انتقادات عديدة طالت إذاعة القرآن الكريم خلال الفترة الماضية، وصلت إلى حد قيام عدد كبير من مستمعيها إلى إرسال شكاوى بريدية وتليفونية لرئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون والإذاعة، بسبب قيام بعض المذيعين بالقرآن الكريم بإدخال الدين فى السياسة مثل توجيه الناس إلى الانضمام لمليونيات الإخوان، وعدم الإنصات لأصوات المعارضة، وأيضا طاعة الحاكم فى كل ما يقول ويفعل حتى لو كان خاطئا، مما يعد خروجا على المهنية والحيادية. عادل مصطفى رئيس الإذاعة أكد أن إذاعة القرآن الكريم ستظل تابعة للإذاعة المصرية، وأنه إذا كان هناك خروج على المهنية والحيادية صدر عن بعض المذيعين فى الفترة الأخيرة، فلا يعنى ذلك أن المحطة غيرت توجهها بالكامل، وأصبحت تتحدث بلسان فصيل سياسى أو تنتمى لتيار معين، وإنما ستتم معالجة كل هذه التجاوزات خلال اليومين المقبلين، حتى تعود الإذاعة إلى مسارها الطبيعى، وأضاف: تلقيت بالفعل شكاوى كثيرة من المستعمين وعددا من العاملين بالقرآن الكريم ضد انحياز بعض المذيعين للتيار الدينى بشكل مبالغ فيه، مما دفعنى إلى التنبيه على رئيس الشبكة، مخاطبة الجميع الالتزام بالمهنية والحيادية وفقا لتعليمات رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وأن من يخالف ذلك يتم رفعه من على الهواء وإحالته للتحقيق فورا . وفيما يخص دعوات الكثيرين من المستمعين والعاملين بالشبكة بضم القرآن الكريم للأزهر الشريف، أحب أن أوضح أن الأزهر يعتبر قاسما مشتركا فى عمل الإذاعة وهو من يقوم بترشيح علماء الدين للحديث فى برامج الإذاعة وقنوات الاتصال مفتوحة معه باستمرار فى كل ما يتعلق بأمور الدين. أما محمد عويضة رئيس إذاعة القرآن الكريم فدافع عن المحطة قائلا: ما يثار حول أداء الإذاعة خلال الفترة الماضية بأنها أصبحت تتحدث بلسان جماعة الإخوان المسلمين وتنتقد كل ما تفعله المعارضة، وأن هناك بعض المذيعين أدخلوا الدين فى السياسة لصالح فصيل معين غير صحيح، حيث مازالت الإذاعة تعمل فى إطار الوسطية والحيادية، وأننا نرجع إلى الأزهر الشريف دائما فى كل ما يتعلق بأمور الدين، حتى إنه المسئول الأول عن ترشيح العلماء الذين تتم استضافتهم فى برامج الإذاعة، وأنه إذا كان هناك بعض المذيعين من العاملين بالقرآن الكريم لهم آراء وتوجهات سياسية تجاه فصيل معين، فهذا حقهم الشخصى ولا أتدخل فيه وغير مسئول عنهم، لأنه يتم خارج أثير الإذاعة وليس كما يزعم البعض بأنه يتم فى البرامج التى يقدمونها. محمود خليل مدير عام إذاعة القرآن الكريم وأحد المذيعين الذين يشار إليهم بانحيازه لجماعة الإخوان المسلمين قال: جميع البرامج التى قدمتها على مدار ثلاثين عاما ترسخ الفكر الدينى ومقاصد الشريعة ومعالم الحضارة الإسلامية، ومازلت أنشر هذه القيم فى برامجى حتى الآن، وأحيانا تتلاقى أو تتطابق رسالة إذاعة القرآن الكريم مع فصيل من التيارات فى جزئية ما أو مفهوم معين، وذلك لا يعنى أن إذاعة القرأن الكريم أصبحت تنطق باسم هذا التيار، وأضاف: لدى مفهوم دائما أردده بين زملائى بأن إذاعة القرآن الكريم كانت وستظل بمثابة الإمام الذى يقف خلفه جميع المصلين، وإذا كانت قد وصلت رسالة أو رأى من شخص ما لمسئول باتحاد الإذاعة والتليفزيون تفيد بأن هناك توجها للإذاعة، فإن هذا يعد خللا واضحا فى موازين التقييم، وأشار: نحن فى إذاعة القرآن على مستوى عال من المهنية والحرفية أكاديميا ومهاريا بما يضارع أى وسيلة إعلام فى أى مكان ، وتمتاز بأنها تضم أكبر عدد من حملة الدكتوراة والماجستير، ومن يقول بأن بها عددا من المذيعين خرجوا على المهنية وانحازوا لفصيل دينى أو سياسى، أقول له على أى أساس أصدرت هذا التقييم وما المعايير التى استخدمتها فى ذلك؟