طرح موقع "مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي"، تساؤلاً عن الأسباب الخفية التي دفعت الفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة سابقًا، لإعلان ترشحه لمنصب الرئاسة في الانتخابات المقبلة، على الرغم من شعبيته المحدودة ووجود مرشح للجيش متمثلاً في المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، واصفة قراره بأنه عملي وغير عملي في آن واحد. واستبعد المجلس نجاح عنان في مواجهة السيسي، قائلاً: "من الصعب تصور مواجهة المشير لأية متاعب في الفوز، إذا ما قرر الترشح فرغم الدعاية المكثفة مثل الأشياء التي تحمل صورته كالحلويات والسندوتشات والبيجامات والملصقات والقمصان، هناك الكثير من المصريين يرغبون في ترشحه". وتابع: "عنان الذي فقد بريقه عندما مثل الرجل الثاني في المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمدة 18 شهرًا لا يملك جاذبية السيسي، فماذا الذي يحدث؟ ولماذا يريد أن يكون رئيسًا؟، لكن رغم ذلك ترشح لن يكون أكثر تعقيدًا من الرجل الذي يطمح في إنقاذ البلد العظيم من السقوط في الهاوية". وقال إن "هناك أربعة تفسيرات ممكنة تكشف أسرار خوض الفريق عنان الانتخابات الرئاسية أولها "الواجب" وهو تفسير قد يكون مقبولاً حيث يشعر بالواجب والوطنية تجاه البلاد، وهي نفس المبادئ والأفكار التي شجعته لدخول الأكاديمية العسكرية عام 1967، وقضاء حياته بأكملها في الدفاع عن مصر وقد تكون تلك المبادئ قد ألهمته لخوض الانتخابات". وأضاف أنه في ظل عامل السخرية الشديد بمصر قد لا يبدو التفسير محتملاً، لكن لا يجب التقليل من شعور الضباط بالمسؤولية تجاه البلاد، وقد لا يتفق معهم المراقبون في تلك المسألة لكن القادة أنفسهم يؤمنون بأن ما يقومون به يعد واجب للبلاد. أما ثاني الأسباب فهي "الشرعية"، إذ رأى أن "خوض عنان للانتخابات هدفه ترشح السيسي وإضفاء نوع من المصداقية على الانتخابات المقبلة"، وقال إن "الموقف ليس غريبًا وغير مسبوق، حيث سبق وأن حدث عندما أعلن عمر سليمان مدير المخابرات العامة ونائب الرئيس الأسبق ترشحه للانتخابات عام 2012 بعد فترة وجيزة من إعلانه عدم الترشح وكان الأمر خدعة". وتابع أنه "مع وجود سليمان شهدت الساحة السياسية ترشح خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان والممثل الإسلامي الآخر حازم أبوإسماعيل، وكانت السلطات تشعر بقلق كبير إزاء ترشحهم لكن لم تكن هناك استطاعة لمنعهم صراحة خشية حدوث ضجيج ومظاهرات من القرار". وأردف أنه "عندما حظرت لجنة الانتخابات العليا الشاطر وأبو إسماعيل وسليمان فضلاً عن عشرات من المرشحين الأقل شهرة، يمكن القول بأن الحكومة لم تكن مخادعة تمامًا كونها لم تستهدف المرشحين الإسلاميين فقط"، لافتًا إلى أنه بنفس الطريقة وعندما خرج سليمان من السباق ليمنح الشرعية للشاطر فسيعطى وجود عنان مجالاً للشعور بالمصداقية تجاه ترشح السيسي. أما ثالث الأسباب هو محاولة دفع السيسي للتفكير في الأمر والتراجع، وقال: قد يكون المقصود من وجود عنان عدم مساعدة السيسي وتشجيعه على التفكير في المسألة مرة أخرى أو إفشال عملية الترشح، موضحًا أنهم قضيا ثماني سنوات فقط منفصلين عن العمل مع بعضهم لكن بصرف النظر أثبت الضباط في وقت الأزمات الوطنية قدرة على العمل المشترك، لكن يجب إدراك أن الجيش المصري منظمة كبيرة وهناك وجهات نظر مختلفة داخله بشأن القضايا الهامة. وأضاف أنه رغم نظرة المراقبين للجيش على ماحدث خلال ورشة عمل 6 أكتوبر 1973 و 11 فبراير 2011، و3 يوليو 2013 على أنه يشكل لحظات استثنائية فيمكن القول إن المؤسسة العسكرية في مصر ليس لديها "وجهة نظر"، ولكن بالأحرى هناك عدد منهم، وترشح السيسي المحتمل للرئاسة ربما يثير الجدل لأنه قد يقلب تعاليم الجيش منذ يونيه 1967 رأساً على عقب، لذا قد يكون المقصود من ترشح عنان هو إعطاء السيسي فرصة للتفكير لجذبه من السقوط بحافة ارتكاب أخطاء من شأنها أن تضر الجيش كمنظمة. واستطرد أن وجود عنان قد يكون الهدف منه أيضًا عرقلة ترشح السيسي، وهنا لم يستبعد المراقبون تراجع المشير، فعندما سئل عنان مؤخرًا عن علاقته بالسيسي كان رده حذرًا بينما أعرب كل من وصفوه ب "البديل" عن قلقهم بشأن الطموحات الرئاسية للمشير مما يدل ضمنيًا على أن دخول عنان السباق لن يكون جيدًا للمؤسسة العسكرية، لكن حقيقة الأمر أن الآخرين بما في ذلك المتقاعدين على استعداد لسؤال السيسي "هل ترشحه سينسف الإحساس بسعي السلطات المصرية لتعزيز قوتها في الأشهر المقبلة ؟". أما آخر التفسيرات فقد رأت أن القوة القابعة خلف السلطة تعد سبباً مقبولاً لاتفاق عنان والسيسي على حماية الجيش ومصالحه، وهم يفهمون جيدًا أن رئاسة السيسي في الواقع غير جيدة للجيش ومصر و للمشير نفسه، ونتيجة لذلك يمكن أن يختار السيسي عدم الترشح لصالح العسكري المسن المتقاعد "عنان". وقال إن هناك سيناريو آخر ألا وهو جعل نهاية عنان تكون في الرئاسة ليظل السيسي هو الرجل القوى ولهذا فائدة كبيرة للجيش والمشير، فمن شأنه أن يعيد العلاقة المؤسسية الغير رسمية بين الرئاسة والقيادة العليا ليضمن شخصاً صاحب رؤية في المنصب، مما يسمح للجيش بأن يحكم دون تعقيد ومخاطرة الحاجة إلى الحكم وهذا من شأنه أن يعيد مصر للوضع الراهن قبل الثورة. http://blogs.cfr.org/cook/2014/02/24/why-is-sami-enan-running-for-president/