أصبح من المضمون مسبقا فوز السيسي والسلطات أثبتت ولائها باعتقال عنان اعتقال رئيس الأركان جاء بعد يومين من زيارة نائب ترامب للقاهرة الشارع المصري غير مبال بالانتخابات والحديث عن نظام ديكتاتوري مقنع بستار الديمقراطية انتخابات 28 مارس ستبدو كاستفتاء يعبر فيه الشعب عن ثقته بالسيسي وليس معركة اقتراعية تحت عنوان: "مهزلة الانتخابات في مصر"، قال موقع "نيوز وان" الإخباري العبري إن "معركة السباق على الكرسي الرئاسي في مصر تحولت إلى مهزلة أصبح من المضمون فيها مسبقًا فوز عبدالفتاح السيسي بولاية ثانية، في الوقت الذي ألقت فيها السلطات المصرية القبض على رئيس الأركان الأسبق سامي عنان والذي أعلن عن نيته خوض السجال". وأضاف: "بإلقائها القبض على سامي عنان، أثبتت السلطات المصرية ولائها وثقتها في الرئيس السيسي، والرجل أدلى مؤخرًا بتصريح هام تطرق من خلاله لمعركة الانتخابات المتوقعة في نهاية مارس القادم، إذ أعلن أنه سيمنع أي فاسد من الاقتراب من كرسي الرئاسة". وأشار إلى أن "السيسي يعرف جيدًا ماذا يقول، وبعد فترة قصيرة من تصريحه هذا ألقي القبض على رئيس الأركان الأسبق الذي كان قد أعلن خوضه السباق ضد الرئيس الحالي للبلاد". وواصل: "رغم كونه ضابطًا بارزًا ورئيسًا في الماضي لمنظومة عسكرية حتى إقالته عام 2012 على يد الرئيس الأسبق محمد مرسي، بالرغم مما سبق تم اختطاف سامي عنان أثناء ركوبه سيارته في القاهرة واقتيد للتحقيق، وفرض حظر للنشر فيما يتعلق بتلك التحقيقات". وتابع: "بعد اعتقال الجنرال المصري، أعلن المحامي خالد علي انسحابه وتراجعه عن خوض المعركة الانتخابية، في وقت اتهم فيه عنان بتزوير مستندات ووثائق ومحاولة الوقيعة بين الجيش والشعب، وترشحه للرئاسة رغم كونه رجلا عسكريا دون أن يحصل على إذن بذلك، وهو الأمر المخالف للقانون في مصر". واستدرك: "إلقاء القبض على عنان جاء بعد يومين من زيارة مايك بينس -نائب الرئيس الأمريكي- لمصر، في وقت بثت فيه المعارضة المصرية شائعات عن حصول السيسي على ضوء أخضر من واشنطن لإلقاء القبض على عنان وذلك ليضمن فوزه في الانتخابات، وذلك في ظل العلاقات الجيدة بين الرئيسين الأمريكي والمصري". ومضى الموقع قائلاً: "قبل أيام هبت عاصفة هوجاء على المنظومة السياسية بالقاهرة في أعقاب إعلان رئيس الأركان الأسبق نيته الترشح في الانتخابات ضد السيسي الذي يخوضها من أجل نيل ولاية ثانية، هذا الإعلان من قبل عنان فاجأ الشعب المصري لأنه جاء بعد وقت قصير من تراجع أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق عن دخول السباق الانتخابي، بسبب ضغوط مارسها النظام عليه وشروع الأخير في التحقيق بشبهات فساد في الفترة التي تولى فيها شفيق وزارة الطيران المدني بل وكان هناك تهديدات بمحاكمته". واستكمل: "في بيان مصور طالب عنان من مؤسسات الدولة عسكرية ومدنية، عدم دعم مرشح أو آخر في تلميح للسيسي، وتحدث الرجل عن الفساد وغلاء الأسعار والحاجة إلى إصلاحات ديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، في الوقت الذي أيد فيه مسئولون بارزون بجماعة الإخوان المسلمون ترشح رئيس الأركان الأسبق أملا في أن يفوز على الرئيس الحالي ويعلن عن مصالحة وطنية ويطلق سراح كل معتقلي الحركة من السجون المصرية". وتساءل الموقع في تقريره: "هل أقلق بيان عنان الرئيس السيسي؟"، مجيبًا: "كان الرأي المنشر في مصر أن عنان يتمتع بدعم من النخبة العسكرية ويعتبر رجل منظومة السلطة ومن رجال الرئيس الأسبق حسني مبارك ، وفجأة خرج المجلس العسكري ضده". وواصل: "هل هناك جناح ما في السلطة دعم ترشح عنان وأراد رحيل السيسي؟، هل الجنرال خالد فوزي رئيس المخابرات العامة الذي أقيل من منصبه مؤخرا على يد السيسي كان على اتصال بعنان؟ لا توجد إجابات لهذه التساؤلات، الأمر الواضح هو أن اعتقال رئيس الأركان الأسبق حسم بشكل عملي وفعلي نتائج الانتخابات الرئاسية". وذكر أن "السلطات المصرية باعتقالها عنان، أثبتت ولائها التام للسيسي، حيث كان ترشح الأول للرئاسة يشكل تهديدا للثاني"، مشيرًا إلى أن "الشارع المصري من جانبه يشهد حالة من اللامبالاة إزاء انتخابات الرئاسة؛ فقد بات جليا وواضحا للجميع أن السيسي سيفوز بولاية ثانية وأن الحديث يدور عن مهزلة كبرى لنظام حكم ديكتاتوري، مغلف بقناع وستار من الديمقراطية". وختم الموقع بالقول: "انتخابات الرئاسة في 28مارس المقبل ستبدو أكثر كاستفتاء يعبر فيه الشعب المصري عن ثقته بالسيسي وليس كمعركة اقتراعية، من المتوقع أن يفوز الأخير بغالبية كبيرة ويعد الجماهير مجددًا بتحسين الوضع الاقتصادي للمواطن ومحاربة الإرهاب". وقال: "لقد نجح السيسي في إخراج المرشحين الست الذي أرادوا منافسته في الانتخابات وذلك بطرق مختلفة وأثبت أنه لا يختلف في شيء عن الحكام السابقين للقاهرة في كل ما يتعلق بالديمقراطية، مصر لا تخطو الآن في مسار نظام الحكم الديمقراطي وإنما تسير في نفس المسار الموجود من أعوام كثيرة الذي يتميز بالديكتاتورية".