أثار إعلان مجموعة من الأحزاب والقوى السياسية تشكيل تيار سياسى جديد تحت مسمى "التيار الثالث" حالة من الجدل على الساحة السياسية فى مصر، فالبعض يتساءل عن أسباب نشأة هذا التيار، والهدف منه وكيفية اكتسابه الشعبية فى الشارع المصرى وسط الشعبية الجارفة لقوى الإسلام السياسى التى ما تزال حتى الآن صاحبة الشعبية الأولى فى الشارع المصرى. تشكل من أحزاب التحالف الشعبى الاشتراكى والعدل والكرامة ومصر الحرية والمصرى الديمقراطى الاجتماعى والجمعية الوطنية للتغيير "التيار الثالث" ليكون من وجهة نظرها داعمًا للدولة المدنية فى مواجهة الدولة الدينية أو العسكرية، ويهدفون إلى العمل على تشكيل ائتلاف انتخابى موسع للأحزاب المتحالفة فى التيار الثالث للحصول على الأغلبية فى أى انتخابات قادمة سواء كانت انتخابات برلمانية جديدة أو حتى انتخابات المحليات. وقد أكد كثير من الخبراء والسياسيين أن "التيار الثالث" لن يستطيع منافسة قوى الإسلام السياسى فى الشارع المصرى، والتى تتمثل فى جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة، والتيار السلفى وذراعه السياسية المتمثل فى حزب النور، والجماعة الإسلامية وذراعها السياسية حزب البناء والتنمية وحزب الأصالة السلفى. وجميع هذه القوى السياسية الإسلامية وأحزابها السياسية تتمتع بشعبية جارفة فى الشارع المصرى وفى القرى والنجوع والمراكز وجميع محافظات مصر، والدليل على ذلك أنها حصدت معظم المقاعد البرلمانية. وأشار المحللون إلى أن الأحزاب والقوى السياسية المتحالفة فى "التيار الثالث" لم تحصل على مقاعد برلمانية فى الانتخابات البرلمانية الماضية، علاوة على ذلك تفتقد إلى الوجود الشعبى فى الشارع المصرى، والكل ينتظر الآن من هذا التيار الجديد إثبات وجوده فى الشارع المصرى. وفى إطار ذلك استطلعت "المصريون" آراء المحللين والسياسيين للوقوف على أسباب نشأة التيار الثالث والقوى المتحالفة فى هذا التيار والهدف منه ومدى قدرته على جذب الشعبية فى الشارع المصرى. عبد الغفار شكر: التيار الثالث دعم للدولة المدنية وسيشكل ائتلافًا قويًا فى الانتخابات القادمة فى البداية أكد عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، أن التيار الثالث يتكون من عدة أحزاب سياسية وهيئات شعبية ومنظمات مجتمع مدنى، ويأتى على رأس الأحزاب المتحالفة فى التيار الثالث أحزاب "المصرى الديمقراطى والتحالف الشعبى الاشتراكى ومصر الحرية والعدل والكرامة والجمعية الوطنية للتغيير". وأشار شكر إلى أن الهدف من التيار الثالث هو دعم الدولة المدنية فى مواجهة الدولة الدينية أو العسكرية، وتشكيل ائتلاف انتخابى قوى للانتخابات القادمة سواء كانت انتخابات مجلس شعب جديد بعد حل البرلمان وإعداد الدستور أو انتخابات مجالس محلية قادمة. وأضاف رئيس التحالف الاشتراكى أن أعضاء التيار الثالث اكتفوا بإصدار البيان التأسيسى للتيار، وسيكون هناك تطورات مستقبلية فى مسيرة التيار الثالث خلال الفترة القادمة. ونوه شكر إلى أن التيار الثالث يضم العديد من الشخصيات العامة على رأسهم النائب مصطفى الجندى عضو مجلس الشعب المنحل، والنائب السابق علاء عبد المنعم، والدكتور عبد الجليل مصطفى القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير. د.