يعقد أكثر المصريين آمالهم على الرئيس الدكتور (محمد مرسي) لتحقيق نهضتهم، والانتقال بهم من التخلف إلى التقدم، ومن الضعف إلى القوة، ومن الذلة والمهانة إلى العزة والكرامة، ومن الشدة والبأساء إلى اليسر والرخاء. ولكن!!! ولكن الرئيس (محمد مرسي) لا يملك وحده مفتاح هذه النهضة!! وإنما تتحقق هذه الآمال، وتقوم تلك النهضة، ب: ((معادلة)) الملك العادل، رافع راية التوحيد، الذي مَلَّكَه الله تعالى ما بين المشرق والمغرب، (ذي القرنين). وقد وردت مفردات تلك المعادلة في سورة الكهف كما يلي: 1- عون الرب العلي القادر. 2- قوة الأمة، صاحبة العزيمة الصادقة، والإرادة القوية، في تغيير أوضاعها السيئة، ورغبتها الجامحة في الانتقال إلى الأحسن والأفضل. 3- استغلال الطاقات، واستخدام الإمكانات، والاستفادة من الموارد المتاحة. 4- إدارة الملك العادل والقائد الحكيم. 5- إرجاع الفضل أولاً وآخراً إلى الله تعالى برحمته وتوفيقه. واقرءوا إن شئتم تلك الآيات الكريمات: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)} [الكهف: 93 - 98]. مثلنا ومثل الرئيس والوطن: إن مثلنا ومثل الرئيس الدكتور (محمد مرسي) والوطن، كأصحاب سفينة: يبحرون بها في بحر لجي عميق، متلاطم الأمواج، وسط ريح عاصف... يبحثون عن لقمة عيشهم، ويطلبون رزقهم.. راجين بعد ذلك الوصول إلى بر الأمان وشاطئ النجاة. وقائد السفينة: ممسك بدفتها، يوجهها نحو المسار الصحيح، برؤيته الثاقبة، وبصيرته النافذة، مستعينا بربه، راجيا منه السداد والهداية إلى سواء السبيل. وعمال السفينة وأفراد طاقمها: بعضهم: يقومون بمهماتهم في صيانة آلات السفينة ومحركاتها والحفاظ عليها من التلف أو الفساد، في يقظة وانتباه. والبعض الآخر: يمسكون بالشِّبِاك في مهارة وخبرة، يقذفون بها في عمق البحر، ينتظرون فضل ربهم ورزقه. والحقيقة تقول: إنه: لن تنجو سفينة من غير قائد حكيم.. ولن تأتي الأرزاق قوما لا يملكون الشِّبَاك، أو لا يَرمون بها حيث يجب أن تكون، تحصيلا لما يرجون. إننا نستطيع الوصول إلى النهضة والحضارة ب: 1- عون الله تعالى وتوفيقه. 2- قوة الأمة ونشاطها وهمتها العالية. 3- استغلالنا للمتاح بين أيدينا من الإمكانات مهما كانت ضئيلة أو متواضعة. 4- حكمة الرئيس وإخلاصه. 5- الإقرار والاعتراف لله تعالى بالفضل والمنة والنعمة وحده لا شريك له. وقد صدق ربي سبحانه إذْ قال: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة: 105]. فاللهم خذ بناصية عبدك (محمد مرسي) إلى الحق والخير، ودُلَّهُ عليهما، واهده إليهما، وألهمه رشده، وَقِهِ شر نفسه، وارزقه الهداية إلى ما تحبه وترضاه. اللهم واجعلنا معه جندا للحق، وحراسا له، واستعملنا في إقامة حضارة أمتنا، واستخدمنا في رفع راية نهضتها، ولا تفجعنا في بلدنا، يا ذا الجلال والإكرام. تعليق: كتبت إحدى الفضليات تعليقا على هذه المقالة جاء فيه: هناك من يتربص بسفينتكم، ويريد أن يأخذها غصبا، لذلك قد يضطر الحكيم لاستعمال الحيل حتى يُفلت من المغتصب، فسفينة مخروقة خير من لا سفينة!! لذلك وجب علينا أن نتريث وألا نصدر أحكاما على عباد الله الصالحين حتى تتضح لنا الصورة جلية، الله أعلم.