كفانا فرقة، كفانا تناحر واختلاف، نحتاج إلى توحيد الصف وطى صفحة الماضى، نريد أن نعلو فوق كل الأحقاد، نحتاج إلى مصالحة شاملة، مصالحة ليست بالكلمات بل بالأفعال، انظروا إلى تجربة جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا كان فردًا وليس جماعة أو حزبًا واستطاع بمفرده أن يعقد مصالحة بين البيض والسود بعد "الأبارتيد" أكبر عملية فصل عنصرى فى تاريخ القارة السمراء، البيض الذين كانوا يعتبرون السود عبيدًا لهم ومن ضمن ممتلكاتهم وكانوا يستحوذون على كل شىء أراضٍ وعقارات ومزارع، بل كان السود أصحاب الأرض الأصليين يعملون لدى البيض بما يسد رمقهم، لم يفكر مانديلا عندما أصبح رئيسًا للبلاد فى أول انتخابات حرة ونزيهة فى جنوب إفريقيا تمامًا مثل مصر أن ينتقم من سجانيه، ولم ينتقم من أحد، فكيف بمن هو أخلاقه الإسلام ننتظر من الرئيس المنتخب أن يفتح قلبه وصدره وذراعيه لخصومه وألا يصفى حساباته؛ لأنه أصبح رئيسًا لكل المصريين الإخوانى والسلفى والليبرالى والاشتراكى الثورى وغير الثورى، لنترفع عن كل الأحقاد، لنصفى النفوس، لنزرع الأمل والعمل والحلم والنهضة، المنصب ليس تشريفًا بل تكليفًا، أمانة ثقيلة تنوء بحملها الجبال، سياسة لم الشمل هى التى ستبنى مصر، أما تقسيمها إلى إخوان وغيرهم وتفضيل الإخوان على غيرهم وزرعهم فى كل مناصب الدولة فهذا بحق هو العودة إلى الوراء، وإعادة إنتاج النظام القديم، وإحياء للحزب الوطنى المنحل، فلنستفد من دروس الماضى، ولتعلم يا سيادة الرئيس أن الكرسى زائل والمناصب لا تدوم، والأبقى هو الوطن، لم أكن يومًا معك ولكن حكمت بينى وبينك صندوق الانتخابات مثل كثير من المصريين، وارتضيت بالنتيجة بالرغم من تحفظى على الممارسات الخاطئة التى انتهجتها الجماعة وحزب الحرية قبيل إعلان النتيجة، ولكنك الآن رئيس البلاد وتجلس على كرسى أكبر دولة عربية، دولة غيرت خريطة الشرق الأوسط بماضيها وحضارتها وثورتها، فلتحصنها بالعدل والدستور والقانون، ولتملأ جنباتها بالإيمان لتؤسس لدولة العلم والإيمان، لا تدخل فى معارك جانبية ضد القضاء، قضية حل مجلس الشعب وعودته لصالح الجماعة وحزبها يضرب دولة الدستور والقانون فى مقتل، دعك من بطانة السوء، نفذ وعودك، اخلع عباءة الإخوان، وارتدِ حلة الوطن، فثوب مصر أبهى وأجمل ويسع الجميع، تذكر مقولة عمر بن الخطاب "لو أن دابة تعثرت بنهر الفرات، أخشى أن يسأل عنها عمر" فما بالك بأكثر من 90 مليون مواطن مصرى، الفقير والجائع والمريض، كلهم فى رقبتك ستسأل عنهم يوم القيامة فى النهاية، أذكرك بمقولة الشيخ الشعراوى التى قالها للمخلوع ولم يفهمها فأصابه ما أصابه "إن كنت قدرنا فليعنا الله عليك، وإن كنا قدرك فليعنك الله على أن تتحمل"، وأقوال للثوار أيضًا كلمة الشيخ الشعراوى الخالدة "الثائر الحق هو الذى يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبنى الأمجاد"، فلنهدأ لنبنى مصر الجديدة ولنعطى الرئيس الجديد وقته وفرصته، ولا نتصيد له الأخطاء لأن نجاحه نجاحًا لمصر، ولا قدر الله فشله على حساب مصر، وخصمًا من رصيدها، فأيهما نختار؟ [email protected]