصورة كاملة ووضع الجدول الزمنى للحياة الحقة لتأخذ قرارك للشعور بالمستقبل البعيد .. وفقنا الله جميعًا. [email protected]