ليس من الضروري حقا أن تسير كافة وسائل الإعلام في طريق واحد وأن تتغنى جميعها نغمة واحدة، فالمسألة ليست كالزي المدرسي لا بد وأن يكون موحد بين كافة الطلبة، فمن المفترض -على الأقل- ألا تصتبغ إذاعة كإذاعة القرآن الكريم بصبغة سياسية وألا يتم تلوينها كما يريد قادة البلد. واتساءل ما الذي يريده من وضع تلك الإذاعة في زيها الجديد؟ هل أشار عليه عقله الألمعي أن تلك السياسة سوف تؤدي إلى زيادة التأثير على الجماهير وتوجيه كافة المصريين إلى هدف واحد يريده حكام البلد.. شيء سخيف.. فهناك مئات القنوات والإذاعات التي يمكن من خلالها تحقيق هذا الهدف، ولكن اقحام إذاعة لها تاريخها وثقلها ومكانتها في قلوب متابعيها فهو بالطبع شيء غير مقبول. وحديثي عن إذاعة القرآن الكريم تحديدا يرجع لذكريات تعود لنعومة أظافري ومن كان من جيلي أو الأجيال السابقة لنا فكنا نغادر ساعات النوم باستقبال آذاننا لما يحمله الأثير من بديع آيات الذكر الحكيم بأصوات مصرية رائعة تجعل بداية النهار يحمل معاني كثيرة مرتبطة بالتوكل على الله سبحانه وتعالى وحبه وطاعته، ولأن الاستماع إلى تلك الإذاعة تقليد أسري لدي فكنا نردد تواشيحها وبدايات برامجها دون كلل أو ملل بعد أن حفظناها عن ظهر قلب، وعلى صغر سننا كنا كمثال نحرص حرصا شديدا على الانصات لبريد الإسلام. وحقا أقول إن تغير سياسة تلك الإذاعة الفريدة لا يلائمها بالمرة، فمن المفترض انها تتحدث في ثوابت دينية لا تتغير ولا تتبدل.. في أصول دين قائمة ومعروفة لا تحتمل التغيير ولا التلوين، أما دخولها في مجال ليس لها ولا من تخصصها فهذا لا يصح .... أتعجب!! لماذا تم اقحام تلك الاذاعة في معترك الحياة السياسية وتلوينها بألوان النفاق السياسي بشكل فظ من خلال حث الشيوخ على توجيه الناس للمشاركة في الانتخابات من عدمه.! ولنا أن نتصور أن أحد مذيعي إذاعة القرآن الكريم يسأل الشيخ حول عدم المشاركة في الانتخابات وإصراره على إنطاق الشيخ بأن من لم ينتخب يكون آثم؟! وببساطة دعونا نتمسك بالنغمة التي كانت تُردد بشكل دائم من قبل غالبية الإعلاميين والسياسيين "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين"، ليت القائمين على إذاعة القرآن الكريم يعودون بها إلى سابق عهدها بلا نشرات أخبار ولا برامج سياسية ولا توجيهات عامة، وألا فقدت رونقها ولونها وبالطبع مصداقيتها وأخيراً جمهورها. والله الموفق [email protected]