يصرخ الإله "مونتو" إله الحرب فى مصر الفرعونية، بأعلى صوته لنصرة معبده فى حربه ضد البقاء، بعد أن هاجمه الإعياء من التجاهل، وأصبح ضعيفًا منكسرًا لا يقوى على الصمود كما كان، فقد أنهكت أحجاره المياه الجوفية القابع بها، بالإضافة إلى انتشار العشوائيات حوله، وعدم تمهيد الطرق لزيارته، وتوقف أعمال البعثات الكشفية عن ماضيه الزاهر منذ أربعينيات القرن الماضي. "المصريون" زارت معبد مونتو الإله الصقر الذى يقع فى قرية المدامود على بعد 8 كيلومترات شرق مدينة الأقصر، حيث ظهر كمحارب قد خرت قواه بعد معركة طويلة انتصر فيها على تعاقب العصور وأعيته عدم مبالاة أهله بالحفاظ على تاريخهم من الزوال. المعبد الذى يرجع أول بناء له لعهد سنوسرت الثالث؛ حيث كان مكانًا للاحتفال بعيد الحب عند الفراعنة آنذاك، ولعبادة الإله "مونتو"، أعيد استخدامه فى العهد البطلمى والتى يرجع له معظم بنائه الحالي، ومع امتزاج العديد من التماثيل الخاصة بسنوسرت الثالث ولوحات جرانيتية، مع الحضارة البطلمية، جعلت معبد المدامود أحد أجمل معابد الأقصر، فى جميع أرجائها المليئة بالمعابد. وتبلغ مساحة المعبد 6115 م2، ويبلغ طول المسار الواصل إليه 900 متر، وتريد "الآثار" عمل تعديل جديد على المسار بطول 140 مترًا، بالإضافة إلى إزالة بعض المنازل السكنية والتى تبلغ مساحتها 685م2، بخلاف الاستحواذ على مساحة 450 م2 من الأراضى الزراعية. ويبدأ المعبد بالمرسى الخاص بالسفن ثم يليه طريق الكباش الذى من المحتمل أن يكون واصلا بمعبد الإله مونتو بالكرنك، ثم البوابة الرئيسية وتدعى بوابة "تبيريوس"، والتى بناها الإمبراطور الرومانى "بتريوس" وقد بنيت بالأحجار القديمة للمعبد، حيث وُجدت بها أحجار منقوش عليها اسما "سنوسرت الأول ورمسيس الثاني" ثم فناء للاحتفالات، وصالة أعمدة كبرى بناها "أنتيوس بيوس". كما يوجد به تمثالان ناقصان للملكين سنوسرت الثانى وسنوسرت الثالث، وأيضًا بعض المناظر للملك "بطليموس السادس" وهو يتعبد للإله "حابى" إله النيل، ويلاحظ فى الأعمدة أنها تمثل زهرة اللوتس المقفولة والمفتوحة، ثم بوابة أخرى بناها الملك "أمنحوتب الثاني" والموجودة داخل المعبد البطلمي، ثم قدس الأقداس فى آخر المعبد، يخلفها منطقة المخازن وحجرات الخدمة اليومية. الأهالى استخدموا حجارة المعبد خلال العصور المتعاقبة لتشييد منازلهم، ما أدى إلى انتشار العشوائيات حوله، بخلاف ارتفاع منسوب المياه الجوفية، والتى ساعد عليها عدم وجود صرف صحى بقرية المدامود التى تضم المعبد بين جنبيها، ما أدى إلى زيادة الرطوبة والملوحة، بخلاف هجره من قبل الجميع حتى البعثات الكشفية عن الآثار منذ عام 1942. وكان وزير الآثار خالد العناني، قد تفقد المعبد فى الأول من إبريل لعام 2017، حيث طالب خلالها بتوفير تمويل لسحب المياه الجوفية، وإنشاء صرف صحي. كما ناشد البعثات الأجنبية للعمل على تدريب العاملين بالمناطق الأثرية، وعمل لوحات إرشادية، ولكن كل هذا لم ينتج عنه أى تغيير على المعبد الذى ظل كما هو بين الإهمال والهجر، وعبث الأطفال، ومأوى للكلاب والماشية، ما يجعله عرضة للسرقة.