كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، عن العقل المدبر وراء إتمام صفقة الغاز الإسرائيلي مع مصر، موضحة أنه القيادي اليهودي الأمريكي، مالكولم هونلاين، كان يتمم الصفقة من خلف الكواليس، باعتباره أحد أعضاء مجلس إدارة شركة "ديلك دريلينج" للطاقة، وهو ما أماط عنه اللِّثامَ في مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية، الذي عقد تحت اسم "الغاز طريق السلام للشرق الأوسط"، رغم حرص الأخير وشركته على عدم ذكر اسمها أثناء التعاقد. وأشارت الصحيفة، في تقريرها، إلى أن قبل أقل من أسبوعين من إعلان شركة "ديلك دريلينج"، إحدى الشركات التابعة لمجموعة "ديلك" الإسرائيلية العملاقة للطاقة، عن صفقة بقيمة 15 مليار دولار لضخ الغاز الطبيعي إلى مصر، قال "هونلاين" نائب رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية: "يمكنك أن تنتقد وتستطيع أن تدافع من أجل حقوق الإنسان وأن تفعل كل هذه الأشياء"، لكن "في الوقت نفسه، عليك أن تدرك الحقائق والمصاعب". ولفتت الصحيفة إلى أن "هونلاين" لم يتحدث إلى الصحيفة بصفته أحد أعضاء مجلس إدارة شركة "ديلك" فبدلاً من ذلك، تحدث عن دوره الأكثر مألوفًا: كقائد بارز لإحدى جماعات الدفاع عن السياسة الخارجية والداخلية الأقوى في المجتمع اليهودي الأمريكي". وباعتباره رئيسًا لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى، غير الهادفة للربح، فقد مثل "هونلاين" يهودًا أمريكيين في اجتماعات مع أعلى مستويات القيادة السياسية الإسرائيلية والعربية والأمريكية على مدى عقود. ونوه التقرير بأن في هذه الاجتماعات رفيعة المستوى، تحدث "هونلاين" باسم أكثر من 50 من الجماعات اليهودية وعن الملايين من الأعضاء في المسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية، مشيرًا إلى أن مقعده في مجلس إدارة شركة "ديلك"، الذي يشغله منذ يونيو عام 2017، بيد أنه لم يكن معروفًا سوى لرئيس "مؤتمر الرؤساء"، ستيفن جرينبرج. وفي الأشهر الأخيرة، حرص "هونلاين" والمنظمة على التزام السرية في القضايا التي تتعلق بمصالح شركة "ديلك"، فالاتفاق كان يتضمن عدم ذكر اسم "هونلاين" في أي صفقة متعلقة بشركة "ديلك". وفي السياق ذاته، قال أندرو ميلر، الذي عمل في مجلس الأمن القومي خلال فترة رئاسة باراك أوباما كمدير للقضايا العسكرية في مصر وإسرائيل، وهو الآن نائب مدير السياسة في مشروع الشرق الأوسط: إن "مالكولم يدعم مصر منذ أكثر من أربع سنوات"، مضيفًا أن "الحكومة الإسرائيلية تولى أولوية عالية لعلاقتها مع مصر، وهى فعالة للغاية في تعبئة المجتمع اليهودي الأمريكي لتعزيز تواصلهم". وزعمت الصحيفة أن دعم "هونلاين" للحكومة الحالية استمر منذ انضمامه إلى مجلس إدارة "ديلك" في يونيو 2017، حتى مع ازدياد حملة القمع ضد المعارضين السياسيين، اقترح "هونلاين" في مطلع فبراير، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أنه على الولاياتالمتحدة أن تتجاهل انتهاكات مبادئ حقوق الإنسان المزعومة في مصر وأن تواصل بناء روابط قوية مع البلد. ووفقًا لأحد الأشخاص المطلعين على المسألة -الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنهم غير مصرح لهم بالتحدث علنًا- أكد أن "هونلاين" لم يكن مشاركًا شخصيًا في التفاوض على صفقة الغاز مع شركتي "ديلك" و"نوبل" مع الشركة المصرية، التي تدعى "دولفينوس".