جمال سلطان قسمات وجه محمود أبو الليل وزير عدل الحزب الوطني وهو يلقي بيان النتائج كان كافيا لكي يدرك المواطن العادي حجم "الظلام " الذي تستشعره السلطة من فضيحة الجولة الأولى من الانتخابات ، كانت كمية الكآبة والنكد زائدة جدا عن الحد ، كما أن متابعة التناقض بين تصريحات المتحدث باسم وزارة العدل وبين بيان الوزير نفسه خاصة في وجود أو عدم وجود طعون على الانتخابات كان واضحا ، ثم كانت النكتة التي أطلقها المتحدث باسم اللجنة وهي أن الطعون في الانتخابات سوف يتم إحالتها إلى مجلس الشعب للنظر فيها ، طبعا والجميع يعرف بقية المهزلة ، وأنا لا أفهم كيف يحكم البرلمان في واقعة تزوير نتيجة أو إدخال صناديق مجهولة المصدر ، مسخرة ، ما حدث في دائرة الدقي كان فضيحة بكل المقاييس ، ورغم النفي المتكرر من قبل السلطات ولجنة الانتخابات لحدوث تلاعب في إعلان النتيجة إلا أن كل ذلك لم يخفف من حجم الفضيحة ، ولا داعي لحكاية التفاصيل فهي منشورة ، وأظن أن معالي المستشار رئيس لجنة الدقي الذي اتهمه المرشحون علانية وبالفم المليان بأنه مزور ومتورط في التزوير بل وقائد عملية التزوير ، وهي اتهامات تخرق عين الشمس ، أظن أنه مطالب بالدفاع عن كرامته وكرامة المؤسسة التي ينتمي إليها ونعتز بها جميعا ، ولكنه ، مع الأسف ، لم يفعل ، على الأقل حتى الآن ، وأنا أريد من أي جهة قضائية أن تتحقق من مصدر أحد عشر ألف صوت نطق بها رئيس اللجنة ، من أين أتت بعد الواحدة ليلا وبعد أن كانت الوزيرة لا تملك حسب الفرز المعلن سوى ألفي صوت ، لا بد من التحفظ على الصناديق ولا بد من إعادة الفرز ، وأظن أن في قضائنا من الآليات والشرفاء ما يمكنه من محاصرة الجريمة ومنع مرورها ، ما حدث في الدقي تكرر في أكثر من مكان ، كما كانت البلطجة أو شراء ذمم البعض داخل اللجان وخارجها قصة متكررة في شكاوى المرشحين والمراقبين وحتى الصحفيين ، ما حدث في الانتخابات لا يبشر بخير أبدا لمستقبل مصر ، بل هو محبط لمعظم القوى السياسية التي تكافح من أجل أن تتاح لها فرصة الوجود المشروع بالسبل المشروعة في الخريطة السياسية ، للمشاركة فعليا في صنع مستقبل بلادهم ، ولذلك فإن النظر في إمكانية صدور قرار جماعي من قوى المعارضة بما فيها الإخوان المسلمين بمقاطعة هذه المهزلة إذا استمرت هذه المهازل في جولة الإعادة الأولى ، أظن أنها ستكون الورقة الحاسمة والرائعة التي ترد بها على المزورين وطيور الظلام التي تريد أن تظل بلادنا مستباحة ومهانة ومستذلة في الداخل والخارج ، مقاطعة الانتخابات في هذه الحالة ستكون هي الخيار السياسي العاقل الوحيد الذي يمكن للمعارضة أن تربح به المواجهة ، وسيكون الشعار الجماعي حينها : قاطعوهم تهزموهم ، ولا تسمحوا لهم بأن يستكملوا تلك المسرحية الكريهة . [email protected]