عادل عفيفي: التيار الثالث ليس له وجود فى الشارع المصرى والإعلان عنه إعلامى بحت على سياق آخر، أكد الدكتور عادل عفيفى، رئيس حزب الأصالة، أن حزب الأصالة يدعم التيار الثالث فى مواجهة الدولة العسكرية ودعم الدولة المدنية. وأشار عفيفى إلى أن الشريعة الإسلامية هى خط أحمر لأى تيار سياسى، وأن التيار الثالث ليس له وجود فى الشارع المصرى حتى الآن، وأن الغرض من الإعلان عنه هو إعلامى بحت. وأضاف رئيس حزب الأصالة أن هذا التيار لن يستطيع ملء الفراغ فى الشارع المصرى الذى يتحدثون عنه. طارق سباق: على التيار الثالث أن يثبت وجوده فى الشارع المصرى من زاوية أخرى، أكد طارق سباق، نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشعب المنحل، أن الساحة السياسية مفتوحة للجميع فى أن يقوموا بخدمة الشارع المصرى. وأشار سباق إلى أنه من المهم جدًا أن يثبت التيار الثالث لجميع القوى والتيارات السياسية أنه موجود فى الشارع المصرى وله شعبية كبيرة يستطيع من خلالها المشاركة فى العمل السياسى. محمد رؤوف غنيم: التيار الثالث يعبر عن أهداف الثورة وسيعمل على خلق قواعد شعبية له فى الشارع المصرى من منطلق آخر، أكد محمد رؤوف غنيم، عضو مجموعة التحرك فى التيار الثالث، أن الهدف من التيار الثالث هو خلق تيار سياسى قوى يقود المعارك الانتخابية القادمة، سواء كانت انتخابات مجلس شعب جديد أو مجالس محلية، ويكون هذا التيار صمام أمان للدفاع عن الدولة المدنية. وأشار غنيم إلى أن جميع الأحزاب المتحالفة فى التيار الثالث تتبنى أهداف الثورة المصرية التى انطلقت فى 25 يناير وأطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك. وأضاف عضو التيار الثالث أنه يوجد فى مصر قوى سياسية تمثل الإسلام السياسى، وقوى سياسية أخرى تمثل النظام السابق، وأن التيار الثالث تم إنشاؤه للتعبير عن مدنية الدولة المصرية وتبنى أهداف الثورة بعيدًا عن الدولة الدينية أو العسكرية. وأوضح غنيم أن الأحزاب المتحالفة فى التيار الثالث فى اجتماعات مستمرة من أجل دعم هذا التيار، والوقوف على أهداف موحدة للتيار الثالث، مع العمل على كيفية جذب الشارع المصرى لهذا التيار الجديد. ونوه غنيم بأن من أهم القوى الوطنية المشكلة للتيار الثالث: هم أعضاء حملة حمدين صباحى المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، وأعضاء حزب الدستور، وأعضاء حملة الدكتور محمد البرادعى. عبد المنعم إمام: التيار الثالث هو أشبه بمفهوم الطريق الثالث فى الدول الغربية أكد عبد المنعم إمام، وكيل مؤسسى حزب العدل، أن حزب العدل من ضمن الأحزاب المتحالفة فى التيار الثالث، وأن فكرة التيار تأتى من خلق تحالف انتخابى مشترك بين أكبر عدد ممكن من التيارات والقوى السياسية فى مصر. وأشار إمام إلى أن التيار الثالث مفهوم سياسى له تاريخ موجود فى عدة دول، فهو مشتق من الطريق الثالث فى الدول الغربية والذى كان يعبر عن الأيديولوجية الوسطية بين الشيوعية والليبرالية. ونوه عضو حزب العدل بأن جميع الأحزاب المتحالفة فى التيار الثالث رفضت الاستقطاب السياسى من العديد من التيارات السياسية واختارت لنفسها أيديولوجية ومنهج خاص بها وهو التيار الثالث. وشدد إمام على أن نتائج الانتخابات الماضية سواء كانت انتخابات مجلس الشعب المنحل أو مجلس الشورى لم تكن مرضية للجميع بسبب استحواذ القوى الإسلامية على أغلبية المقاعد البرلمانية. وائل نوارة: الأحزاب المتحالفة فى التيار الثالث قد دخل معظمها الانتخابات البرلمانية ولم تحصل على أى مقاعد برلمانية من جهة أخرى، أكد وائل نوارة، المنسق السابق لحزب الجبهة الديمقراطية، أن الأحزاب المتحالفة فى التيار الثالث قد دخلت معظمها الانتخابات البرلمانية ولم تحصل على أى مقاعد برلمانية. وأشار نوارة إلى أن الأحزاب المتحالفة فى التيار الثالث غير مستوعبة لمعنى مفهوم التيار الثالث، وأن هذا التيار الثالث الذى تم الإعلان عنه لا يعبر عن المستقبل المصرى؛ لأنه عبارة عن تيار تحالفات انتخابية فقط. وأضاف المنسق السابق للجبهة الديمقراطية أن التيار الثالث لن يستطيع ملء الفراغ فى الشارع المصرى، لأنه حتى الآن هناك تيار غير منظم فى الشارع المصرى لم يجد أى قوى سياسية تعبر عنه. وهذا التيار غير المنظم يتمثل فى 25 مليون مواطن امتنعوا عن التصويت فى الانتخابات الرئاسية المصرية، والتى جاءت بالدكتور محمد مرسى رئيسًا لجمهورية مصر العربية